ذعر المداد ، وجفت الاقلام وبكت قديم حروفها الاحلام
ومضى الزمان بنفحة ، لم يطووها موت ، ولن تجتاحها الايام
كم بت اقرأ من جهادك صفحة بقيت لها فى خافقى انسام
كم بت اقرأ من دموعك دمعة فى عالم أصباغه اوهام
فى عالم ضحكت به أرزاؤنا وبكت به افراحنا الانغام
لكاننا بين النقائض مهجة غامت ، تحار بدربها الايام
وكاننا عند الليالى مقلة سهرت ، وهل عين الخلى تنام
وكاننا فى الكون بعض جراحه والناس فيه سلامة وسقام
لا لم تمت يا مصطفى بل نحن من صلبت على اجفاننا الأعوام
لن يدرك الميت المولى موته أبدا ، وهل تدمى القتيل سهام
لا لم يمت ميت ، ولكن مات من أمسى يعانق روحه الاحجام
لا لم يمت أبدا ولكن مات من كانت تموت بقلبه الاحلام
وغدا سيروى الليل من نغماته لحنا ، وتوقظ فجره الانغام
افلت من سجن الحياة ، وسجنها قضبانه الافراح والآلام
ورايت من يبكيك يبكى نفسه ومصيره ، ومصيره الاعدام
ورايت ان العيش ان يمضى الفتى والعيش فى قلب الفتى الاقدام
يا مصطفى عش بعد موتك بيننا واخلد فانك شاعر مقدام
