ظل يمشى مجهدا
عائدا قبل الغداء
لصغار بعد كد ونصب ...
فوقه حمل ثقيل من حطب ...
ظل يمشى متعبا
- ذاكرا عهد الصبا -
تعبا ما انفك يمشى دائما
أنزل الحمل ، معنى ، هائما ...
رفع الرأس الى رب السماء ،
سائما عيش الضنا ، مستسلما
شاكيا من جوع أطفال صغار
لم يذوقوا الخبز مذ بان النهار !
***
ما جنى الحطاب من عيش على طول السنين
غير شوك وصعاب وحياة لا تلين
وقلوب لا تواسى ، لا تعين ...
انه أتعس عبد فى الوجود
قد تمنى أن يوارى فى اللحود
بات أحيانا مع الابناء من غير طعام
عيشه صار قتاما فى قتام
عيشه أضحى حراما فى حرام
وظلاما مستمرا فى ظلام
قد دعا : يا موت زرنى فى عجل
لا تأخر ! اننى عفت الامل
اسرع الموت خطاه
سائلا من قد دعاه :
(( سيدى الحطاب ها أنى أتيت
فلماذا يا ترى الآن دعوت ؟ ))
قال : (( ساعدنى على حمل الحطب
سيجازى الله منا كاسبا ما قد كسب . ))
***
عجبا يا للعجب
عندما الموت أتى ولى التعب
وتوارى كل حزن وغضب ...
عندما الموت أتانا ...
مسرعا لبى ندانا
لم نوافق ... بل رفضنا
ما طلبنا ... وانتفضنا
ونسينا
بل تناسينا الألم
وطفقنا نبعد الطيف الملم
عجبا يا للعجب
عندما الموت أتى ولى التعب
وتوارى كل حزن وغضب
ورجعنا للصواب :
(( نرفض الموت ونرضى بالعذاب ))
القيروان فى 67/1/29
