" سبق ان أشرنا فى العدد الماضي الى ان هذه الدرة العصماء رفعها ناظم عقدها الشاعر العربي الكبير الشيخ فؤاد الخطيب الى جلالة الملك المعظم سعود الاول حينما كان جلالته وليا للعهد ، بمناسبة المهرجان التكريمي الذى كان معالي وزير الدولة ومستشار جلالة الملك وعضو مجلس الوزراء الشيخ محمد سرور الصبان ، اعتاد اقامته بداره في البستان من ضواحى مكة تكريما لسعود ، وامل العرب المقصود "
هنا المحفل المشهود بالشعب يزخر يطالعه التاريخ والعرب تنظر
فدونك وابعث فيه بالشعر نغمة تشنف أسماع الرواة وتؤثر
فان " سعودا " والعروبة حوله لتهتف بالفجر المطل تبشر
يدبر بالرأى الصعاب بحكمة ويلهمه الرأى الحكيم المدبر
" أب " هو فرد الدهر " ابن " ممثل به " الأب " لم يبرح به الأب يفخر
فيا علما فى " الناصرية " خافقا يحف به النصر المبين المؤزر
سلام على " الجيش " الذي انت ركنه وقائده الأعلى الكمي المظفر
وما الجيش الا الشعب معنى ومظهر هما الزند لكن عزز الزند أبتر
نظرت الى الأرض الموات فأخصبت وأصبح منها القصر كالروض ينضر
ففي الشرق برهان وفى الغرب شاهد ومن كل أوب من تهامة مخبر
وثم خليج فيك لؤلؤ شكره وبحر بمرجان المدائح أحمر
يحيطان بالارض التى أنت بدرها ويستبقان المدح بالموج يهدر
فويح العدى فى السهل والوعر والذرى اذا صحت تدعو الجيش : ألله اكبر
وشاهت وجوه الطامعين بفلذة من العرب من جسم " الجزيرة " تبتر
ومن " للبريمي غيرها وهي بعضها أحق بها من كل قاص وأجدر
وأيهما أدنى وأقرب لحمة ودا رأ ؟ وهل غير " العروبة " عنصر ؟
فيا عصبة أنحت على كل بقعة من العرب تجتاح الديار وتغدر
مهتكة الاستار بالبغى فاضحا ملطخة الاظفار بالدم يهدر
أما استنزفت من عهد " بلفور " سمها ؟ وهل عندها من بعده ما " تبفر " ؟
أتقبل بالعدوان والحج مقبل فتوقد نارا فى الجوار وتسعر ؟
وترقب ان تغشى " المناسك " فتنة تهب عليها الريح والريح صرصر ؟
فياشد ما لاقت ، ويا هول ما رأت فأن لبالمرصاد يقظان يسهر
وإن " ولى العهد " بالعهد قائم وما كان غير العرب بالعهد يكفر
لئن صحت ، إني أسمع الصوت صارخا الي بأنباء " الجزيرة " يجهر
وأنى جندى الجهاد وسيفه هو القلم العضب الذي جئت أشهر
وكم قيل سحر العلم للعلم آية فكيف تحدته " السياسة " تسحر ؟
أكل مجال ممكن تحت سحرها به انتقلت حتى الى القدس خيبر ؟
لها الويل من يوم أعد لها " العصا " فيلقف ما قد لفقت حين يسفر
وإن كان حقد النفس فى النفس ذرة فكم صعقة من ذرة تتفجر
مضى زمن التخدير ، والعرب غيرهم ولم يبق فى أعصابهم ما يخدر
عليهم سعود من جبين " سعودهم " تضئ لهم والليل بالليل يعثر
فيا صاحب المجد الاثيل ورثته فحققت ذاك الأرث بالسعى يشكر
رددت على العرب الشباب فأوشكت ترد من الأجداث عاد وحمير
وأين رميت الطرف جددت نهضة مشيت بها ليست تكل وتفتر
ولم تنس حتى أصغر الارض رقعة فكل صغير تحت ظلك يكبر
لوفى العلم والعمران والسلم والوعى لواؤك خفاق يرف وينشر
فكيف يوفيك الثناء المحبر ولو كان فيه الجوهر المتخير ؟ !
فآثارك الغر التى قد نثرتها هى المدح منظوما لما انت تنثر
مننت على دار " السرور " بزورة فأشرق من قاعاتها النور يبهر
وطاف الصدى من كل ركن وجانب الديك بطول العمر يدعو ويجأر
عجبت لها " دارا " تميد مسرة وما كنت أدرى الدار كالناس تشعر
" كابل"
