الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 4الرجوع إلى "الفكر"

الزاد بعد غد ..عبور،

Share

عودة

يعود من رحلته الأخيرة الشتاء

ويمنح الإغماء للدروب

فتقفر الشوارع

ويعتريها الموت والشحوب

وقاتل يشج رأس الحب بالسكين

لقد أضاعت رشدها الأيام

لقد أضاعت رشدها الأحلام

ما يقول العمر ؟

أهكذا يخيب ؟ !

أهكذا تنطلق الشرارة العمياء

                       فى الهشيم

قد ضاع كل شئ

العقل والقلوب

في برك الدماء

فى لعنة الخطوب

قد أنشبت اظفارها في لحمنا الصفور

        والغربان

566

وعششت في رئتينا النار

ترى العيون تبصق اندهاشها

فى تونس الخضراء سم الحقد

وعندها يخيب فى الشوارع الطالب

                        والمطلوب

وعندها يموت في الأزقة الغالب

                    والمغلوب

وعندها تمتهن الشعوب

يعود من رحلتها الشتاء

ليحمل الحر الذي يصهرنا كشمعة .

كجمرة فى موقد كبير

هذا انفصال الفصل عن عباءة الدفء

إلى التفجر الخطير

ما عاد لي غير فؤاد باهت كسير

من طوق الحمائم البيضاء ؟

من علقها في السقف ؟

بل من خانها ؟

فى تونس الخضراء بحر من دم ونار

يرف في صدورنا فيض الردى والحزن

الخبز ... ها دحرجنا

الخبز ... ها زلزلنا

الخبز والأسعار !

وموجة العنف على صدورنا قد جثمت

تسطر القرار

يا تونس الخضراء يا حبيبة الجميع

إليك ها نعود

لنحمل الشمس إلى كفيك والورود

فكلنا لا بد أن نكون فى رحابك

                         الجنود

إليك يا رفيقة الأفراح والأحزان

نرفع في سمائك البنود

(2)صباح

مثلما ينعى ضياء الشمس اشعاع القمر

يهرب الماضى من الحاضر

ويضوع المسك في كل الدروب

تفرش الأرض ندى

ثم سياط الضوء تطويها

مثلما تشتاق للزهر فراشات

يجيء العاملون

يحملون القلب في الصدر صباحا .

(3) زاد

شمعتان وسكون

كوخ ملاح فقير يتحدى العتمه

يمتطى هذا الحصير

قاربا في ضفة النسيان

يثني ركبتيه  

          شاخصا

لرؤى مثلولة أو هرمه

           

(4) بعد غد

وضع الكف على الأحشاء

تملى وجه الناس

وأصغ

لم تمهله الريح

أثارت زوبعة الاحساس

بكى

قد عصب البطن ليجهض أنات

الأنفاس

هل بعد غد

يتمنطق بالياقوت ويشرب

ما في الكأس

(5)عبور :

جفنها يكفي لإرهاب قبيلة

ومض البرق ومرت

ثم دوى الرعد..

اشترك في نشرتنا البريدية