الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 10الرجوع إلى "الفكر"

بريد القراء, ربيع فى الخريف

Share

ما أجمل الغاب الكئيب حبيبتى       عند المساء ، تشققه النسمات

وأنا وأنت ، وشعرنا وغرامنا          بين الزهور ، تضمنا اللحظات

لا نعرف الأحزان فى دنيا الهوى      فحياتنا تسبيحة وصلاة

الناس يختصمون عند حديثهم       وحديثنا تفضى به الهمسات

نحن الجمال بقدسه وجلاله ،        وضياؤه ان جنت العتمات

إنا وجود ، حالم متألق              فوق الخيال تهزنا الخفقات

لا نرهب الدهر العبوس ولا الدجى  فى أفقنا لن تطفأ الومضات

فتهاطلى يا نوء يا سحب السما     وتفجرى ، يا ريح يا صعقات

وتلحفى بالغيم يا شم الربى          وتمنطقى بالهول يا عرصات

لا تقتل الحب المصائب والنوى      أبدا ، وليس تناله الضربات

فالبين شوق ، والدنو تعبد          وهوى العذاب تجدد وثبات

حين افترقنا ، داهم الحزن الربى       رغم الربيع . وجفت الزهرات

وخبت عيون الورد بين فروعها       وذوت على أغصانها الورقات

ومضت عهود ، دارت الدنيا بنا     فتفطرت فى قلبنا الزفرات

اذ مات سحر غرامنا ، وشبابه      وتفجرت فى مهجتى اللفحات

ذبلت ورودى مثلما ذبل الهوى     وبدا الشحوب وغارت الوجنات

ثم التقينا فى الخريف ، بربعنا       حيث البقاع تزينها الوحشات

والدوح عار كالرماح فروعه        تجتاحه الارياح والنفخات

فأناره الالهام فى سحر اللقا       وتفتحت فى غصنه الزهرات

وتناغت الاطيار تحت سمائه       فتناسقت فى جوه اللحظات

فتعانقت أرواحنا ، وتمازجت     وتناثرت من حولنا القبلات

وبدا الربيع بحسنه وجماله        رغم الخريف وولت الظلمات

اشترك في نشرتنا البريدية