عودة
يعود من رحلته الأخيرة الشتاء
ويمنح الإغماء للدروب
فتقفر الشوارع
ويعتريها الموت والشحوب
وقاتل يشج رأس الحب بالسكين
لقد أضاعت رشدها الأيام
لقد أضاعت رشدها الأحلام
ما يقول العمر ؟
أهكذا يخيب ؟ !
أهكذا تنطلق الشرارة العمياء
فى الهشيم
قد ضاع كل شئ
العقل والقلوب
في برك الدماء
فى لعنة الخطوب
قد أنشبت اظفارها في لحمنا الصفور
والغربان
566
وعششت في رئتينا النار
ترى العيون تبصق اندهاشها
فى تونس الخضراء سم الحقد
وعندها يخيب فى الشوارع الطالب
والمطلوب
وعندها يموت في الأزقة الغالب
والمغلوب
وعندها تمتهن الشعوب
يعود من رحلتها الشتاء
ليحمل الحر الذي يصهرنا كشمعة .
كجمرة فى موقد كبير
هذا انفصال الفصل عن عباءة الدفء
إلى التفجر الخطير
ما عاد لي غير فؤاد باهت كسير
من طوق الحمائم البيضاء ؟
من علقها في السقف ؟
بل من خانها ؟
فى تونس الخضراء بحر من دم ونار
يرف في صدورنا فيض الردى والحزن
الخبز ... ها دحرجنا
الخبز ... ها زلزلنا
الخبز والأسعار !
وموجة العنف على صدورنا قد جثمت
تسطر القرار
يا تونس الخضراء يا حبيبة الجميع
إليك ها نعود
لنحمل الشمس إلى كفيك والورود
فكلنا لا بد أن نكون فى رحابك
الجنود
إليك يا رفيقة الأفراح والأحزان
نرفع في سمائك البنود
(2)صباح
مثلما ينعى ضياء الشمس اشعاع القمر
يهرب الماضى من الحاضر
ويضوع المسك في كل الدروب
تفرش الأرض ندى
ثم سياط الضوء تطويها
مثلما تشتاق للزهر فراشات
يجيء العاملون
يحملون القلب في الصدر صباحا .
(3) زاد
شمعتان وسكون
كوخ ملاح فقير يتحدى العتمه
يمتطى هذا الحصير
قاربا في ضفة النسيان
يثني ركبتيه
شاخصا
لرؤى مثلولة أو هرمه
(4) بعد غد
وضع الكف على الأحشاء
تملى وجه الناس
وأصغ
لم تمهله الريح
أثارت زوبعة الاحساس
بكى
قد عصب البطن ليجهض أنات
الأنفاس
هل بعد غد
يتمنطق بالياقوت ويشرب
ما في الكأس
(5)عبور :
جفنها يكفي لإرهاب قبيلة
ومض البرق ومرت
ثم دوى الرعد..
