. وصف لنا الفرزدق مشاعره ازاء حادثين اقضا مضجعه . . احدهما يتمثل في طلاقه لزوجه المحبوبة نوار . . وثانيهما يتمثل في استضافته لذئب جائع في احد الليالي الشاتية وقد جاء الوصفان كلاهما رائعين محللين لخلجات نفسه ازاء هم كارب نزل به . وضيف ثقيل نزل عليه " .
- ١ - جنة الفرزدق
ندمت نداعة الكسعى لما غدت مني مطلقة نوار
وكانت جنتى ، فخرجت منها كآدم حين لج به الضرار
وكنت كفاقئ عينيه عمدا فاصبح ما يضييء له النهار
ولا يوفي بحب نوار عندي ولا كلفى بها الا انتحار ) ١ (
ولو رضيت يداى بها وقرت لكان لها . على القدر الخيار
وما فارقتها شبعا ولكن رأيت الدهر ياخذ ما يعار
- ٢ - ضيف ثقيل . . .
وليلة بتنا بالغريين ، ضافنا على الزاد ممشوق الذراعين أطلس
تلمسنا حتى اتانا ، ولم يزل لدن فطمته امه يتلمس
ولو انه إذ جاءنا كان دانيا لألبسته لو انه كان يلبس
ولكن تنحى جنبة ، بعد مادنا ، فكان كقيد الرمح بل هو انفس
فقاسمته نصفين بيني وبينه بقية زادي ، والركائب تعس
وكان بن ليلى إذ ترى الذئب زاده على طارق الظلماء لا يتعيس
