الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 10الرجوع إلى "المنهل"

الدنيا تسير

Share

ان الامم تبني الدول ، والدول تبنى الامم وهي تجاهد ما استطاعت - ان تزداد اتساعا وتزداد كبرا وتعظيما . وتحاول - بكل ما أوتيت من دهاء - تقوية نفسها ، ورسخ أقدامها .

وثمة عقول كثيرة تحمل اراء وافسكارا تدعم اعتقادهم ، وايمانهم بعظمة الامم واحترام الدول ، وقداسة الدين ، ومحبة الجماعة . . وهي الآراء التى تعرف وتعترف ان " الله " هو مصدر القوة وهو الذي يسير هذه لدنيا حسب ما يشاء . وكيف ما يريد

والناس لا يفكرون - قط كيف ولماذا انتشر دستور المجتمع الحديث ، لأنهم ينظرون الى المسألة كما لو كانت " تضيه مسلمة " . . بل انهم يظلون فى " سيرهم " تقودهم افكارهم التى نمت فى " حقل " رؤوسهم . وهى أفكار قد تسبب اصطدام الشعوب ، والامم ، والدول بعضها ببعض

وقد آن الأوان ان يختبر هذه الآراء ، لانها يجب أن تنبعث لمصلحة الافراد ، والاسر ، والجماعات ، والامم والاجناس . ذلك لأن الحياة تتطلب وجود الاسرة والافراد والاجناس ، والطوائف ايضا . . وكل هذه يجب ان تقوم ، وتتقدم وتنهض ، أو تهدم ، أو تصدم بعضها بعضا . .

اننى أعرف ان هناك رأيا يقول ان الاصطدام ، والعراك ، والحروب هى التى تجعل " الانسانية " تأخذ فى النماء ، ولكن مثل هذا الرأى هو " الميكروب " الذي دفع المجتمع الى السقوط فى مرجل شديد الغليان والحرق . .

وهناك مثل سائد يقول : " كما تزرع تحصد " وهذا صحيح من بدء الخليفة ، ومتداول فى العالم أجمع ! لماذا دمرت أوربا المتمدنة نفسها ؟ ؟ ؟ عندما كان

الغربيون يطرقون ابواب البلدان الاخرى حاملين معهم ثقافتهم وحضارتهم الى القبائل المتقاتلة والشعوب المتوحشة - أدركوا تقدما سريعا ، ونجاحا باهرا . .  ولكنهم عندما بدأوا " مهمتهم الوحشية الحيوانية " نالوا الجزاء والعقاب تلقاء طغيانهم .

وقد وجب علينا الآن أن نتأمل . إن الله الذي أرجد هذا الكون لا يريد افناءه وتدميره الآن وليس على وجه الارض من يعرف الوقت الذى تنفذ فيه مشيئته ، فيكون البعث ، وتكون القيامة .

اجل . . هناك قوانين فطرية : النماء يعقبه انحطاط ، والحياة بعدها الموت . . و " المعرفة " جاءت طبقا لهذه القوانين . . بعد ان جاء الانسان الى الوجود . . وانتشرت " المعرفة " بين الافراد . . بل وجدت لفائدة الفرد ، والاسرة والجماعة : والقبيلة ، والامة ، والجنس . . ولذلك حدث التصادم

لقد حان الوقت لكى يكون " العلم " فى خدمة النوع الانسانى . . وهذا لا يتحقق الا باتحاد الانسانية جمعاء ، وعندها يسود العلم وتنتشر " المعرفة " ! . .

وانه من الواجب المحتم علينا ان نبذل الجهد لأزالة أسباب هذا " التصادم " حتى نسير " بسفينة " الحياة فى أمن وسلام دون ما حاجة الى إثارة " العواصف " ! .

ونحن الواقفين على احداث العالم ، العالمين بما جرياته ، الذين نرقب أن نرى " النظام العالمي " يسود الدنيا كلها ، ويسرى علينا جميعا - تحتم الواجب علينا ان نلقن " الانسان " ان " النوع الانسانى " قد بلغ النمو الكامل ، وكاد يصل الى القمة . .

لقد وجب الآن ان نطرد الافكار الصبيانية من رؤوس الافراد ، والجماعة ، والقبيلة ، والامم والاجناس ، وان تفرض عليهم العمل ، والعمل فقط لصالح الجنس البشرى ، ونفع الخلق أجمعين

عن الايجليزية

اشترك في نشرتنا البريدية