لقد كان الناس حتى زمن قصير يجهلون أسباب الحمى المرزغية وقد ظنوا فيما مضي ان سبب هذا المرض هو الابخرة الفاسدة التى تغطى البلاد الرطبة ولذلك فقد سموا حمى المستنقعات مالاريا أى الهواء الفاسد ، على ان بعض الناس كانوا يظنون ان هناك صلة بين هذه الحمى وبين البعوض ولكن ذلك لم يتحقق حتى سنة ١٨٨٠ إذ اكتشف لأول مرة الموسيو ليوران طبيب الجيش الافرنسي في مريض فى قسطنطينة الجزائر ميكروب هذه الحمى ووافق الدكتور ريشار سنة ١٨٨٢ على هذا الاكتشاف بينما كان قد لقى يوم اذاعة الدكتور ليوران نقدا كثيرا وبحوثا كثيرة وهكذا ترجع الاكتشافات العلمها بعد قرون .
نعم ان الناس لم ينكروا على ليوران وجود الميكروب الذي اكتشفه ولكنهم قالوا ان هذا الجرثوم ناشئ عن ضعف فى الكريات الحمراء ولم يثبت وجود هذا الجرثوم الا بعد ان اثبت كل من مارشيا فاوا وسيللى ان الكريات تحتوي على حركات خاصة وحينذاك تحققوا من صحة نظرية ليوران لا سيما بعد ظهور نتائج التجارب التى أجراها جير هارد إذ اظهر اعراض الحمى فى حسم سليم بعد ان حقنه بصل هذه الحمى ، وبعد هذه الاكتشافات بدأ الناس يتعمقون بدراسه هذه الحمى ولكنهم ظلوا جاهلين كيفية انتقالها فى الانسان حتى قام احد أطباء الحيش الانكليزى السرر ونالدراس واثبت ان الحمى المرزغية تنتقل بواسطة البعوض وحينذاك اتم دراسة هذا المرض ولدا فانا نستطيع ان نقول اليوم بان انتقال جرثوم الملاريا أو مع الاقل الامور الرئيسية فيه اصبحت معروفة تماما لدينا وان علاج الداء هو الكينا التى هى العلاج الوحيد الناجع .
بناءا على اقتراح لجنة مقاومة الحمى المرزغية فى جامعة الامم يجب معالجة هذه الحمى معالجة سريعة بالكينا تدوم من خمسة إلى سبعة ايام يؤخذ خلالها يوميا من
جرام إلى جرام وعشرين وهكذا يعاد العلاج في حالة الانتكاس وللوقاية من الحمى توصى اللجنة باخذ ٤٠ % من الجرام يوميا فى كل موسم الحمى .

