كان
الشتاء قارس البرد ، حادا عنيفا ، ينشب مخالبه فى كل ما أقلته هذه الارض من اناسى وحيوان ونبات وجماد ، فاذا الجميع مكهربون بتيار هذا القر الشديد . وتتامل فنجد اكثر الناس قد ازدادت
آحجامهم ، وتضخمت اجسامهم ، فاصبح الواحد منهم اثنين ، بما كدسوه فوق جسومهم من " دروع " الملابس ، يتقون بها سورة هذا " الضيف الثقيل " ويقاومون بها طعنات هذا " الخصم " العنيف .
وفي ليلة من ليالي " خضم " هذا الشتاء المتلاطم الأمواج ، سكن هديره فجأة ، وخارت قواه بغتة ، فاستأنس الناس ، ووجدوا فى هذا الضعف قوة واستخرجوا من هذا الخمول نشاطا وبهجة .
البقية على الصحيفة الحادية عشرة
