فى كل حكم توخ ايسر السبل فهى الضمان لقول المرء من زلل
واخلص لرأيك فى الاحكام مجت ان تحرج النفس بالتعقيد والجدل
فان سئلت عن العلات فى حدث فاحذر ذهابا الى اقصى من العلل
ولا تعمم ، ففي التعميم مجلبة للظن ، والظن فى الاثام من ازل
وان بدت منك فى التعليل فلسفة فانت متهم فى الرأى بالخطل
واجنح الى الصدق فيما انت قائله ان اعتقدت فقل ، أو لا تقل
فان جهلت فلا تبد مراوغة بل قل جهلت بلا خوف ولا خجل
فالعلم ان لم تكن بالجهل معترفا فى نيله بؤت بالحرمان والفشل
جلست يوما الى من يدعى حكمة والدمع منهمر مني على عجل
أشكو له أرقا راح يعذبني والقصد منى اختبار الحكم فى البطل
فقال عالمنا جلت مواهبه " هذى علائم لاتخفى على رجل
ان السهاد دليل العشق من قدم اما الدموع فمن هجر ومن وجل "
فقلت اخطأت يا هذا فمعذرة هلا ترويت فى الحكم على مهل
فلا اخا لك فى الزعم الا كمن راح يفتش فى المريخ عن زحل
او كامرىء حاد عن سبل ممهدة وفضل السير طوع النفس فى الوحل
ما كان سهدى لهجر بات يشغلني ولا ارقت لذات الطرف مكتحل
وما دموعي على الاطلال اسكبها اعوذ بالله من باك على طلل
فما غرامي سوى بالله اعبده وبالصلاة على من ساد فى الرسل
وزوجة اخلصت في الحب طائعة وما انا ابدا عنها بمنشغل
واكلة سخنة ليست تعوضني عنها الصبابة بالانشاد والغزل
ما كان من ارقي فالشاى علته ومن يسامره عند النوم يرتحل
ولا يغرنك دمع المقلتين جرى وكم يغر الفتى ما سار من مقل
فرب ذي فرح والعين دامعة ورب ذى حزن والدمع لم يسل
فاعلم - فديتك - اني آكل بصلا فجئت مصداق ما قد قيل فى المثل
ان العيون اذا بصلتها دمعت ولا ادر لدمع العين من بصل
هذى حقائق كانت منك دانية وكنت منصرفا عنها فلم تسل
هلا اتعظت يقول جل صاحبه من قال فينا وغير الصدق لم يقل
ان الحقيقة فى الانسان كامنة لكنه كلف بالوهم والدجل
فرد صاحبنا من جهله خجلا والنفس شاعرة بخيبة الامل :
" آمنت انك ذو مكر وذو عبث لا فرق عندك بين الجد والهزل "
