قوبلت مجلة (المنهل) في عهدها الحالى بتقدير مشكور من قبل رجال العلم الأدب المبرزين في العالم العربى ، ومن مظاهر هذا التقدير المحمود ان بادلتها أكبر الصحف العربية وأشهرها ، يوميهاً وأسبوعيهاً وشهريها على السواء ، ونشرت عنها كلمات الثناء والتقدير في مختلف حقولها وفصولها كما اذيع عنها ؛ وتفضل كثير من أرباب تلك الصحف الغراء بالنقل من المنهل فنقلت منها نبذ ومقالات وهذا الصنيع الكريم يبرهن على سمو اهداف الصحافة العربية الشقيقة . فإلى أصحاب تلك الصحف جميعاً والى الأدباء أو العلماء الذين تفضلوا بتشجيع المنهل بالنشر عنه أو النشر فيه تقدم - مخلصين - عاطر الثناء وجم الشكران والعرفان بالجميل .
وها نحن أولاء ننقل لقرائنا الكرام - تحدثاً بنعمة الله - بعض اصداء منهلهم في الصحافة العربية الشقيقة ، مستهلين ما جادت بنشره تلك الصحف . مما نشرته مجلة العرفان الغراء التي يصدرها الأستاذ الكبير أحمد عارف الزين بصيدا (لبنان) في باب " مختارات الصحف " . فلقد نشرت مشكورة في العدد الرابع من العام ٣٢ الصادر فى ٥ ربيع الأول ١٣٦٥ ما يلى :
-١-
يظهر أن الحجاز أخذت تتقدم رويداً روياداً، وقد صدرت فيها مجلة " المنهل " لصاحبها الاستاذ عبد القدوس الأنصاري من ست سنين لكن لم تتصل بنا إلا مؤخراً فقد وصلنا العدد الثاني من المجلد السادس ( ولماذا لم يكن الاول ؟ ) وفيه أبحاث مفيدة منها ما كتبه الاستاذ محمد سعيد العامودي بهذا العنوان ننقل عنه هذا الفصل :(١)
" يقول البلاذرى فى كتابه " فتوح البلدان " : ولما إفتتح عمر العراق والشام وجبى الخراج جمع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أني قد رايت ان افرض العطاء لأهله فقالوا : نعم ، رايت الراي يا أمير المؤمنين قال : فيمن أبدأ ؟ قالوا ابنفسك قال : لا ، ولكنى اضع نفسي حيث وضعها الله وأبدأ بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل فكتب عائشة أم المؤمنين يرحمها . الله فى إثنى عشر الفاً ، وكتب سائر ازواج النبى صلى الله عليه وسلم فى عشرة آلاف ، وفرض لعلى بن ابي طالب في خمسة آلاف ، وفرض مثل ذلك لمن شهد بدراً من بني هاشم
وقد فرض عمر العطاء لغير هؤلاء من المسلمين والغزاة على درجات متقاربة جاء فى الطبرى ان عمر لما فرض العطاء فرض لأهل بدر خمسة آلاف خمسة آلاف ثم فرض لمن بعد الحديبية الى ان اقلع ابو بكر عن اهل الردة ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف سواء فى ذلك من شهد الفتح وقاتل عن ابى بكر ومن ولي الايام قبل القادسية (اى الحروب التى كانت قبلها)كل هؤلاء ثلاثة آلاف ثم فرض لاهل القدسية وأهل الشام الفين ، الفين ، وفرض لأهل البلاء ( اى الذين عرف بلاؤهم فى الحرب ) البارع منهم الفين وخمسمائة ، وفرض لمن بعد اليرموك والقادسية الفاً الفاً . وكانت هذه الطبقات هي الأصل فى ترتيب العطاء ، ومن جاء بعدهم من الطبقات ممن لم يشهد تلك المشاهد الكبيرة كان يلحق كل قوم منهم باهل طبقة من تلك الطبقات يسمون الروادف ، وقد فرض لهؤلاء الروادف على درجاتهم للمثنى منهم خمسمائة خمسمائة ثم للروادف الثلث بعدهم ثلاثمائة ثلاثمائة وسوى كل طبقة فى العطاء قويهم وضعيفهم ، عربهم وعجمهم ، وفرض للروادف الربيع مائتين وخمسين ، مائتين وخمسين ، وفرض للنساء مثل ذلك أيضاً فجعل لنساء الجند من الخمسمائة الى المائتين وجعل الصبيان مائة ، وعلى هذا الترتيب ضبطت اعطيات الجند في ديوان الجيش . وكان من اراد الالتحاق بالجيش بعد تدوين عمر رضي الله عنه للديوان ، يقيد في ديوانه على هذا الترتيب " .
