الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "المنهل"

اللحن ١٧، ظمأ

Share

الى : فينوس جامعة دمشق

ارقي والعناء والملل الساجي رماد الأحلام في راحتيا

وتباريح غربتي تسدل اليأس . . ظلاما . . يمتد في ناظريا

وصباحي معمد بدم الليل ، وفيه خطاه معنى وزيا

وشموعي يجدن بالرمق الباقي ويذرفن دمعهن سخيا

وغرامي يكاد أن يلفظ الروح ، ويهوي . . أشلاء . . بين يديا

ظمئي . . والهجير يلفح . . يشتد ، وطعم الجفاف يضري بفيا

وأراجيح صبوتي توقظ الوجد وتذكي الجراح في جانحيا

أين انسي ؟ وأين عودي وكاسي . . وخميل يضوع ندا شذيا

مرود الاغتراب كحل بالوحشة والسهد والأسى مقتليا

والرؤى الشاحبات البسها البعد وشاحا . . كبرده . . ليليا

ويطل الماضي على وجنة الحاضر . . طيفا . . فيستوي الأمس حيا

والشعور السكران يرشف كاسين : غراما ذوى وحبا فتيا

أنبتته . . في خاطري . . وتنديه مهاة نجلاء في العين ريا

نفرت من كناسها تنشد المرتع والورد والمقيل الهنيا

والتقينا تحت الشراع . . غريبين . . فتونا وشاعرا منفيا

أحرقتها عيناي فاحمر خداها وغضت لتتقي عينيا

خفر - ما عرفته قبل - لا فن دلال يلوح لي في محيا

أطرقت للهروب فانداح ليل . . واحتوى صبح وجهها الورديا

غرة لا ترى الشباك ولا تحبك - للعابرين - شركا خفيا

شركها العبقري أن لها ثغرا دقيقا . . حالي الجني . . قرمزيا

شركها ان في ابتسامتها سحرا وفي طرفها كؤوس حميا

شركها ان ثوبها . . حاضن المرمر . . لم يخف معصما عاجيا

عرضت لي كالنور . . في ظلمة المنفي . . صبا يانعا وحسنا وضيا

خضرت يبس وحدتى ، وسقت صمتي لحنا عذب النشيد شجيا

ملأت بالمني العذاب غدي الخاوي وأهدت ليلي شعاعا سنيا

زرتها . . شاكيا . . فانكرني قلبي وجف الكلام في شفتيا

يا ملاك العذاب لو أنها أنت لضمت يدي غصون الثريا

لم اصدى وحيث أعبر اغراء السواقي يهفو ويسعى اليا

ولماذا لا استقي محضن الشهد لمى . . يسعر الرغاب . . شهيا

ما هززت النخيل والرطب الريان ينهل - في درويي - جنيا

اترانى جحدت كرمي والقيت سلال الأشواق عن كتفيا

وأمان منضرات توسدن ذراع الهوى غفون مليا

لا وعينيك ما نسيت الذي كان ولا زال لي غذاء وريا

لن أبالي بمن يلومون اعراضي عن الغيث ما أهل نقيا

وسابقي . . صديان . . اعتصر الذكرى ، وأجنبي منها شرابا وفيا

نعتوني بالجبن والخجل الطفل . . أجبن اني خلقت وفيا !

انا غاف  فكيف أصحو ؟ ومن يرجع حلما يفر من جفنيا

حلم كلما رنوت بعينيه أرى درب حبئا سندسيا

وعلى جانبيه فتحت الآمال زهرا . . نامي الفروع . . نديا

فتغور الآلام في خدر الوهم وتمحي الأشجان شيئا فشيا

ابها

اشترك في نشرتنا البريدية