أملى فباح بسره القلم وشدا فرجعت الصدى القمم
سار سرى والليل معتكر والنور بالظلماء يحتدم
فانثال كالبرق الخلوب اذا ما لاح هلت بعده الديم
سيان نار الشعر ان قدحت أو ما يضيئ المفرد العلم
أنوارها لا تنطفى أبدا ومنارها تعشو له الهمم
كنا وكان الليل يجمعنا والواحة الخضراء تبتسم
والنخل ناي والصبا وتر والماء في أفواهنا شبم
يهتاجنا الحطاب حين بدا يجتث جذعا هذه الهرم
يشكو فيندى الحس في شفة قد ضج من غلوائها الكلم
وعلى طريق كلها حسك يمشي رويدا قصده أمم
فى قلبه دنيا محجبة فكانها فى سحرها ارم
عشق الحياة وشاد معبده فى حضنها والليل ينهزم
وسقى كؤوس الشعر مترعة لم يثنه الاخفاق والعدم
صناجة الحرف المضئ ومن أشعاره للثائرين فم
شدت يداه على يد وهنت شد الطبيب بكفه النعم
وانساب من قيثاره نغم واذا القلوب يهزها النغم
كالعاصف المجتاح يدفع بـــــــــــــــــــــــــــــالأمواج والأمواه تلتطم
فيفيق من قد كان فى سنة ويعود يسمع من به صمم
يا من عصرت الروح لاغبة وسقيت من عطشوا ومن حرموا
بالريح بالمطر الغضوب وبالســــــــــــــــــــحب الكثيفة كنت تلتحم
غنيت لابواب أغلقها السجا ن و الايام تختصم
كي ما يشرعها الصباح على عانين قد أضناهم الألم
وهزجت للاشجار عارية يلهو الشتاء بها وينتقم
والأمنيات تموت من كمد والذكريات يغلها السأم
بلواك لم يعرف لها مثل وهواك بالأفلاك يرتطم
والملهبون قيافر الزمن الـــــــــــــــــكابي بها الالحان تنسجم
يعطون لا منا ولا طمعا دوما وان منعوا وان حرمو
هم ما استراحوا لرشفة عذبت أبدا ولا ربحوا ولا غنموا
عد بي إلى الحب الكبير وما سواه بالاركان نعتصم
ذاك الندى فى لجه سبحت أحلامنا ، وسرى بنا النسم
وبه لثمنا الشمس بازغة والجرح يفغر ثم ينفطم
حب لتونس ناره أبدا في القلب طول الدهر تضطرم
بلد كما شاء الضحى ألق يسبى وسهل نبته عمم
خضراء يا سجع الحمام ويا صوب الغمام ويا تهويل من زعموا
من تيم العشاق من جرح الاعماق منه البرء والسقم
أنت الهوى والمجد والشرف السا مي وانت الاهل والرحم
لك ما انطوت عنه جوانحنا ولنا الرؤى والسحر والنغم
