الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "الفكر"

انتصار قلب

Share

ورايت الشيب في رأسى بدأ ىي كالخطايا ،

لونه ادمى فؤادى . . آه من صنع المرايا !

هذه الشعرات ، هل فى كفها غير البلايا ؟

أين كانت قبل هذا اليوم ؟ فى أى الزوايا ؟

                      ما لها تقتات من عمرى ؟ وفي سخر تناجى :

                        ((آن للأنوار أن تخبو . . وتطويها الدياجى))

ذات يوم . . والأسى يرخى على الايام ستره

لمحت عيني خيالا طاف بالمرآة فتره

ذا جفون هدها عبء السنين المكفهرة

وجبين راح يعلو سطحه وهم وحيره

                  انه طيفى . . غدا ينعى شبابا مستنيرا

                   كان مثل الورد أهدى خافقى - دوما - حبورا

قلت إذ ذاك لنفسي - والأسى يفري عظامي -

كان الى انصف اليوم (( دعاة الالتزام )) ؟

فاحيد الدهر عن شعر الهوى ، من خوف اشواك الملام

ما يقول الصحب عني . . عن أناشيد الغرام ؟

                    ان راوا فيها جنونا للصبا يقذف نارا

                    وهم يدرون ان الركب ألقاىي  وسارا

شارد الاهواء والتفكير ما بين العذارى

والعيون السود غدران الهوى ، تبدو حيارى

فى سماها صور شتى لحب قد توارى

فى نقاها رغبة حرى تنادينى جهارا

              غير انى - رغم شوقى - شمت من نفسى نفورا

               إذ علمت الآن انى لم يعد قلبى صغيرا .

قالت احداهن : ماذا ؛ أى سر فى شجونك ؟

قد عهدناك طروبا . . لا ذبولا في جفونك ،

أنت تدرى . . هل زها مجلسنا يوما بدونك ؟

فترنم يا رفيقى ، واسقنا أشهى لحونك .

                 غننا شعر الصبابات واحلام العذارى

                 آن للاشعار أن تنشد ليلا . . ونهارا

قلت يا أختاه . . كان الأمس يرعانى بحب ،

كانت الأقمار تمشى . . تتهادى فوق دربى

راقصات . . فالشباب الغض يرسو ملء قل قلبي ،

أترانى اليوم أزهو . . والمشيب المر قربى ؟

                  كيف أشدو للهوى . . والعمر قد أضحى كبيرا ؟

                 حيث الاخرى وقالت : (( انت لم تبرح صغير ))

كان في صدري قلب داوى الأصداء . . ثائر

يتحدى الفكر منى . . منكرا منى الخواطر :

(( عش هزارا يا غبيا . . أعط حظا للمشاعر . .

أجمل الأحلام ما بين الورى وجدان شاعر !

                     سوف أبقى طول عمرى منشدا شعر العذارى .

                     إننى دوما صغير . . ان أنا جئت الديارا . ))

وأطعته يا فرحتى . . وتركته يقتاد نفسي .

وحملت قيثار الهوى ، وركعت فى محراب أمسى

ولجأت للأوتار أزجيها لحونا ذات قدس

(( كيوبيد )) يخلقها ، وينفض ريشها من كل رجس

                     والغادة السمراء (( فينيس )) ترش لى العطورا

                     وتضمنى . . فكأننى مازلت فى الدنيا صغيرا

وأطعته . . لأعيش كالشحرور ما بين العباد ،

متحررا من كل قيد . . هائما فى كل واد . .

الشذي فيض بروحى . . والهوى والشعر زادى

ولحونى سوف تبقى وفق ما يبغى فؤادى

                   وليروها أدمعا من مهجتى سالت حيارى

                   أو  يروها هذيانا كخرافات السكارى

اشترك في نشرتنا البريدية