الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "الفكر"

النهر يخلع مجراه

Share

إن أكن واضح القسمات

على منكبى تنام اتهامات جيلي بلا خجل

فلأنى كشفت لكم راحتى ) وهى شوهاء مرعفة الكف (

حين قرأتم تعاليمها ورأيتم على فوهات تقاطيعها حظكم

عبتموني على فعلتى يا رفاق

يرقص النهر فى حفلنا ناعب الصوت رهو التعسف

يطفو على شفتيه جفاء المزابل

ينزلق الصحو فى كدر الماء من بسمة الفجر

تلك مراسيمكم والطريق يفصد أقدامنا بزجاج المراقص

تدفعها عربدات المزاريب فى زبد اللحم

كل التلاحين يسرقها ) الصم

يبصق ترنيمها فى شقوق المسافات

ترسو على حذلقات الكآبة فى رحلة الانتحار

رسم الحزن شارعه بفؤادي / فباض على ساعدى التهدل

وانبجس الماء من راحتى يلفح الجرح بالملح

يخفى التقيح فى دفقه المتعامى

فيلتفت الصحب لى ذاهلين . .

أنا واحد من رفاق الطريق يعلقني الحزن في خصره كالجريمة

لست زعيم الشعوب / ولا بهلوان الملوك

ولا ساحرا يستغل بلاهة جيل ببيض المواعيد

يحقن تخديره المتعبين هتافا

ويدفعهم صوته الابوى لخلع سراويلهم فى رحاب المسارح

يحضن النهر أتعابه فى رصيف المدينة

يخفى تصلعه فى رفوف المكانس

من جيف القوم زاد مسافاته / تبغه الحلو أنفاسهم

فى التعاريج يحلم بالقبلات الفتية / تصفع أحلامه الرعشات المخيفة

من فتحات بطون الذئاب تقى الرطوبة أنفاسها فى صحاف الجياع

على ضفتيه يمنيهم الطمي بالغنم

لكنهم يرهفون مسامعهم لأعاجيز نخل يراقصها الماء

ثم يلوحها فى الضفاف البعيدة تلعقها الشمس

" هذا القطاف كتلك المزارع "

غلتها تسهل البطن

نزف اللعاب المدمى يسمم أصلابنا بطرود الرعاف

خذوا معطفى المهترى من جفاف الشتاء

وان مت هذى شفاهى يناقشها الريح عن قصة الامسيات

التى تولد العهر / والنوم ينشر راياته بجفوني .

يقيل على رأس أنفي فيصفعه الانتظار .

وعن قصة السنوات العجاف التى سرقت لذتي من لساني / ومضمضت الفم

لكن مضغ لهاتى يصرصر فى معدتى بالخواء المرهل

قد ثقب الجوع بطني ولم يصل الأكل

رغم انسداد لعابى بقعر تجاويف مأسورة الفم

رائحة الطعم تزلق جوعى على غدد الانفجار

وأعلك . . .

ثم أعيد ٠٠٠٠ .

ولكن مبلعتي لا تزيل التقرقر و الجوع يشحن عجزى بصوت أهازيجه النابحه (

يا حضرات الرفاق :

امضغوا لى لأشبع

صبوا لأشرب

صلوا . . لادخل فردوسكم

فلسانى مقيد

تلك لهاتي معطلة النبض

من يتعاضد فى شركات " المواضع " يبنى الشعارات فى مسمع الكادحين .

أضراسنا طاحنات الحجارة لو نستغل تجمعها / يشبع الجائعون / وينحسر المتخمون

ولكنها السنوات العجاف التى ابتلعت بقرات بلادى

زرعت بذرنا فى حلوق المرابين

هذا زحام التعاويذ ينشر ذلى ويرسمنى فى محطاته صنما من عجين

على جدران المراحيض ينقش رسمى

كتبت لكم فى بقايا ثيابي الوصية :

إن بلادى يهددها الجدب / يركبها الزائفون

وتوعدها قاطرات الجراد يواقعها العقم فى فلق الصبح

فبعت . . . . وبعت . .

ولم يبق الا " الكرامة " فى قبعات الكساد

يقلبها المشترى ثم يصرخ فى مسمعي

هل تفيد الكرامة فى زمن العهر ؟

تلك بضاعة عصر الحجاره

يلاحقني اليتم فى قسمات " الصبايا "

ويرجمنى الفسق فى نزوات " المخانيث "

قد كنت شاهدكم يوم كنتم على باب دارى

ترابط فيكم شهامة جيلي

وانتم تنامون فى باطن الخوف

يختفى زهوكم فى حواصر " فاجرة الحي

ويحمى تقرعه " ببواريكها "

وبلا أرجل تزحفون يذوب على خطرات أراجيحكم سفه العصر

يا حفنة من شذوذ الحضارات

تجلسين على شاطئ النهر تنتظرين بريد الاماسى

ليأتى بأخبار معركة الثأر فى الضفة الضائعة

تنشرين شعورك فى قبلة الشمس وهى تنام على شرفات المآقى

تجمع محصول أتعابنا فى انكسار الغروب

إن المساء يغار من الشعر يرخي عليه جناح التستر

كى لا يرى عابر الليل خصلتك المخملية يا " نصف عذراء "

هذا قناع التبتل ان شئت

أو فاكشفى الوشم

ساقاك قاطرتا شهوة تتحدى وقارى

وتوقظ في خجلى نزوات الرجال وترسمنى فى لهات الفراش خيالا

وانت على مقعد العرض

" ساقاك قارعتا لذة فى طريقي المعتم "

رجلاى متعبتان

بلا قدم سرت هذا الصباح قطعت المسافة فوق ضلوعى

حمل النهر حتى متاعى وسار بأعضائنا

ورواسب أعمارنا تختفى فى تناهيده

وينام على صرخات التفجع فينا .

" وساقاك عاريتان أمام عيوني

فينبعث الدفء فى مهج العابرين

ولكنهم يتردون فى رافعات الشوارع

يلتفتون

السقوط يراقصهم في زحام المدارج

" تضحكين من الجنس "

فى بلدى الجائعون الى الجنس أكثر من فاقد الخبز

لكن صوتك يلثمه الماء / في لجة النهر تنزرع الاغنيات

فيرسو على حدقى الابتهال

وأنت ...

وهذا الطريق وأوهام جيلى

وأغنية من شفافة ثغرك تمسح عنف العياء على قدمي

والمساء بلا قمر يهتدى حزنه لفؤادي

ويأخذني من يدى / عاشقان الى مخدع الانطواء

ومرثية العمر يكتبها الشعراء على " شرفات " المقاهى

وينشدها النهر حين ينام على جبهة البحر

وهو يصفق للكلمات البليغة

والموج يهتف

والفلسفات الخصية تينع حين تداعبهم رعشات الخطابة فى بلدى -

يا بلادى الغريبه

اشترك في نشرتنا البريدية