حضرة الفاضل رئيس تحرير المنهل الغراء تحية عربية ، وبعد فاني من قراء مجلتكم الموقرة ، مجلة الادب والعلوم ، المجلة المليئة بالبحوث والمقالات الادبية والاجتماعية ، وبما انى من هواة هذه المجلة أحببت أن انقل اليكم الحديث التالي :
تتحدث الصحف العالمية بين حين وآخره عن الوصول او اكتشاف علاج بعيد الشباب أو منها ما يعيد الحيوية والنشاط ، وحتى بعض الصحف العربية وخاصة صحف المملكة ، تذكر هذا بزاوية خاصة في حقل الطب وما وصل اليه العلماء من اكتشافات جديدة ، الا ان هذا لم يأت بعد الى درجة ايجابية لمعالجة الشيخوخة واعادة روح الشباب الى الشيوخ .
وما موضوع كتابي هذا الا تفصيلات عما اهتديت اليه من ايجاد علاج حقق هذه الامنية التى ركز العلماء على ايجادها ولم يتوصلوا اليها حتى الآن .
وأبدأ بوصف عن حياتي منذ ثلاثين سنة ، مع العلم باني أتجاوز ال ٤٥ سنة من العمر ، منذ ثلاثين سنة تقريبا وأنا اعانى من زكام حاد ، ذهب مع مرور السنين ببصرى وذاكرتى وأسقط شعر رأسى ، كما أخذ رأسى يمتلىء بأوخام مادة ) SINUTE وكنت طيلة هذه السنين تحت اشراف ومعالجة أشهر الاطباء الاختصاصيين بالرأس والانف بدشق ، والذين أجمعوا كلهم على انه لدى ، بعض الزوائد اللحمية في الانف وقد أجريت لى عمليتان ولكن دون جدوى . وأخذت صحتى تسوء سنة بعد سنة خاص عندما بدأت مادة ال ( sinusite ) تهبط وتملأ رئتى بعد أن ملأت رأسي منها . حتى وصلت حالتى الصحية الى درجة كادت أن تؤدى بى الى شلل محتم ، لأني كنت اقوم بحركات عصبية في كل عضو بجسمى ، وخاصة : الطرف الايسر منه ، كما شحب وجهى واصبحت كهلا اكثر مما انا عليه من العمر * كما ازددت بدانة وسمنة وفقدت الحيوية الجنسية تقريبا ؟ ولم يقف ذلك عند حد ، بل اعتقد ان هذا قد اثر كثيرا على قلبي والسلسلة الفقرية لأنني كنت اعانى آلافا تبدا من الرأس حتى الظهر وتنتبى عند الارجل ، وهذا مما كان يسبب لى في فصل الشتاء هموما وصعوبة لدى أية لفحة من البرد .
وفي سنة ١٩٥٢ م انتقلت اعمالى الى مدريد - اسبانيا - وفور وصولي اليها راجعت اشهر الاطباء والاختصاصيين الذين لم يستطيعوا معالجتى اكثر مما عولجت في
دمشق ، بعد أن تكبدت كثيرا من الاموال كأجرة للاطباء وتعاطي الادوية الغالية الثمن . وقد شاءت قدرة العلى القدير ان اهتدى الى دواء بدائي اخذت باستعماله منذ ثلاث سنوات ، وقد غير هذا الدواء كل معالم ال " ORSANISME " وكم كانت دهشتي وسرورى كبيران اذ بدأ بصري وذاكرتى يعودان الى تدريجيا ، كما اخذت الاوخام نخرج من رأسي ورئتى ، خاصة عند كل صباح ، حيث استيقظ مع رغبة باخراج وقذف كمية من هذه الاوخام من الانف والحلق ، أوخام بلون قاتم وبشكل جامد
كما زالت الالتهابات الكامنة في العمود الفقرى واستقام جسمى بعد الانحناء حتى انى كنت لا أصدق ان هذه الكميات من الاوخام كانت تكمن في رأسي ورئتى ولربما فى العمود الفقرى ايضا ، وقد استطاع هذا الدواء أن يقذف بهذه الاوخام خارجا وقد كانت جاثمة بصورة خاصة فوق أعصاب الدماغ وشرايين الدماء التى تغذي العينين والحواس جميعها ، ومنعت الدماء من ان تأخذ طريقها الى الرأس والعينين والانف والسمع ، حتى انى كنت أتحاشى المرور تحت اشعة الشمس مهما كان انخفاض درجة حرارتها ، حيث كنت عندما أمر تحت اشعة الشمس تأخذ الحرارة في رأسي بالغليان وتنهك بذلك الاعصاب التى تئن تحت ثقل هذه الاوخام والحرارة الناتجة عنها ، ويبدأ الدفع ينهمر من عيني لدرجة لا استطيع معها فتحهما ، وما ضربة الشمس المعروفة عندنا في الشرق سوى نتيجة لهذه الاصابة (ومن جملة العوارض التى كنت اعانيها الشخير القوي المزعج في كل ليلة اثناء النوم الذى تقلق كل من كان حولى نائما بالغرف الاخرى .
وقد خرجت بعد استعمال لهذا الدواء بالفوائد التالية: ١ - عادت حالتى العصبية الى ما كانت عمليه من القوة والنشاط ٢ - عادت الشرابين الى حالتها الطبيعية وجرى الدم مرة ثانية فيها وأخذ يغذي كلا من الرأس والدماغ والحواس ، حتى كنت اشعر كل صباح كيف كانت الشرايين تتفتح ويسير الدم فيها وأخرج كل يوم اكثر صفاء في الذاكرة والبصر واستنشاق الهواء الجيد من الانف ٣ - عاد النظر إلى حالته الطبيعية . ٤ - زوال الاضطراب العصبي والنفسانى ٥ - زوال البدانة تماما ، رغم قابليتي للاكل والكمية التى اتناولها بشراهة ٦ - اعادة النشاط الجنسي بشكل قوى . ٧ - عاد رونق وجهى وأصبحت أشاهد كل يوم اكثر نضارة وحيوية ٨ - مقاومتى للبرد والزكام والرشح ، رغم اختلاطي ومصافحتى للمصابين عمدا ، وذلك لكى ارى هدى تأثير هذا الدواء على مقاومة الجسم للبرد والزكام ٩ - تحسن ضربات القلب وقوته ، بعد تحسن الدورة الدموية . ومن هذه التجارب ظهر لي ان كل دواء
أو علاج حديث لا يقوم بتنظيف الجسم من الاوخام التى يصاب بها الانسان من عوامل الطبيعة ، نها تعرضه للبرد والغبار والدخان والحرارة والرطوبة ، ثم الاكل الساخن والمرطبات الباردة والجراثيم الهوائية - وما اكثرها في بلادنا - وخاصة أمراض العيون سوف لا يأتي بالفائدة المرجوة ، كما ثبت لى ان امراض العيون وخاصة قصر البصر يمكن معالجتها بهذه الطريقة دون اجراء عمليات لها ، بازالة الموانع التي تكمن وراء اعصاب وشرايين العينين .
والمعروف ان الدماغ هو الآلة الحساسة التى تسير الجسم ، ويزود القلب والاعصاب والشرايين والكبد والمعدة . . الخ بالحركة والدم ، ومتى كان الدماغ نظيفا من كل دخيل ، يكون الجسم صحيحا ، كما اني أرى ان كل الادوية والعقاقير التى تتحدث الصحف عنها لا تجدى نفعا إذا لم يكن في مقدورها تنظيف الجسم من هذه المواد الدخيلة عليه كاي حركة آلية تقوم بوظيفتها كل يوم وتحتاج إلى العناية والتنظيف لتؤدى عملها ووظيفتها على اكمل وجه . وبالختام أرجو أن تتقبلوا فائق تحياتى واحترامى ، وأرجو اذا نشر هذا الموضوع بمجلتكم الغراء تزويدي بعدد منها على العنوان الوارد ذكره في الصفحة الاولى وعلى ظهر الغلاف .
مدريد - في ١٤ نيسان ١٩٦٥
