الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 3الرجوع إلى "المنهل"

الدفاع، فى عهد المنصور

Share

شاء الاستاذ البارع عبد القدوس الانصاري منشئ " المنهل الاغر " ان امده بمقال عن نشاط صاحب السمو الملكى الامير " منصور المعظم ومجهوداته نحو الجيش . ونزولا على طلب الاستاذ أقول : ان النظام العسكري يمنع الافراط فى الشكر والتقدير بما يزيد عن الواجب من الامر الى من دونه ، كما يمنع المغالاة فى الثناء على من فوق ، زيادة على ما فرضه النظام العسكري من وجوب الاخلاص للامر والنظام العسكري يحتم الطاعة المطلقة من الاصغر للاكبر رتبة وقدما فيمنع ايضا تذلل الأصغر للأكبر ويمقت التزلف والخنوع ، دفعا للنفاق والخبث ، الامر الذي لا يتفق مع عظمة الواجبات العسكرية وعلو الهمة والشرف المستمد منها . ومن دواعي الشهامة وعلو الهمة فى الجيش ،

الافصاح والافهام ؛ لا التعمية والابهام ، والصراحة فى القول ، وابداء الرأي جليا سواء الخير او الشر ، ليعرف رجل الجندية بالصراحة وحب الحقيقة والسير بما يوحيه الطبع الاصيل بلا تصنع ولا خداع ، ومن الاسس الفاضلة في الجيش ، الالفة والمحبة وقوة التضامن والمعاملة بالمساواة والعدل والانصاف فى كل شئ وان البعد عن المحسوبية من اسس النظام عسكرى وآدابه العالية لذا اقدم هذه السطور الموجزة ليعلم منها مبلغ ما يمكن بيانه بايضاح عن القائد الفريق الثاني وزير الدفاع والمفتش العام للجيش صاحب السمو الملكى الامير منصور حفظه الله .

لا شك ان سعادة كل امة تتوقف على جهاد ابنائها ومجهودات رجالها العاملين لخيرها ورفاهيتها ، الذابين عن شرفها ومكانها ، الرابضين على حدودها واطرافها ، الساهرين على دفاعها وتنظيمها ، واولى الرجال بهذه المفخرة وزير دفاعها وجنوده الاشاوس .

وكل انسان بعيد عن الغرض وسوء المقصد يعترف تماما بأن وزير دفاع قد اولى الجيش اهتمامه وعنايته ، ووقف عليه مجهوداته وقوته واعاره سمعه وبصره في كل وقت وزمان .

والعاقل المنصف إذا قارن حالة المملكة العربية السعودية من قبل ( ٢٤ ) سنة بحالتها الحاضرة ، وجدبين الحالتين فرقا محسوسا في كل ناحية من نواحي الحياة العامة ، ومن تلك النواحي ناحية الجيش وما كان عليه من جموع غير منظمة لا تعرف ما هو عليه اليوم من تنظيم وترتيب وتعليم وقوة فى الاستعداد وقدرة على استعمال مختلف الاسلحة الحديثة مما شهد به مدربو الجيش ومعلموه من مختلف رجال البعثات التى استقدمتها الحكومة لهذا الغرض تحت اشراف وزير الدفاع - إذا قارن العاقل بين ماضي الجيش وحاضره ادرك أن المجهودات التى يبذلها سموه لرفع مستوى الجيش قد نمت نموا حسنا واسفرت عن نتائج طيبة يظهر مفعولها فى الميدان

لا نغالي إذا قلنا بان الجيش نال من التقدم والاستعداد فى مدة ولاية

وزير الدفاع ما لم يحصل عليه في السنين الماضية ، ولو لا وجوده ومجهوداته وصدق عزيمته لكان من الصعب جدا النهوض بالجيش في بيئة لا تقبل الحياة العسكرية المنظمة ، واقناع كل رجل غير محترف بالجندية بما يتطلبه الدفاع ، وبما تقتضيه ضناعة الحرب ، وبما تفرضه ميادين الصراع الدموى لاكتساب النصر . والمدنيون بحكم نشاتهم وميولهم في سائر الأمم لا ينظرون بالمنظار الذي ينظر به وزراء الدفاع واركان حربهم ، فالحرب العالمية الأخيرة جاءت باوضاع ميزتها عن الحروب السابقة بامتزاج الشعوب وجيوشها امتزاجا استحال معه التمييز بين الشعب والجيش ، وذلك لمعرفة كل فرد من افراد الشعب واجباته واستعداده للقيام بها في مختلف الميادين ؛ ولذا فيترتب على الذين يريدون ان يروا تقدم الجيش العربي السعودي إلى مصاف الجيوش العالمية القوية - عليهم القيام بالحث على طلب العلم والالتحاق بمدارس الطيران العربى السعودي لمعرفة كل فرد واجبه والانخراط في مدارس الطيران والمدارس العسكرية للجيش حماية للدين والوطن ، فطلب العلم والتربية العسكرية هما شعار القوة في الأمم

واختم كلماتي بان لسمو وزير الدفاع الأمير منصور فى قلوب رجال الجيش ضباطا وجنودا ، محبة واحتراما لا تستفزهما رغبة ولا رهبة ؛ فقد خلق سموه للقيادة وأودع جوهرها فيه . مكة

محسن الطيب

اشترك في نشرتنا البريدية