سيدى الاديب الفاضل المحترم
تحية وسلاما وبعد ، فقد اتصلت بقصة قلبك يا صاحبى ، فاذا بها قصة قلبي وقلب كل بشرى رأى فتنة المرأة وجمال الوجود ، فأسكرته تلك وصعدت به هذه الى مدارج الالهام ، واذا قصة الحياة الانسانية فى احلى عهد من عهودها وأزهر فصل من فصولها : فى فجر الشباب ... واذا بى اماشيك بنفسى بين سيل المزارع ومسالك الجبال فأراك واجما عابسا ، او ضاحكا مستبشرا ، او مفكرا صامتا ، واراك تغنى وقلبك اغانى المسرة وترشف قلبك كؤوس الجمال ، او تعنف نفسك الدامية بين اشواك السير .. ورأيتك فى ارجوحتك مع من تحب وفى رياضك مع من تهوى تمر فى جحيمك تتألم لاوجاع قلبك وآلام نفسك . فهنيئا لك يا صاحبى بقصة قلبك ، وهنيئا لك بنفسك الحساسة وشعورك الفياض وهنيئا لك بآلام نفسك فانها خير كنوز الخلود ...
وانى اقدم لك نسخة من كتابى الصغير ((الخيال الشعرى عند العرب)) الذى وان لم يكن ((قصة قلب)) فانه ((جهاد قريحة)) ارادت ان تحرك الناس وتدعوهم الى سواء السبيل فلم تلق منهم الاكل غطرسة وعناد . فقد الفت كتابى ثم نشرته على الناس ودعوت فيه الى منهاج جديد من البحث والفهم والتقدير لمفهوم الادب العميق فأرضى ناسا وأسخط آخرين وكان اكثر اغضابا لمشيخة ((الماضى)) التى لا تفهم من الحياة الا رسوم الامس ولا من المجد الا ذكريات القديم ولا من الادب الا اصداء الامس البعيد ... فثاروا وعجوا ورمونى بكل سخط ونكير ، فتجلدت لهم وصبرت وسأكون المنتصر .
