الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 5الرجوع إلى "المنهل"

[ الرسالة القرعاوية ]

Share

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله ، نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين . اما بعد فقد سألنى جملة من الاخوان أن بين لهم رحلتى اليمانية ، وسير المدارس فيها ، وما يتعلق بذلك فاقول : وانا كاتب الاحرف : عبد الله بن محمد بن حمد بن محمد بن عثمان بن على بن محمد بن نجيد ، فان جد جدى محمد بن نجيد - كان فى عنيزة بالجناح ، ثم باع املاكه بعينزة ،واشترى بدلها املا كا فى

القرعاء، وجاور أهلها، وكان يسمى فيها ابن نجيد ، وكذلك اولاده واولاد اولاده حتى جدى الادنى حمد المحمد بن نجيد ،ثم انتقل جدى الادنى هذا الى عنيزة ،وكان لا يعرف فيها الا باسم ( ابن نجيد )، وكذلك فى مكاتباته واسانيده لا يكتب الاحمد المحمد بن نجيد ،فلما بنى بيوته فى عنيزة، وغرس نخله المشهور بالقرعاوية ، لقب بالقرعاوى ؛لقبا بلفظ النسب ،ولكن فى المكاتبات والاسانيد كان يكتب : ( ابن نجيد )، فلما وقعت حرب عنيزة قلع الاشجار والنخل وباع الارض والبئر،وانتقل الى جنوب بريدة،وغرس نخله المشهور الآن بالفيضة وهى ملكنا حتى الآن ، وبقيت بيوته واولاده فى عنيزة .

وهناك فروع لآل نجيد غيرنا كثيرون ، فى عنيزة وبريدة ، والبكيرية ، والخبراء ،والبدائع ،وفى بغداد ،والشام ، لان اجدادى كانوا دائما يسافرون الى بغداد والى الشام وحلب جمالين ،يحملون البضائع من هناك،ولم يشتهر احد منهم بالقرعاوى الا جدى حمد المحمد بن نجيد لما ذكرت آنفا .

وفى عنيزة حمد العلى القرعاوى واخواه صالح وعبدالله وذريتهم؛ اهل بيت كل واحد منهم يقال له ويطلق عليه لقب القرعاوى حتى الآن، وهم مشهورون بهذا اللقب مثلنا ، وهم ايضا منتقلون من القرعاء ،ولكنهم ليسوا من آل نجيد بل يرجعون الى آل مطوع ،فهم آل مطوع ،ونحن آل نجيد .

كان جدى حمد اولا فلاحا بالقرعاء ، ثم جمالا ببغداد ،ثم فى حلب ، ثم فلاحا بعنيزة ثم فلاحا بالجنوب ؛ثم توفى فى شهر رمضان سنة ١٣١٥ ه بعد أن مرض بالعالج ؛ وبقى على فراش المرض اربع سنوات بمرض القالج ، وفى شوال من تلك السنة ايضا توفى ابى . وفيها ولدت فى ١١ ذى الحجة بعد وفاة ابى بشهرين .

هذه حقيقة نسبى القريب .واما النسب البعيد فليس عندى منه حقيقة حتى الآن ،ولم اطلبه بعمرى قط ،وليس يهمنى ذلك ،وانما يهمنى ما انا الآن بصدده وسيق الكلام من اجله .. وذلك انى لما رجعت من الهند فى ٢٢ رمضان سنة ١٣٥٧ ه وقدمت الرياض، اقمت عند شيخى الفاضل العلامة محمد بن ابراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ،اقرأ عليه للمرة الثالثة ، واما الرابعة فكنت مستمعا ،

واما الخامسة فلم اجده ،لانه كان بمكة يومئذ ،وقد ذهبت الى الأحساء عند فضيلة الشيخ عبد العزيز بن بشر ،والى قطر عند فضيلة الشيخ محمد بن مانع ، فقرأت عليهما كليهما فى الحديث.

فلما كان آخر ذى القعدة ١٣٥٧ه توجهت الى مكة شرفها الله للحج بعد أن استخرت الله تعالى ؛ واستشرت شيخى فى التوجه الى جهة (( جازان )) (١) للدعوة والارشاد ،فأشار على بذلك واستحسنه واوصانى بتقوى الله تعالى ودعالى فودعته ، ثم حجحت                                                * * *

ودخلت سنة ١٣٥٨ وفى هذه السنة عرضت على ادارة مدرسة المجمعة وادارة مدرسة بريدة ؛ وعرض على ان اكون معلما فى عنيزة وفى دار الحديث بمكة ، ومطوعا فلم ارغب فى شئ من ذلك.وفى هذه السنة فى اليوم العشرين من صفر توجهت لجازان وأخذت منه بضاعة ، وتوجهت لسامطة ثم تجولت بجهات سامطة ، ونزلت دكانا فى نفس سامطة ووضعت فيه البضاعة التى معى، واول أمر بدأت به وانا فى الدكان تعليم القرآن وثلاثة الاصول والاربعين والتجويد والفرائض ،وآداب المشى الى الصلاة..كان ذلك فى ٢١ ربيع الاول ١٣٥٨ فكان هذا الدكان أول مدرسة فتحتها فى تهامة اليمن ، وفى آخر جمادى الاولى من هذه السنة توجهت الى( فرسان )وفتحت فيه مدرسة،ومنه توجهت الى( مزهرة )قرية للحكميين ( الحكامية ) ففتحت فيها مدرسة باول رجب ؛ واصلحت مسجدها ، وهو أول مسجدا أصلحت بتهامة ؛وفى غرة شعيان توجهت الى( سامطة )ففتحت المدرسة بها ثانيا فى بيت ناصر خلوفة؛ لأنه لا يستطيع المشى وهو من خيار الطلبة واكبرهم ؛ فاردت ان لا يتكلف ؛ وفيها استقرت حتى الآن. وفى هذه السنة وفد الينا جملة من طلبة العلم من( الجرادية )وما وراءها و( النجامية ) وما وراءها و( الجاضع ) وما وراءه و( خلب ) وما وراءه.. ثم توجهت من سامطة الى نجد لزيارة أولادى فى آخر شهر رمضان من السنة نفسها ؛فوصلت ( عنيزة ) فى أول ذى القعدة من السنة فاقمت بها شهرين بعد غيابى اربع سنوت لطلبة العلم ؛وتوجهت منها الى مكة فى آخر ذى الحجة.

ثم دخلت سنة ١٣٥٩ وفيها وصلت مكة واخذت منها كتبا كثيرة فى الحديث والتفسير والتوحيد والاحكام وتوجهت الى ( جازان )فى ١٨ صفر ؛ومنه الى ( سامطة ) .. وبوصولى اليها بنيت المدرسة فى بيت ناصر خلوفة ؛ وهى من الخشب والجريد والحبال والحشيش ؛واتخذت للكتب خزانة فهى اول مدرسة ؛ واول خزانة أسستا فيها. وفى ١٣ ربيع الاول فتحت الدرس ثالثا .. وفيها قدم الشيخ خالد بن احمد السديرى اميرا على جازان .. وفيها قدم الينا من كل جهات سامطة طلبة علم ،وطلب منا أهل كل ( مخلاف ) من القبائل أن نتجول فى جهاتهم فكنا نشتغل بالدروس حتى اذا كان آخر يوم الخميس خرجنا وكبار الطلبة الى جهة من الجهات ونعظ ونرشد ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ؛ والطلبة يقومون بذلك وانا معهم ، أبين لهم الطريقة فى التيسير والتبشير والرفق واللين والبصيرة والبعد عن العنف والشدة والتعسير والتنفير ؛ وألقى فى الليل درسا فى التفسير والحديث والتوحيد ؛ لأن اكثر اجتماع الناس كان فى الليل ؛ ونرجع صبح يوم السبت .. فكان اول خروج الطلبة معى نحو الساحل غربى ( سامطة ) فازلنا كثيرا من الاشياء المخالفة للشرع المجعولة على القبور والاشجار والاحجار وهرب كثير من الذين يدجلون على العوام بانواع السحر والتنجيم والكهانة والتزوير والخط والشعبذة، واكثر هؤلاء من وراء المملكة، بل كلهم لا اكثرهم وكان لخروج الطلبة هذا اثر عظيم ، وكأن الناس كانوا رافدين فانتبهوا ، او جاهلين فعلموا ، وحينئذ صار الناس فريقين : فريق المدجلين واتباعهم وفريق الطلبة واتباعهم ،وانا أعظ هؤلاء بترك الشدة والعنف،واولئك بترك التخريف والبدع ، وامير سامطة يومئذ (( سند الحماد )) كان مساعدا للدعوة ومحالها من كل وجه .. وفى هذه السنة وفد الينا بسامطة طلبة علم من ( غامد ) و( زهران ) و( رجال ألمع ) .. وفيها أتانا محمد بن احمد الحكمى اخو حافظ بن احمد ،برسالة من اخيه يطلب كتابا فى التوحيد، ويعتذر من عدم القدوم باشتغاله فى خدمة ابويه فى رعى الغنم، ويطلب منا وصولنا للقرية التى هم بها ، فأجبت حالا الى ذلك ، ومعى جملة من الطلبة فكان ولله الحمد ، لا القى درسا الا ويحفظه ويفهمه ، فاقمت بقرية ( الجاضع ) اياما ،

وكنت آتيهم مرة ويأتينى اخرى لطلب الافادة من التعليم والتعلم .. وفى هذه السنة مرضت مرضا شديدا فى ( الجرادية ) ..وفيها عرض علي الامير خالد السديرى قضاء سامطة فاعتذرت ؛ وقضاء المسارحة فاعتذرت. وفيها صارت تجولاتى أكثر من اقامتى ، وفيها بنيت بسامطة مسجد سوق الاثنين ؛ وزدت مظلة فى مسجد ( الفتاحية ) الذى اقامه القاضى ؛ واصلحت أرضه ؛ وبنيت مسجد (المجروب) و(ابو الرديف) و(الجرادية) و (الجاضع) للمرة الأولى، وفيها طلب شيخ المسارحة من الامير خالد توجهى الى بلادهم لفتح مدرسة عندهم فتوجهت اليهم باول ذى القعدة من هذه السنة ،وبنيت عندهم ( مسجدا ومدرسة ) وبالرمادة مسجدا ، وفتحت مدرسة وفى ( الجعدية ) مسجدا .

* * * ثم دخلت سنة ١٣٦٠ ه .. وفى هذه السنة تفرغ الأخ حافظ لطلب العلم بإذن أبويه ؛ وطلب منى اهل سامطة ، وهو فيهم ان أترك التجول لأتفرغ للتدريس فوافقتهم على ذلك وبنيت ( مدرسة سامطة ) للمرة الثانية وزدتها كثيرا وجعلت فيها ستين معلما من كبار الطلبة واجتمع فيها نحو مائة وثلاثين طالبا واختتن كثير من الاطفال وفيهم حافظ، وقد أولمت له، وقلت لغيره من الاولاد:

كل من فعل هكذا ، وترك اللعب واللهو واختلاط الرجال بالنساء والاسراف فى النفقات الفارغة فانى مستعد له بمثل ذلك ؛ وكان لهذا الختان الذى جرى فى المدرسة أثر عظيم فى ترك العادات القبيحة ، وجاء الناس من كل جهة يدخلون أولادهم المدرسة يقرؤون ويختتنون .. ومن كان من الطلبة محتاجا يجد المأكل والمشرب والملبس ولله الحمد ، كانت المدرسة فى هذه السنة هادئة صافية ، وكان الطلبة مجتهدين، والبلغة وافرة ومتيسرة ، واجتمع طلبة للعلم  كثيرون وفيهم غرباء من ( القرن ) ويبه (( يبا )) و ( حلى ) و ( رجال ألمع ) و( قحطان ) و( غامد )و( زهران ) ..وفيها جاءت هيئة لجازان وتوابعه يرأسها الشيخ محمد بن علي البيز فوصلوا سامطة ونزلوا فى المدرسة واختبروا جملة من الطلبة فوجدوهم كأنهم قارئون على مشايخ أو متخرجون من مدارس ، فقرروا أن يتفرق كبار الطلبة على الجهات المحتاجة للتعليم .. وفيها بنيت مسجد ( المسنا ،

والجردية ، والحضرور ،والموسم ؛ والعراشية، والجاضع، واللقية ) .. واصلحنا مسجد ( الدريعية)وجامع ( الجرادية ) وفتحت مدرسة ( المضايا ) ( بالحكامية ) للمرة الأولى ، واصلحت مسجد الطلبة فى ( سامطة ) وفى آخر هذه السنة بلغ حافظ رشده وحج مع والده وأخيه ،وتوفى والده عائدا من الحج،وكانت امه قد توفيت قبل ذلك فى شهر رجب من هذه السنة .

ثم دخلت سنة ١٣٦١ ه .. وفيها فتحت ( مدرسة الجرادية ) مع (مدرسة سامطة ) وجعلت فيها ستة معلمين ، مثل سامطة ، وكان تلاميذها نحو عشرين ومائة .. وفيها فتحت ( مدرسة النجامية ) و( ومدرسة بنى حمد ) و( مدرسة الجاضع ) للمرة الثانية، و( مدرسة اللقية ) ، وبنيت مسجد بنى حمد وفيها تجولت نحو جهة( بيش )، وفتحت فيها مدرسة وبنيتها ؛ وفيها طلعت مع الامير خالد،والامير تركى الى ( الريث ) ، وكان معى بعض الطلبة . وفيها فتحت ( مدرسة الحصامة ) . وبنيت ( مدرسة النجامية ) واصلحت مسجدها وفى هذه السنة تأخر خريف تهامة فأوجب الحال انتقال أهل تهامة لاتباع مساقط الامطار فى الوديان والحبائط (١) .. وكان الطلبة مع أهلهم ، وفى انتقالهم معهم بث للدعوة فيما ينتقلون اليه من البلاد، فوقع لذلك أثر عظيم فى تلك الجهات ، فكان بعضهم يفتح مدرسة ويعلم فيها ، وبعضهم يبنى مسجدا ويؤذن فيه ، ويدعو الناس للصلاة ، وصاروا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويطاردون المشعوذين الذين يدجلون على العوام بأنواع الدجل .

ثم دخلت سنة ١٣٦٢ ه . وفيها جمعت غالب الطلبة فى ( مدرسة الجاضع ) لخصب تلك الجهة، وجدب بلادهم ، ورجع المتنقلون منهم ومعهم جملة من طلاب العلم يطلبون معلمين لبلادهم ، فأرسلت معهم جملة من كبار الطلبة .. وفيها تسبب الأمير خالد السديرى عند الحكومة لجملة من الطلبة بثلاثمائة ريال توزع عليهم شهريا ، وهذا من مساعدته للدعوة .. وفيها جعلت عمر بن احمد الجروى فى ( مدرسة بيش ) .. وفيها كثر الوافدون من كل جهة لطلب العلم من

( الليث ، ويبا ، والقرن ، والعرضية ، وحلي ، ورجال ألمع ، وغامد ، وزهران وتهامة وعسير ، وبلحمر ، وبلسمر،وقحطان،وشهران ، ورقبة )وا كثر هؤلاء يذهبون الى اليمن لطلب العلم ، فاذا سمعوا بمدرسة ( سامطة ) صاروا يأتون اليها ؛ إما فى ذهابهم وإما فى ايابهم ؛ فمنهم من يقيم ويطلب العلم ماشاء الله ويرجع الى أهله ، ومنهم من يذهب الى اليمن بعد أن يستفيد من معرفة التوحيد والسنة والعمل بها ويعرف التخريف والبدعة ويتجنبهما ؛ ويدعو الى الله أينما كان ، وأينما توجه ؛ ويصبر على الأذى فى ذلك، والتوفيق بيد الله .. وفى هذه السنة اشتريت بيتا بجوار المدرسة وتزوجت عند الأخ محمد عثمان ، وكان هذا أول بيت تأهلت فيه بتهامة ، وكنت قبل أنا وحافظ والغرباء فى المدرسة والمسجد ؛ وفى بيت القاضى .. وفيها حصل لى مكسب فى البيع والشراء على حسب الحال .. وفيها حصل جدب فتفرق غالب الطلبة للتكسب فلم يبق غير حافظ والغرباء وبعض كبار الطلبة .. وفيها أشرت على حافظ ان ينشئ نظما فى التوحيد على موجب ماقرأه من كتب الشيخ محمد رحمه الله وكتب الشيخين:ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله .. وفيها تم بناء المسجد فى الجرادية واصلاح مسجد ابى حجر ، ومسجد الموسم .

ثم دخلت سنة ١٣٦٣ .. وفيها اطلع سمو ولى العهد المعظم حفظه الله على خبر المدرسة والتلاميذ فتفضل ببعث اعانة كبيرة لى ، جزاه الله خيرا ، ووفقه للأعمال الصالحة ، وقد جعلها سموه عادة سنوية ، وأمر سموه امراء الجهة وقضاتها بتشجيع المدرسة والتلاميذ .. فكان الأمر كذلك ولله الحمد ، وقد ازددنا بشرا ونشاطا .. وفى هذه السنة جعلت حافظا ، مديرا لمدرسة سامطة ويلاحظ مدرسة الجرادية .. وفيها تجولت نحو جهة بيش ،وفتحت مدرسة السلامة العليا وبنيتها ، ومدرسة المحلة ، وأم الخشب للمرة الثانية ، وتجولت فى جهة الحكامية ، وفتحت مدرسة المضايا ثانيا وجعلت فيها محمد عثمان .. وفيها بنيت مسجدا فى جازان للعسكر وفتحت عندهم مدرسة بطلب القائد والعسكر .. وفى هذه السنة بنيت مسجدا بالمحلة ، وجعلات غالب بن ابراهيم أماما ومعلما

فيها ، وكثر الطلاب فى كل نواحى تهامة ، واكثرت التجولات .. وفيها أشرت على حافظ أن ينشئ نظما فى الفقه والآداب ، ونظما فى ذم الدخان والقات واشباههما، وكان حافظ ومن معه فى جنوب تهامة ،واخوه ومحمد عثمان فى وسط تهامة، وحسين عبد الله الحكمى ،وغالب ،وعمر ،فى شمال تهامة ،وانا ادور على مدارسهم ، وازودهم بما من الله تعالى به ..وفيها حج الامير خالد وكان مساعدا للدعوة.                                                 * * *

ثم دخلت سنة ١٣٦٤ ،وجاء الشيخ محمد بن مجد السديرى أميرا لجازان وسلك خطة أخيه الشيخ خالد بمساعدة الدعوة وأوسع ،وطلب امراء مقاطعة جازان وقضاتها ومشايخ القبائل ان أبعث لهم معلمين ،يفتحون المدارس، وهم يساعدونهم على نشر الدعوة والارشاد،ففرقت الطلبة على حسب الاستطاعة ،وفتحت (مدرسة الحدث) بالمركز ،و( ومدرسة دهوان ) و( مدرسة العارضة ) بالمركز ومدرسة الشيخ ومدرسة الشقيق بالمركز ، و ( مدرسة القحمة ) بالمركز ، و ( مدرسة بالبرك ) عند ابن حميد و ( مدرسة فى بيش ) بالمركز ، و( مدرسة فيفا ) بالمركز و ( مدرسة فى بنى مالك ) بالمركز ، و( مدرسة فى هروب )بالمركز ،( مدرسة فى لدرب ) عند الشيخ و ( مدرسة فى اللحا )، و ( مدرسة فى أبى القعائد )،و ( فى الجارة )،و ( مدرسة فى صميا ) بالمركز ،و( مدرسة فى صنبه )، و( مدرسة فى جازان ) ،و( مدرسة فى حاكمة ) ؛ و( مدرسة فى القعدة )، و( مدرسة فى مقاب ) و ( مدرسة فى ميزاب ) بالمركز، و ( مدرسة عند الشيخ ) ، و مدرسة فى الدغارير ) و ( مدرسة فى حجا )، و ( مدرسة فى الدريعية ) ، و( مدرسة فى الطوال ) و( مدرسة فى شعب الدرعى ) و( مدرسة فى المجنة ) ،و( مدرسة فى وعلان ) ، و( مدرسة فى الحفلة ) ، و ( مدرسة فى مجعر ) ، و( مدرسة فى الركوبة ) ، و( مدرسة فى المرابى ) ، وتجولت فى الحبائط والجبال ، لملاحظة المدارس : وفى هذه السنة نقلت حافظا الى مدرسة السلامة العليا ليدرس فيها ، ثم الى ام الخشب ، ثم الى صبيها ، ثم نقلته الى سامطة، فكمل فيها نظم الفقه، وكتب نبذة فى الفرائض وفى مصطلح الحديث ، وكان ولله الحمد سير جميع المدارس والتلاميذ بهدوء وسكينة وجد واجتهاد فى التعليم ونشر الدعوة بالرفق واللين .. وفى هذه السنة بلغ جلالة

الملك ايده الله بنصره خبر المدارس ؛ فأرسل هيئة تكشف حقيقة الامر .

ثم دخلت سنة ١٣٦٥ ؛ والمدارس مستقيمة ؛ والتجول عليها مستمر ؛ والامراء والقضاة وعرفاء القبائل مساعدون.وفيها اشرت على حافظ بنظم منظومة فى السيرة ،وفى مصلطح الحديث،وفيها وصلت الهيئة المشار إليها يرأسها صالح بن عبد الحميد ؛ فنزلت من ابهى على الدرب ؛ فاعجبتهم مدرسته وماراوا من المعلم والتلاميذ والدروس وهكذا حتى وصلوا الى جازان ، ورأوا مدرستها ، ثم سامطة ومدرستها ، ثم مدرسة الجرادية ، فاعجبهم كل ذلك ثم رجعوا الى سامطة، وجاء المعلمون وكبار الطلبة ،وكتبت الهيئة اسماء المعلمين واسماء التلاميذ والمدارس ، ورفعوا ذلك لجلالة الملك ،فلما بلغه ذلك حمد الله وأثنى عليه ؛ودعا للطلبة؛ وأمر للهيئة بجائزة كبيرة ، وامر ان يقرر للمعلمين والتلاميذ رواتب شهرية، وكانت الهيئة رفعت عن ست وعشرين مدرسة ، وستة وخمسين معلما ، ومائتى و ألف تلميذ ؛ فقرروا على مارأوا ، والحمد لله رب العالمين الذى جعل ولى امرنا يتفقد أحوال المسلمين ، فيعين اهل الخير ؛ ويقمع اهل الشرور،رزقه الله البطائن الصالحة وفى آخر هذه السنة رجعت الهيئة على طريق أبهى .

ثم دخلت سنة ١٣٦٦ .. وفى هذه السنة تجولت فى جهة بيش والدرب،والشقيق والقحمة: وفيها وافقت قاضى جازان الشيخ عبد الله بن عودة بالدرب وهو ذاهب الى ابهى؛ وقد مرض فشيعته الى المخاضة، فوافقت الامير تركى السديرى هناك فعرض علي أن اتجول فى ابهى ونواحيها. فأحببت ذلك واستأذنت فيه الملك وولى العهد فحصل الاذن والمساعدة ، فتجولت على المدارس الموجودة فى اعمال أبهى ،وهذه المدارس من آثار الشيخ عبد الله بن يوسف والشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد ، والشيخ صالح النويجرى ، وكان الامير تركى يساعدنا مساعدة واسعة حتى أمر صاحب دكان لديه ادوات المدارس، ان ناخذ منه ما نريد للمدارس على حسابه بدون حصر ولا قيد فرأيت المدارس ذات أثر عظيم فى جهات ابهى ؛ وكان التلاميذ فى ابهى يقرأون على الشيخ ابن يوسف ،فأشرت عليه ان يفرقهم فى القبائل ليفتحوا المدارس فوافق على ذلك ، ففرقتهم ، ثم تجولت ايضا . فرأيت الناس ولله الحمد

مقبلين على الخير ، والمعلمين مجتهدين ، عسى الله ان يجعل الاعمال خالصة لوجهه ويرزق ولاة الأمر البطائن الصالحة . وفى آخر هذه السنة استأذنت جلالة الملك حفظه الله وسمو ولى العهد حفظه الله،فأذنا لى فتوجهت من أبهى فى رابع ذى الحجة ووصلت مكة شرفها الله تعالى ليلة الثامن ،واتفقت بسمو ولى العهد المعظم وكذا بشيخى الشيخ محمد بن ابراهيم ، وبالشيخ عمر بن حسن ، وبالشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ - كلهم عند سمو ولى العهد المبجل فى تلك الليلة ، فلما انقضى الحج اقدمت حافظا الى مكة                                                 * * *

ثم دخلت سنة ١٣٦٧. وفى اوائل المحر م منها قدم حافظ الى مكة وزوجته ابنتى ،ثامن المحرم ،واستأذنت من سمو ولى العهد لزيارة جلالة والده الملك ايده الله فاذن لى؛وامر لى بركوب الطائرة ، فسلمت على جلالة الملك ثم على جميع اخواننا الذين لم نتفق بهم فى مكة، وقد اكد سمو ولى العهد على معالى وزير المالية باجراء رواتب المعلمين شهريا، ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة ))                                        [ انتهت الرسالة القرعاوية ]

اشترك في نشرتنا البريدية