وفد عبد الله بن جدعان التيمى المكى على كسرى . فاكل عنده الفالوذ فسأل عنه ، فقيل له : هذا الفالوذ . . قال وما هو ؟ قيل له : لباب البر يلبك مع عسل النحل . قال : ابغونى غلاما يصنعه ، فاتوه بغلام يصنعه ، فابتاعه ، وقدم به مكة ، وأمره بان يصنع له بها الفالوذ ، ووضع موائده بالأبطح ، الى باب المسجد ثم نادى مناديه : ألا من أراد الفالوذ فليحضر ، فحضر الناس وأكلوا لأول مرة حلواء الفالوذ . . وكان من بين الحاضرين الشاعر أمية بن أبى الصلت المكى فقال في عبد الله بن جدعان يمدحه ويصف ما صنع :
ومالى لا أحييه وعندى مواهب يطلعن من النجاد
إلي ، وإنه للناس نهي ولا يعتل بالكلم الصوادي
لأبيض من بنى تيم بن كــعب وهم كالمشرفيات الحداد
لكل قبلة هاد ورأس وأنت الرأس تقدم كل هاد
له بالخيف قد علمت معد وان البيت يرفع بالعماد . .
له داع بمكة مشمعل وآخر فوق دارته ينادى :
الى ردح من الشيزى ملاء لباب البر يلبك بالشهاد
