- بقية المنشور على الصفحة ٦٠٤ -
أمد الله فى عمرك وعمرها ، لقد أصبحتما يا سيدى صنوين لا يفترقان ، فكلمة « المنهل » تشير الى صنوها « الانصارى » والعكس يصح تماما .
لقد قررت أن أحط عصا الترحال نهائيا فى بلدى الذى أنزل به بعد الام فلسطين ، وهو مدينة « اربد » العامرة ، وأن أواصل من هناك ما أشغل به النفس من أدب وعلم ، ولك علي ، ان لا أقطع قلمى ولسانى عنكم وعن منهلنا ، وأن أوافيه بكل ما أستطيع به .
سيدى : أظن أنكم لاحظتم علي فى الآونة الاخيرة ، عدم ارسال أية مادة جديدة الى « المنهل » ان هذا لم يكن تقصيرا او ابتعادا عن الخط الذى رسمته لك في بعض رسائلى المتواضعة اليك حول بعض الموضوعات ، ولكن الامر يشغلنى ويأخذ علي كل وقتى ، وهذا الامر هو بحث أقوم به ، وأرجو أن يرى النور في شكل كتاب ، وهو يدور حول هذه الحركة النقدية المباركة لاوضاع العالم العربى السياسية والادبية والدينية والفكرية والاجتماعية ، هذه الحركة التى ذرت بذورها منذ الاربعينات ، وسارت رويدا رويدا طورا تشب عن الطوق وآخر تكبت وينكل بروادها ، الى ان كانت تلك النكبة المشؤومة نكبة حزيران ١٩٦٧ م ، فاستوت تلك الحركة على أشدها ، ولم يعد هنالك مثل تلك العقبات التى كانت تواجهها من قبل ، وان لم تزل تماما . ومن أهم روادها على قدر ما تسعفنى به الذاكرة الآن : الدكتور محمد محمد حسين ، سيدقطب. مالك بن نبى ، محمد الغزالى ، محب الدين الخطيب وعشرات غيرهم وسيكون المودودى المجاهد من بين هؤلاء الرواد نظرا لان مؤلفاته كلها تشارك فى هذه الحركة . وقد ترجم كثير منها الى اللغة العربية .
ولا شك أن النكبة المذكورة قد دفعت الى مجال
هذه الدراسة بعشرات الباحثين والنقاد الجدد الشباب.
وسيكون هذا الكتاب بعنوان « هذا التيار المبارك » باذن الله وأرجو أن ادفع به الى النشر فى العام الحالى أو القادم .
ولكن برغم ذلك فلن أنسى المنهل وأستاذنا ، وسيكون لهما منى نصيب الاسد ان شاء الله فى كل ما أكتب .
سيدى : أرجو أن يصلنى المنهل ورسائلكم الكريمة ، ورسائل جميع الاصدقاء هنا على عنوانى فى الاردن ، وهو كالتالى :
الاردن - أربد - شارع الوليد - الحي الجنوبى - منزل الحاج عبدالسلام البورينى .
ودمتم ودام جميع الاخوة والاصدقاء في هذا البلد الكريم سالمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
