(إلى كل من يصارع الكلاب)
في الليل عندما يخف الحافر
فى الليل عندما تموت الارجل
في الليل عندما تضج المقبره
وتصرخ الرياح في النجوم
فى الليل عندما يعابث المطر
منازل الاسمنت والحديد
في الليل عندما تكدس المزابل
فى سلة كبيرة على الرصيف
تنتظر الكلاب
ينل من جوف الظلام
كالشبح المخيف
كالشبح الرهيب
بجسمه الضعيف
برجله المبتورة
يصارع الكلاب
يتصارع الذئاب
يصارع الكلاب فى الليل الطويل
لانه يريد سلة المزابل ...
صغاره الثمانيه
في البيت يرقبون
يصارع الكلاب
ورأسه وقلبه
فى السلة الكبيره
يصارع الكلاب
لانها لانها
تريد أن تستل من أمامه الرغيف
تريد أن تفتك من أمامه الرغيف
تساقط الكلاب من حوله
تعضه الكلاب
تساقط الذئاب
ويعنف الخصام
ويعنف الصراع
ورقصة الاموات ....(1)
صغاره الثمانية
فى البيت يرقبون
والنار فى البطون والعيون
ورقصة الاموات
وسلة المزابل
وحولها السيول من نجيع
من نزفه من قلبه العميق
تسطر الطريق
تعبد الجبال
تصارع الكلاب
وفي الصباح
وقبل صحوة المدينة
يمر صبية صغار
يفتشون عن أبيهم المفقود
وعن يقايا جثة صغيرة
تذوب في الظلام
تذوب في الظلام
ويركعون فى خشوع
لكنهم لن يستكينوا للكلاب
سيقتلون كل كلب في الطريق
سيعزفون رقصة الشباب
سيعزفون رقصة المزارع
سيعزفون رقصة الشروق
سيعزفون رقصة الاحياء ...
تونس فى 1971/2/14
