بالقطن تونسنا الخضراء تزدان عن بيض أثماره تفتر أسنان
أفواهها بثمين الدر تبسم إن ربت بنضرته بيد ووديان
والدر مكتنز فى الأرض تحفظه منها سيخرجه للنور فتيان
سيزرعون بها بزرا فتنبته والنبت يربو وتنمو فيه أفنان
ستنجب القطن إن القطن من ذهب وقد غلت منه فى ذا العصر أثمان
فتيانك السمر يا قرطاج قد نذروا بأن يعودوا كما أجدادهم كانوا
فهم على الأرض زراع ذوو مهن وفوق أعلامهم فى البحر ركبان
وفى الدواوين أعلام جهابذة للعلم والشعر والآداب خلان
بالزرع والعلم والتصنيع قد نهضوا بها سموا وبها للمجد قد صانوا
بها بنوه زهت منه بلادهم بين البلاد ومنه اعتز عربان
قد قادهم لبناء المجد رائدهم به اقتدوا وله بالشكر قد دانوا
حبيبهم الحبيب الفذ قائدهم قد استنار به شيب وشبان
قضى الحياة جهادا فى سبيلهم وللعدا لم يهن وبنوه ما هانوا
يبغون حرية والحر من سفكت دماؤه فهو للأوطان قربان
أدامه الله للأحرار أمنية ومد فى عمره لتعز أوطان
فليأمرنهم استخراج كنزهم به الكساء به تقتات أبدان
من أرضهم سوف يكسى بورقيبتهم وشعبه وهو مزهو ونشوان
قد عاش حرا بها ولتلك حلته من قطن تونسه الخضراء تزدان
