الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "المنهل"

باب النقد الادبى, حول حنين بدر ايضا

Share

قال أرسطو : " من المناقشة ينبثق النور "

استاذي الجليل عبد القدوس الانصاري المحتزم ،

اطلعت على ما كتبه الاستاذ ابراهيم على العياشي في منهل رمضان ١٣٨٨ ه ومنهل ذي القعدة ١٣٨٨ ه حول موقع حنين بدر وأنا قبل أن أبدأ مناقشة الاستاذ أود أن أصحح بعض الاغلاط التى وقعت في أسماء الجبال التى ذكرها . . فقد أورد اسماء الجبال الآتية كالتالى : التوبة ، الصدقة الشمالية ، الصدقة الشرقية ، المرقاب وهذا خطأ والصوب هو : النوبة بالنون لا بالتاء والصدمة الشمالية بالميم وكذا الشرقية وابو مرقاب وليس المرقاب . . وقد قلب الوضع المائل عندما قال عن سيل الخشبي : وهذا السيل اوجدته المساكن والنخيل . .

فسيل الخشبي كما يثبت الواقع الملموس أتى من جبل لاوى ومن جبال متفرقة فى الشمال ، ويقابله سيل المساكن ، وهو سيل لا يذكر بالنسبة له ، بالقرب من نخل ، ويصبان معا فى النخل . وسمى

مسجد الشريف او مسجد السوق عند ذكره لمناهل بدر وفي موضعين آخرين بمسجد النصر وهذا وهم منه فمسجد النصر أو النصرة باللفظ الحرفي يقع بقرب مسجد العريش على مرتفع يسمى الحصن ولا تصل اليه العين .

وقال بعد ذكره لجبال بدر ومناهله وأوديته : فأي هذه الاعيان ينطبق عليه اسم حنين بدر ؟ وأقول : ان أيا من هذه الاعيان ينطبق عليه اسم حنين بدر لسببين :

الاول : أن صاحب دور الفرائد المنظمة

لم يبين لنا ما هو حنين بدر هل هو الجبل أو منهل أو واد ولنا أن نتصوره اى عين من هذه الاعيان .

والسبب الثاني : أن اغلب اسماء الاعيان . التى ذكرها الاستاذ العياشي كالنوية والصدمتين والاصفر والبرقاة وابي مرقاب قد تلقاها من أفواه السكان ومعنى ذلك ان هذه الاسماء قد لا تكون أسماءها الاصلية المعروفة بها في عصر النبوة ولا يستبعد أن يكون حنين بدر الاسم الاصلي لاحد هذه الاعيان . . . وقول  صاحب درر الفرائد المنظمة : وبدر منهل من مناهل الحجاز وحنين امامها ثم قوله موضحا : وليس المراد بالآية ، يدل دلالة واضحة على انه " اى حنين بدر " معروف في وقته وانه يعرفه معرفة حقيقية فما الذى يجعلنا ننفى وجوده ؛ ان جهلنا لشئ ، لا يعنى ان هذا الشيء غير موجود اطلاقا

ولو رجعنا معه الى التعريف التاريخي ونفينا وجود حنين بدر استنادا على التعريف التاريخي الذي أورده لحنين لجاز لنا في نفس الوقت أن ننفي وجود بدر آخر استندا على التعريف التاريخي الذي اورده لبدر وحينئذ نكون مخطئين ومجانبين للحقيقة .

ويظهر لى أن الاستاذ لم يقتنع بتعليله السابق عندما قال في اتيان اسم بدر مقترنا بحنين على السنة السكان : ان ذلك ناتج عن التحريف من اسم حنان فقد اضاف اليه ما ظهر له اخيرا من تشابه بين الموقعتين كان فيهما نصر الله حليف المؤمنين وكأن المؤمنين لم ينتصروا الا في

هاتين الموقعتين ولأضرب عن ذلك صفحا لأشكر له اتاحته الفرصة لى لازالة الشكوك فى أن حنينا هو واد أو جبل أو موقع ولكنى أريد منه ان يتيح لى فرصة فيورد لي التعريف التاريخي لكل جبل وواد ذكره من جبال بدر وأوديته ثم يطالبني بأزالة الشكوك فى أن حنينا هو واد أو جبل أو موقع . أما استغرابه من قولى يوجد بالجنوب من بدر وفي موضع يعرف حاليا بادمان تل يعرف حاليا بالدبة وقولى وقد يكون هذا ، الدبة التى ذكرها ابن هشام فى سيرته فأغرب من هذا اسالته سيل الخشبي من اسفل الى أعلى وتسميته لمسجد السوق بمسجد النصر ، ثم من أين اتى بهذه الاسماء : قهوة ابن عطية ، مرقاب على ؟ . أعتقد أنها من مخيلة الاستاذ

هذا وسنظل نؤمن بوجود حنين بدر ( ١ ) وان جهلنا موقعه ، وللأستاذ العياشي أن يعتقد ما يشاء .

( المهد )

اشترك في نشرتنا البريدية