هذا عصر طغت فيه المادة ، وشغف اهلوه بالمحسوسات ، واستهوتهم المنظورات . وكبروا المظاهر والمناظر ، وصدفوا عن المخابر والمكامن . وآية ذلك ان الرجل الحصيف اليوم يريد ان يشق لنفسه طريق النجاح السريع ، فيجرد سيوف المظاهر فى وجوه العالم مصقولة براقة . ويلوح بها فى الافاق القريبة او البعيدة ، فتجد اسراب النجاح تقبل اليه كما يقبل الفراش على المصباح الوهاج ! !
ان للانسان فى عالم حياته الاجتماعية اليوم صحيفتين : صحيفة مظاهره ، وصحيفة مخابره . فعليه - ان اراد فلاحا - ان يسعى لنشر الأولى نشرا مبينا بكل وسائل الدعاوة : وعليه ان اراد نجاحا - ان يبالغ فى طي الثانية ، تحت تأثير الاتجاه الحيوى العام ، فاعرف هذا - يا اخي القارئ - وطبقه على حياة الناس الناجحين والفاشلين اليوم ، تجده حقيقة واقعة ؛ حسب الناجحون لها ألف حساب ، و اهملها المخفقون من الحساب ما

