الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 5الرجوع إلى "الفكر"

باحثة الاصيل

Share

حيرتني . قد سبت مني الفكر         غادة حسنا بعينيها حور

راقنى منها جمال نادر                  واهتزازات بديعات الصور

من تراها؟ بل وما قصتها؟             من دهاها؟ من رماها؟ من غدر

لست وحدى من تلاشى فكره        بل ألوف من شياطين البشر

كلما عاد المسا أدراجه                غادرت وكرا. ومرت فى حذر

اذ تجيل الطرف تدنو حولها            فى دلال. ثم تجلو من عبر

تومئ العين التى من هدبها             ينجلى قصد وشئ ينتظر

مشهد يبقى ويبقى برهة               حيث يفنى فى الظلام المنتشر

مشهد قد احكمت أدواره            فيه بعض من رجاء يستدر

قد توالى كل يوم عرضه               لهف نفسي من ترى يجلى الستر؟

رمت هتك السر فى أعماقه           من هي الحسناء بل اين المقر؟

قد نما عندى حنين جارف            يغمر الاحساس. يجتاح الفكر

واقتضيت الخطو أمشى خلفها       تاركا صحبى يناجون القمر

والتقت بى ههنا فى مكمن           خانه أنس. وغشاه الضجر

فاكتشفت السر فى أبعاده           واستللت الغيب من قاع البؤر

قلت: يا سمراء يا أخت الظبا        خبرينى حدثينى بالخبر

فانبرت تحكى. وفي آهاتها            نبرة تدمى كوخزات الابر

كنت في عشى. وكانت عفتى        مثل روح الطفل طهرا كالدرر

كنت مثل الزهر يلقى حظوة        رية عطف وحب ينهمر

غرنى بعل وحب مشرق              خلته يبقى الى حد العمر

وارتقاصات بديعات السنى          امتعت نفسى كأحلام الصغر

خاننى الفى. فغابت انجمى        اذ توارى. وانمحى منه الأثر

قد خبا حب على اشراقه         قد ذوى زهر شذى واندثر

لم يعد عندى فؤاد خافق          قد قلبى من صخور من حجر

كل قصدى درهم أقتاته          لا أبالى بالذى شاء الهذر

قد تميت الكاس هما طافحا       نعمت الصهبا. وأنات الوتر

قلت يا سمراء لا تستسلمى       وارحمى قلبا وعمرا ينتحر

طهرى بالصبر عهدا قد مضى    رب يوم ينتهى فيه الكدر

لو ترانى عندما ودعتها            ذاهبا. والقلب مني يستعر

وانتهى صيف جميل رائق         موعد اللقيا. وأوقات السمر

قد خوى المقهى الذى نرتاده     اذ تشتتنا كاوراق الشجر

اشترك في نشرتنا البريدية