الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 8الرجوع إلى "الفكر"

بريد القراء

Share

نتولى عن طريق هذا الباب ايراد مقتطفات من الانتاج الوفير الواصل الينا من قرائنا ومراسلينا الاعزاء مع الاعتذار لهم عن ضيق النطاق .

الى يائسة

و كان يأسك صخرة ، حطمتها      بالعزم والايمان والاصرار

ونحت يا سمراء منها معبدا            للحب والاحلام والانوار

لو كان يأسك ظلمة ، بددتها        بالنور فى قلبى وفي افكارى

وجعلت منها لوحة سحرية           مزدانة الارجاء بالاقمار

لو كان يأسك دمعة لمسحتها         عن خدك الوردى والاشفار

حتى ترفرف فرحة الايام يا           سمراء فى دنياك كالاطيار

الرحلة الضائعة

اخترنا من هذه القصة لوحة فنية رقيقة نقدمها فيما يلى : .......................................................................... وكانت شجرة التين ( أو كرمة السفرى ) كما كان يسميها عمى رحمه الله وارفة الظلال تمتد فوقى ناشرة اغصانها الهائلة وكانت النسيمات العليلة ندغدغ أوراقها يمينا وشمالا فاسحة المجال لخيوط الشمس تلج بينها فى رقصة رائعة . وكانت هذه الكرمة قد عاصرت جدى ومن بعد جدى لذلك كان عمى يسميها " بالكرمة الكبيرة " واما الضيعة التى يقيم فيها عمى الأكبر وابى وعمى

الاصغر والتى خلفها جدى رحمه الله ارثا عبارة عن قلعة من القلاع المنيعة فهى تقع تحت سفح جبل تغطيه اشجار الصنوبر " والذرو والعذارة " وبه صخور عظيمة هائلة . . وللضيعة منظر خارجى ياخذنى بروعته وانا قادم اليها من بعيد فهذا لون القرميد الاحمر البارد ينسجم مع اللون الخضراوى الذى يطوق الضيعة باشجار الخروب وصفوف من الصبار الهندى الى شجيرات زيتون مبعثرة هنا وهناك ...

اما فى اسفل الضيعة فهناك عين الماء هامسة ضاحكة صامدة امام الايام لم نزعزعها العواصف والامطار الغزيرة والرياح العاتية . فبغل عمى الاكبر يشرب صباح مساء من هناك وعنزة جدتى تشرب صباح مساء من هناك وبقرتا عمى الاصغر تشربان صباح مساء من هناك وحصاننا الاشقر يشرب صباح مساء من هناك .

نسوة اعمى يملأن جرارهن من هناك ويغسلن الصوف والثياب صباح مساء هناك وانا اغمس ساقى فى وقت الاصيل هناك ومع هذا كله لم تتغير العين ولم ينضب ماؤا ولم يصبها اى اذى بل ازداد ماؤها عذوبة وزاده مرور الايام برودة . كان عمى الاكبر رحمه الله شيخا فى الستينات كان قد ذهب فى ذلك الوقت الذى يسميه هو وقت الخير والبركة الى الجامع الاعظم ونال حظا وافرا من القرآن ودروس الفقه وحفظ حفظا جما متن ابن عاشر ورجع الى الضيعة ليشتغل بالفلاحة لا غير . كان فى فصل الصيف يلذ له ان يأخذ سجادته وجلده وبعض الكتب ويمضى الساعات الطوال تحت سفرجلته الوارفة الظلال التى تعانقها عنبة مترامية الاطراف ويستلقى فوق سجادته يتصفح كتبه فى شغف ونهم . . وفي تلك الاثناء تقبل زوجته " ام هاني " حاملة البراد والكيسان والكانون وتشرع فى طبخ الشاى الاخضر ممزوجا بالنعناع وتلحق بهما جدتى " زينة " هاشة باشة رحمه الله بعد ان اطمأنت على دجاجاتها وجمعت بيضها ويستقبلها عمى مصبحا ضاحكا ثم يروى لها اخبار الاولين وقصص الصحابة والابطال عبر العصور . . وتلح هى فى الاسئلة التى تخص شؤون الدين والحياة . فى ذلك الوقت وبعد أن يأخذ منى اعياء الجلوس على حافة الترعة ماخذا واشعر ان ساقي أصابتها البرودة يلذ لى أن انتقل كالنحلة من كرمة الى كرمة نتقى انضج التينات حتى انال حد الشبع عند ذلك أعمد الى " مندافى " انصبه على ضفة الترعة وابتعد عنه بضع مترات وما هى الاحظات حتى تتقاطر قوافل العصافير ( من بومزين وسويدة وخضير ) ضمأى تريد الماء وفي تلك الاثناء بلقي حضرة المنداف القبض على كل من تحداه من العصافير واهرع انا راكضا وقلب يخفق فرحا بغنيمة صيدى .

اشترك في نشرتنا البريدية