(( الدارعية مدينة فى اراضى العارض فى نجد ص ١٨٦ )) . . يقول المثل العربى القديم الحكيم (( من يسمع يخل )) ويقول المثل العربى الاسلامى : (( من ألف فقد استهدف )) وصاحبا المنجد وملحقه قد الفا فاستهدفا . . ولكنهما لم يستطيعا ان يثبتا للملأ ان مؤلفيهما من الموسوعات العلمية الدقيقة التعاريف . . وهذا برغم ما هيىء لهما من القبول والاقبال ، ومن الاستعداد الدراسى والطباعى . . فاما ان يكون ما ادى بهما الى هذه الاخطاء الجسام الواضحة هو عدم المبالاة بمقدرات القراء العرب ، واما ان يكون من قبيل ما وصفه ابو الطيب بانه الفهم السقيم وهذا مثل من امثلة ما نذهب اليه . . فمن يقرأ كلمة ( الدارعية ) نسبة الى ( الدارع ) يظن ان هذا هو الاسم الصحيح للدرعية المدينة المعروفة فى قلب نجد . . ويظن مع ذلك ان صيغة ( الدرعية ) المشهورة هى خطأ مائة فى المائة . . وهذا هو اشنع ألوان التوجيه السيىء . . ومن الصحيح الواضح ان اسم البلد الذى يريد
المنجد ان يعرفه لنا هو ( الدرعية ) لا ( الدارعية ) كما زعم ان قصدا ، أو خطأ . .
(( ابراهيم بن عبد الله العلوى المعروف بالنفس الزكية ص ٤ )) - وهذا ايضا تخليط فى التاريخ يدل على الجهل المركب . . ويدل على عدم المبالاة بمقدرات القراء العرب ، ولولا مسكة من التحفظ لقلنا انه مقصود ومقصود لذاته . . من اجل تضليل القارىء العربى الساذج ، بجعل وقائع التاريخ العربى لديه ملتبسة غامضة والا فمن بدائه التاريخ العربى أن ابراهيم بن عبد الله العلوى هو غير من لقب بذى النفس الزكية . . والذى يجمع عليه المؤرخون ان ذا النفس الزكية هو محمد بن عبد الله العلوى الثائر الذى ثار مع اخيه ابراهيم المذكور على الحكم العباسى . . فقتل اخوه ابراهيم فى معركة باحدى ضواحى مكة المعروفة قديما بالزاهر وحديثا بالشهداء ، نسبة لهذا المكان الى من قتلوا فيه من جماعة هذين الاخوين الثائرين . . واما محمد ذو النفس الزكية فقد توفى بالمدينة
المنورة ، وقبره معروف بها ، وفى ضاحيتها الشمالية عند مسجد السبق فقد تبين اذن مدى خلط صاحبى المنجد فى تاريخنا المعلوم المحفوظ
(( احمد بن حائط من المعتزلة قال بالتناسخ وبألوهية المسيح استنادا على القرآن واخذ على محمد تعدد زوجاته وغير ذلك مما دفع بعضهم ومنهم المقريزى الى اتهامه بالخروج عن الاسلام ص ٨ )) ماذا يكتنز فى هذه العبارات من السموم الفتاكة التى يكشر عنها ناب يجيد حوك الدسائس وتلفيق اسباب التشكيك فى صحة دين الاسلام الصحيح . . فالمؤلف الحاذق بالدسائس - لا بالعلم - يقول لنا ان ( احمد بن حائط هو من المعتزلة ) أى أنه مسلم من فرق الاسلام المعروفة بالمعتزلة . . ويضيف لنا الى ذلك انه وهو المسلم - أى احمد بن حائط - يقول مع ذلك بتناسخ الارواح . . ولا يخرجه هذا من دائرة الاسلام . . كما يقول بالوهية المسيح على مايقوله المسيحيون ولم يخرجه هذا ايضا من دائرة الاسلام لانه يقول ذلك استنادا على القرآن . . ويضيف المؤلف الدساس على الاسلام والمسلمين الى
تلك المزاعم ايضا الزعم بان احمد بن حائط المسلم المعتزلى الذى يعتقد بتناسخ الارواح ويعتقد بألوهية المسيح هو ايضا ينتقد الهادى المهدى محمدا رسول الله الى الناس كافة ، وذلك بسبب تعدد زوجاته . . طبقا لما يتبجح به المستشرقون الدساسون فهم اذن ليسوا بدعا فى النقد المفترى كما ينتقد احمد بن حائط المسلم ايضا رسول الله محمدا عليه الصلاة والسلام الهادى المهدى فى غير تعدد الزوجات ، وهذه الاعتقادات والانتقادات من احمد بن حائط دفعت بعض المسلمين ( لا كلهم ) ومنهم المقريزى الى اتهامه بالخروج عن الاسلام . . والحكم للغالب اذن وهذا النذر القليل وهم هذا البعض الذين اتهموه بالخروج عن الاسلام لا أهمية ولا حكم لهم . . لان الحكم للغالب لا للاقلية الشاذة . .
أى والله يا سيدى القارىء هذه هى النتائج الواقعية التى تستخرج منطقيا من عبارات المؤلف . . وما اعظمه من دس وما اكبره من تلفيق . .
