الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 5الرجوع إلى "الفكر"

الحب الاكبر

Share

دخلت مروعة الفؤاد، وئيدة الخطو الكئيب

حيري .. تبدى حزنها فى لون أجنحه الغروب

قالت: ((سمعت اليوم أنك راحل عما قريب

أترى صحيح ما ادعاه البعض يا أغلى حبيب؟))

ماذا لو انك يا رفيق العمر فى وطنى بقيت

فأعيش قربك عذبة الأحلام، جذلى، ما حييت

فلأنت فارسى الذى من أجله - دهرا - شقيت

قل: سوف تبقى يا حبيب الروح، ردد: قد رضيت.

قد كان عمرى قبل أن ألقاك وهما، أى وهم

أحيا سجينة وحدتى، عمياء عن أبناء قومى

حتى برزت لناظرى، فوجدت فى عينيك حلمى

أيهون قتلى بعد ما أحييتنى، وأضأت نجمى؟

ونظرت فى عينين ناعستين هدهما السهر

فرأيت وجدا طاغيا ذكته أنباء السفر

وسرحت مع سحب الدخان تهزنى شتى الفكر

الله! ما أقصى الحياة! وما أشده من قدر!

((بيتريس)) يا أغرودة الشحرور فى عيد الربيع

بارحت أرضى منذ عهد قاصدا هدى الربوع

متعطشا لمناهل العرفان، كالطفل الرضيع

لكن، وان طال البقاء فخلفه - حتما - رجوع.

وطني هنالك خلف أعماق البحار، ومنبتى

وأبى الرحيم، وأمى الثكلى، وثمة إخوتى

يتساءلون - الدهر - عنى، عن نهاية غربتى

أمن الوفا نسيانهم، والكل يرقب عودتى؟

وطنى، ودارى، والرفاق السمر أبناء القبيله

نقشوا على جدران قلبى حبهم منذ الطفوله

كم عارضوا هذا النوى، فوعدتهم ألا أطيله

أيخون حر وعده؟ أيدوس حرمات الفضيله؟

وطنى، لو انك يا جميلة طفت فى أرجائه

لدعوت ربك أن يردك نجمة بسمائه

أو نحلة، أو نسمة تنساب فى خضرائه

وطنى، رياحين الربيع تعب من أجوائه

إن كان لى حب هنا .. فبتونسى لى ألف حب

كم أزمن قضيتها أزهو وأمرح ضمن صحبى

أبدو سعيدا للجميع، وغربتى تجتاح قلبى

ولقد أتتنى اليوم دعوة مووطنى، أفلا ألبى؟

((بيتريس)) هل يرضيك أن تستوطنى أرض الصفاء

حيث السلام مخيم، حيث المحبة والوفءا

فهناك نحيا فى جمال حالم لن يوصفا

ماذا ترين؟ فتمتمت بمرارة: دعنى .. كفى!

وتنهدت ..  ثم آنثنت مهمومة تتعثر

وبقيت وحدى فى فراغ موحش أتضجر

حتى اختفت ... ولمست من نفسى صدى يتفجر:

دعها ترح، فمحبة الأوطان منها أكبر.))

ع. خ. - قرقنة -

اشترك في نشرتنا البريدية