الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "الفكر"

المسجد الأقصى، السعد

Share

ما لي أساجلُ في القريضِ وأمّتى تتألمُ

وبمهجتى وأضالعي نارُ الأسى تتضرّمُ

وقصائدي كيف امَّحتْ من خاطري لا أعلمُ

مَنْ مُرشدي ! من مُنقذي من حيرتى ! مَنْ يفهمُ

أين الألى قد هزّهم رغم الرَّدَى داءٌ دفينْ!

مُذْ أقسموا أن يغسلوا بدمائهم عار السنينْ!

فتراكضوا لا يحفلون ببطشة الباغي اللّعينْ!

سُمْرُ الوجوه يَقودُهم لِلِقا الْعِدا وطنٌ ودينْ!

مَنْ سفّهوا بنضالهم بين الورى حُلْمَ الطّغاةْ

وبَنَوْا صُروحَ المجدِ شامخةَ الذُّرى وهُمُ الْبُناةْ

ولِعزَّة القدسِ المفدَّى - عن رِضَى - باعوا الحياةْ

أهلُ السّيادة والشّجاعة والوفا الشُّمّ الأباةْ

فسلْ المعارك والدّماء فعندها الخبر المفصّلْ !

ومَنِ اصطلى بلهيبِها يومَ الوغى والخطْبُ مُعْضَلْ !

والموت كالحصاد يختطفُ الرؤوسَ بحدِّ مِنْجَلْ!

والأرض من كَرِّ الجحافلِ - ويلَها - تغلي كَمِرْجَلْ!

عجبًا لمن يَهْوَى الحياةَ وشعبُه بيدِ الدَّخيلْ !

كالعبدِ يرسُفُ في قيودِ الضَّنْكِ والعيشِ الذَّليلْ !

تجتاحُهُ الأرْزاءُ والنَّكباتُ والدّاءُ الوبيلْ!

ماذا يَرومُ من الحياةِ مُكبَّلٌ عانٍ عليلْ؟!

فإليك يا عربيُّ ناس الغطارفةِ الأُسودْ !

إنَّ الحِمَى - ياللفضيحةِ - قد غَدَا مأوى القُرودْ !

فإلامَ تصبرُ راضيًا؟ والصبُر قد فاتَ الحدودْ ،

والمسجد الأقصى الْمُبارَكُ حوله بيدِ اليهودْ ؟

مسرى محمَّدٍ النبيِّ ومهبط الرّوح المسيحْ .

وعرين أعلام الهدى والعدل والدّين الصحيحْ ،

تغزوه أوباشُ الأنام وكلّ ذى فعلٍ قبيحْ !

فبكلّ صدرٍ ما بقوا بربوعه قلبٌ جريحْ!

يا قدسُ يا أمل العروبة في الوجود لمن تدبَّرْ !

قسمًا لنضربُ عن حِماك الغاصبين بكلّ أبترْ !

حتى يثوبَ لرشده بسيوفنا باغٍ تنمّرْ ،

ويُصافح الشّرف الرّفيعُ أكفَّنا والله أكبرْ.

اشترك في نشرتنا البريدية