من بعد ما تلهبت جسومنا
بنار الذل والشنار والهزيمه
من بعد ما تخدرت عقولنا
بألف ألف كذبة مسمومه
من بعد ما تقرحت جراحنا
وآنقطعت آمالنا المحمومه
فى عالم السخرية الأليمه
من بعد ما طغى
على أوطاننا المهزومه
واستشهدت ابطالنا
على خطوط النار
وسخرت من عزمنا اليهود والمجوس
وقيدت أعمالنا مصالح الدولار
ونكسست أعلامنا وهدت الرؤوس
من بعد ما تهرأت نفوسنا
فى مسرح الدسائس الخسيسه
وصار . . . . صار نفطنا
مسمرا آمالنا
معطلا أعمالنا الصغار والكبار
مهدما أسوارنا والدار
وفي ضيا عيوننا اكفهرت الأنوار
وفي شذا أنوفنا قد نتن النوار
وأصبحت ألفاظنا جوفاء من لباب
يعلكها شعوبنا ليقبلوا الدمار
والسب والشتيمه
يستمطرون النصر من جحافل اليباب
والخزى والهزيمه
يحملهم ... يحملهم الى الفنا تيار
من بعد ما من يأسنا قد يئس النهار
تفتحت عيوننا
على طغاة الدار
واندفعت أطفالنا
لا ترهب الدمار
لا تقبل العار ولا الحرية المدوسه
ولا ملوك العهر والملاحم القديمة
ولا ولا الأغربة المشؤومه
وسادة الشقاق والنفاق
أطفالنا أطفالنا الصغار
هم يقهرون النار
هم يخطفون الطير فى السماء
يحررون العاطلين بالقضاء
يطهرون الصائدين فى الظلام
أطفالنا أطفالنا الصغار
هم يوقظون قومنا النيام
مخدرين بالخطابة المسمومه
هم يفجعون السادة القيام
من ألف ليلة وليلة قيام
جهادهم للجنس والجرائم اللئيمة
هم يمسحون من خريطة الزمان
المشيخات السلطنات الواهيات
والمملكات العابئات العاهرات
بالعزم والغضب
أطفالنا أطفالنا الصغار
سيرجعون كل ما أضاعه الكبار
بالنفط والذهب
أطفالنا أطفالنا الصغار
يحرروننا من جنسنا القهار
ومن لظى أطماعنا والعار
أطفالنا أطفالنا الصغار
يحققون كل ما قد أعجز الكبار
ويحفظون الدار
