الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 8الرجوع إلى "المنهل"

النصيحة والاستدراكات، على كتاب المحاضرات

Share

تفضل الاستاذ الشيخ محمد العربى المدرس بمدرسة الفلاح فاهدانا نسخة من مؤلفه هذا الذي افرغ فيه جهودا كبيرة ، وقد انتقد فيه محاضرات الخضري محاضرة محاضرة ، ويستهل المؤلف نقده للكتاب المذكور بدعوى مؤلفه ان الذي كان اصاب ابرهة وجيشه بمكة هو أمراض ثقيلة ، والحق الصريح بجانب الاستاذ العربى فى هذه القضية . فقد نص القرآن على هذه الحادثة فى سورة الفيل بان الذي دهاهم واصابهم هو حجارة من سجيل ، لا امراض ثقيلة . وليس للخضرى الحق فى جعله ميزان التاريخ الاسلامي ، هو آراء مؤرخي الافرنج ، فما قبلوه قبلنا وما انكروه رددناه . فمؤرخو الافرنج - مع ما عرفوا به من التدقيق والتنسيق شاهدناهم وكثيرا ما تحملهم اهواؤهم وبيئاتهم وتقاليدهم الى انكار الثابت واثبات المنكر . وفى انتقاد الاستاذ للخضرى فى شأن قصة بحيرا ، اجادة واضحة ، فلن يضير هذه الحادثة ان لا يذكرها أو يقرها مؤرخو الافرنج طالما نهما مثبوتة فى التاريخ الاسلامي ، مسجلة فيه من عدة وجوه صحيحة . وهناك دفاع مجيد من المؤلف عن الخليفتين الراشدين : عثمان وعلى رضى الله عنهما ازاء الحوادث التى طرأت في عهد خلافتهما . انظر من ص ٤١ إلى ص ٤٣ من الاستدراكات . وقد تحيز الخضرى الى جانب الامويين فى كتابه كثيرا . ونحن مع تقديرنا للامويين كعرب مسلمين أدوا للاسلام وللعروبة خدمات جليلة فى فتوحاتهم فى أوروبة وافريقية وآسية ، الا اننا مع ذلك لن نغضى عن انتقاد كثير من أحوالهم ، ولا يمكننا ان نثبت أونوافق ) كما حاول الخضرى ( ان شرفهم فى الجاهلية يساوى

شرف هاشم وآله ، لقيام الدلائل التاريخية المختلفة على نقض ذلك .

هذه لمحات عابرة اقتطفناها فى أثناء مطالعة هذا الكتاب . اما اسم الكتاب نفسه فانه يكون أوضح لو نص فيه المؤلف على قوله : " الاستدراكات على كتاب محاضرات الخضرى " . وكذلك يكون التاليف اضخم واعم فائدة لو ساق المؤلف فيه نصوص كلام الخضرى مقوما على كل كلام ينتقده ، حسب القاعدة المتبعة في عالم التأليف حديثا . اذن لكان ذلك اشفى للقارئين ، واهدى للمستفيدين ، وهناك مسائل انتقدها المؤلف على الخضرى تعقيبا منه له على كل جزئية وكلمة وهذا كله فى نظرنا لا ينقص من قيمة الكتاب العلمية . واخيرا فان هذا الكتاب على صغر حجمه قد سد فراغا فى بابه فجزى الله مؤلفه عن الاسلام والعروبة خير الجزاء

اشترك في نشرتنا البريدية