الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "المنهل"

انا اتهم

Share

عزيز سعادة الاستاذ عبد القدوس الانصاري المحترم ،

تحية طيبة وبعد ، أضع هذه المرة مقالي في رسالة شخصية لك ، متهما اياك . . راجيا نشر مقالي هذا . . ( عملا بحرية النشر )! راجيا أن لا تغضب . . ولا تستاء . . فأنت صديقى الصدوق . . وأخي الوفي على الدهر . . ولكن الصداقة شكل . . و ( البزنس ) شكل ! . . بل والمصلحة شكل آخر . يختلف عن الشكلين معا ! . .

فأنت الوحيد الذى استطاع ان يصمد فوق الثلاثين عاما . . بساحة الادب . . وعلى اكتافك ( وحدك ) قامت مستمرة هذا العمر الطويل المديد - مجلة . . حوت من كل فن خبرا . . ومن كل علم اثرا .

والمعروف عنك يا استاذ عبد القدوس . انك لست واقفا . . ولا ماشيا الى الوراء . ولا جامدا . . ولا متحجرا . . بل انك الانسان اللدن . . الطرى . . المتطور . الذي يقبل ويستوعب كل جديد . وطريف . . ومجلتك خير شاهد على ذلك انك تقبل الحوار . . تقبل المناقشة . .

وترجع كل امر الى مصادره . . فيك نفسية العالم . . وخلق الاديب . . وروح الفيلسوف . . وكثيرا ما تسمع ما لا يرضيك ولا يعجبك . . ويفتقر إلى الاثبات والبرهان والسند . . ولكن لرقتك وعلو خلقك . . تمسك عن الجواب . . لئلا تؤذي شعور محدثك . . ومع هذا كله عندما تمسك بالقلم لتجيب . . تلم بكل موضوع البحث من كافة أطرافه . . وترجعه الى أصله . . وتقف عند كلمتك وبحثك بقضك وقضيضك . . ولو أدى ذلك لمصادر اكثر . . ومراجع أوسع . . ودراسة أعم وأشمل . .

وتمر الأيام . .

فنرى مجلة " العربي " الكويتية . . الشقيقة . . الشيقة . . تبرز عملاقة بين المجلات العالمية . . فنسر لها . . وننتظرها يوما بعد يوم . . وشهر بعد شهر . . وتذكرنا دائما بمجلة الجيوغرافيك ماغازين ! . . ولكنها عربية الطابع . . والمظهر والمخبر . .

ولكن هل هذا يكفى ؟ ! . . لا . . فاذا قلت . . حاجتنا ماسة الى مثل العربي . والجيوغرافيك . . في السعودية . . قلنا . . بلى . . واذا فسرها أحد ما . . على انها الغيرة . . قلنا : بلى . . والغيرة فى مجال الادب والعلم والاعلام مستحبة . . ومقبولة . . بل لازمة .

واذا فسرها أحد آخر . . على انها الرغبة الجامحة للصديق بالتطور والتقدم . . . أو بالأحرى لمجلة البلاد القديمة الحديثة لتأخذ شكلها وحجمها وصفتها التى تستطيع الانسكاب بقالبه . . قلنا : هي كذلك .

كل هذه التفسيرات جائزة . . ومعقولة . فاذا كان هذا هو الهدف . . والغاية . .

التى نكتب اليك من أجله . . فانني اتساءل . . ومن حق القراء جميعا ان يتساءلوا : لماذا لم تعمل على الأقل فى مدى الاعوام الاخيرة على تطوير " المنهل " لتصبح كالعربى أو كاية مجلة عالمية ؟ !  .

قد تقول : الامكانات المادية ؟ ٠٠

اذا كان الامر كذلك . . فهل عرضت الفكرة على وزارة الاعلام . . ووزيرها شاب مشهود له ، بتشجيع الكفاءات . . وبتطوير وسائل الاعلام لتصل الى المستوى العالمي المرموق ؟ . . هل عرضت ذلك على كبار المسؤولين في الدولة . . وراسها ملك كريم عظيم ما راكت له فكرة الا ونفذها . . وقال : سيروا . . والامكانات تسير معكم جنبا إلى جنب . . فالذي يساعد نفسه نساعده نحن وتساعده الناس جميعا ؟ .

اخي الكريم عبد القدوس !

هل تغتفر لي هذا الاتهام ما دام يهدف المصلحة كبرى . . وما دامت تداعب رؤوسنا أفكار ليس لنا شخصيا من ورائها ناقة ولا جمل ؟ !

كل ما أرجو أن لا تثير تساؤلاتي بل أن لا يكون من وراء تساؤلاتي الا ما فيه خير البلاد . . ومصلحتها ! .

ربما . . الخطوة الإيجابية بعد هذه التساؤلات . . هي تقديم برنامج عمل متكامل . . وتجنيد أقلام . . وانشاء استوديوهات خاصة بالمنهل "العذب" ، . . لكى نراه فى يوم ان شاء الله قريب كما نحب . . نحن . . وانتم . . وكل المخلصين العاملين المجدين . . فى البلاد

واخيرا لا آخرا . . لا بد من أن أذكر . . يوم كرمتني لاكون فى اللجنة التى اخترتها لاخراج اليوبيل الفضى " للمنهل " مع الاستاذين الجليدين محمد سعيد العامودى وأحمد على . . وكنت أذهب معك كل اسبوع لمكة المكرمة للاجتماع مع الاستاذين واختيار ما حواه مجلد اليوبيل بعدئذ . . وكان علينا أن ننقب كل صفحة بين دفتى كل جزء من أجزاء " المنهل "، منذ اخراجه الى حيز الوجود حتى آخر عدد من أعداد اليوبيل . . أذكر الآن جيدا . . مدى ما ادخلت على " المنهل من تطور . . ومن كل طريف . . وحديث . . الى أن غدا بهذه الاناقة . . وبهذا التبويب وبهذه الدسامة . . واذا كانت المجلة بكتابها . . فلا نستطيع الا ان نقرر هنا أن " المنهل " كان فى كل وقت . . وفي كل عدد يحوى الخيرة المختارة من الكتاب . . ولكن هذا لا يمنع قطعا من التجديد . . ومن

التطير الذى يصل بالمنهل الى المستوى العالمي المرموق . . الذى دعانا ( مجازا ) الى اتهام من ؟ . . تهام من امضى كثيرا من عمره - أمد الله فى عمره أعومها عديدة مديدة - فى تحسين مجلة البلاد الاولى . وقد يكون فى هذا الاتهام تجن كثير ولكن . . ما باليد حيلة . . يجب أن نتهم أحدا ما . . وقد يكون فى هذا الاتهام حافز أو حوافز للعمل الجدى المثمر . . على أنه قد يكون فى هذا الاتهام ظلم أى ظلم . فقد لا نعرف أشياء . . هو يعرفها ولا يستطيع البوح بها . . ففي صمته نبل . وفى خلقه سمو . . وربما لا يكون أحب على نفسه من أن يرى مجلته . . وليده الحبيب تسمو وتتطور . . لتصبح المجلة الاولى فى العالم العربى . . ومن اولى مجلات العالم . . ولكن مع كل هذا . . لا نرى مانعا من ان نفتح باب حوار . . حول هذا الموضوع بالذات . . والله المستعان . .

( جدة )

اشترك في نشرتنا البريدية