الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 2الرجوع إلى "الفكر"

الموت والميلاد

Share

أملى فباح بسره القلم             وشدا فرجعت الصدى القمم

سار سرى والليل معتكر          والنور بالظلماء يحتدم

فانثال كالبرق الخلوب اذا         ما لاح هلت بعده الديم

سيان نار الشعر ان قدحت       أو ما يضيئ المفرد العلم

أنوارها لا تنطفى أبدا             ومنارها تعشو له الهمم

كنا وكان الليل يجمعنا            والواحة الخضراء تبتسم

والنخل ناي والصبا وتر          والماء في أفواهنا شبم

يهتاجنا الحطاب حين بدا          يجتث جذعا هذه الهرم

يشكو فيندى الحس في شفة     قد ضج من غلوائها الكلم

وعلى طريق كلها حسك           يمشي رويدا قصده أمم

فى قلبه دنيا محجبة                 فكانها فى سحرها ارم

عشق الحياة وشاد معبده           فى حضنها والليل ينهزم

وسقى كؤوس الشعر مترعة        لم يثنه الاخفاق والعدم

صناجة الحرف المضئ ومن         أشعاره للثائرين فم

شدت يداه على يد وهنت        شد الطبيب بكفه النعم

وانساب من قيثاره نغم           واذا القلوب يهزها النغم

كالعاصف المجتاح يدفع بـــــــــــــــــــــــــــــالأمواج والأمواه تلتطم

فيفيق من قد كان فى سنة          ويعود يسمع من به صمم

يا من عصرت الروح لاغبة         وسقيت من عطشوا ومن حرموا

بالريح بالمطر الغضوب وبالســــــــــــــــــــحب الكثيفة كنت تلتحم

غنيت لابواب أغلقها السجا      ن و الايام تختصم

كي ما يشرعها الصباح على      عانين قد أضناهم الألم

وهزجت للاشجار عارية         يلهو الشتاء بها وينتقم

والأمنيات تموت من كمد      والذكريات يغلها السأم

بلواك لم يعرف لها مثل         وهواك بالأفلاك يرتطم

والملهبون قيافر الزمن الـــــــــــــــــكابي بها الالحان تنسجم

يعطون لا منا ولا طمعا             دوما وان منعوا وان حرمو

هم ما استراحوا لرشفة عذبت     أبدا ولا ربحوا ولا غنموا

عد بي إلى الحب الكبير وما        سواه بالاركان نعتصم

ذاك الندى فى لجه سبحت        أحلامنا ، وسرى بنا النسم

وبه لثمنا الشمس بازغة           والجرح يفغر ثم ينفطم

حب لتونس ناره أبدا            في القلب طول الدهر تضطرم

بلد كما شاء الضحى ألق       يسبى وسهل نبته عمم

خضراء يا سجع الحمام ويا     صوب الغمام ويا تهويل من زعموا

من تيم العشاق من جرح       الاعماق منه البرء والسقم

أنت الهوى والمجد والشرف السا   مي وانت الاهل والرحم

لك ما انطوت عنه جوانحنا       ولنا الرؤى والسحر والنغم

اشترك في نشرتنا البريدية