الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 4الرجوع إلى "المنهل"

الخطابة واثرها قديما وحديثا

Share

الخطابة ضرب من الكلام سام ، يتكون من ذرات الفصاحة وكهرباء الحماسة والشعور الفياض . وهى ذات تأثير كبير على الجماهير قديما وحديثا . ونحن اذا امعنا النظر في الأسس التى ارتفع بها صرح الاسلام نجد أن للخطابة الاثر الحميد في ذلك . فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب الخطباء وكان لبلاغته السامية أثر نافذ الى القلوب ولقد كان يقوم خطيبا فى كل مناسبة داعيا الى ربه ، مبشرا بدينه الحنيف . فيدخل الناس في دين الله افواجا ، ويضحون في سبيل الدفاع عنه ونشره بدمائهم الطاهرة وأموالهم الطائلة

ومن مزايا الخطابة ما شاهدناه من تأثير بيانها فى قلوب الصحابة رضوان الله عليهم فبخطبة من الصديق رضي الله عنه انقادوا لمبايعته وكان فى ذلك المسلمين الخير العظيم بعد أن كادوا يتفرقون ، فيكون للمهاجرين امير وللآنصار أمير . فلولا خطبة هذا الرجل العظيم لحصل اختلاف كبير .

والخطابة توجه الشعوب والامم الى قمم النهوض والاقدام دائما وناهيك بخطبة طارق بن زياد فاتح الاندلس ، تلك الخطبة التى أوقدت جذوة الحماسة فى قلوب المسلمين فاقدموا على القتال والاستبسال اقدام الليوث الكاسرة .

وقد اشتهر العرب بالفصاحة والبيان ، وهما من أهم شروط الخطابة وأوكد أسباب النجاح فيها فينبغي لذوى الفكر النيرة من الناشئة الذين يبتغون التقدم أن يتسلحوا بهذا السلاح المفيد .

وجميل جدا أن يتنبه فضيلة مدير مدرسة العلوم الشرعية لمزايا هذا الفن الجليل وما له من تأثير وفوائد جمة ، والملكة التى تتكون فى روح الناشئ منه ، والحيوية التى يرتضمها من لبانه ، اذ يستطيع التعبير بوضوح وبلاغة عما يجول في ضميره من أفكار فيظهر بها الحق ويدمغ الباطل ، جميل جدا ان يجعل الخطابة لهذه البواعث من جملة الدروس المقررة في المدرسة ، فتلقي الخطب فيها كل اسبوع من الاساتيذ والتلاميذ ، فنرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون لهذا الدرس الاثر المنشود في تقويم السنة الناشئة وتقوية ملكة الفصاحة فيهم . وفي ذلك نجح كبير .

المدينة المنورة

اشترك في نشرتنا البريدية