(فى اصيل يوم الثلاثاء ١٢ شعبان الحالى توجه المحرر صوب هذا السد للمشاهدة والوصف، وقد تجمعت لديه هذه المعلومات :)
* العمل فى (السد - الخزان) قائم على قدم وساق ، فهناك عشرات العمال ، والآلات الفنية الحديثة ، وجبال الاسمنت واسياخ الحديد ، وللعمال مخيم خاص ، وسوق ومطبخ فني متحرك .
* يبعد موقع السد هذا عن الزاهر - شرقا - بحوالى ثلاثة كيلو مترات .
* تقوم حكومة جلالة الملك عبد العزيز بانشائه على نفقتها ضمن مشروعاتها العمرانية الاحيائية بالبلاد .. ويتولى معالي وزير المالية الاشراف على التنفيذ طبقا لسياسة الحكومة المرسومة .
* عين موقع هذا السد - الخزان، بحكمة هندسية بارعة ، فقد روعى فيه مناسبة موقعه لانشاء سد وخزان بالنسبة لما قبله ولما بعده من الاراضى.. ذلك ان خريق العشر ، مرتفع الاراضى من الناحيتين الشرقية والجنوبية اللتين تفيض منهما مياه السيول الى هذا السد ، وهاتان الناحيتان قد حجزت فيهما مياه السيول عن مكة ، بالسد العظيم الذى اقيم قريبا من العدل ، والذي وصفناه العام الماضى فى "المنهل" ولم يبق للمياه اذن طريق منحدر تجرى فيه الا هذا الطريق : طريق خريق العشر . فانها تتدفق منه بقوة خارقة ، ذاهبة هباء ، صوب الغرب ولا يرد رأسها إلا البحر الاحمر ، وبذلك كانت تضيع ثروة طائلة .. وقد نظر المهندس القائم بالامر ما بين هذين الصدفين اللذين اقيم سد وخزان خريق العشر بينهما، فاذا بهما متقاربان واذا بهما ممتدان امتدادا غير كبير ، واذا بهما عاليان مستطيلان ، وفي المنطقه القائمة بشرقهما من مجرى السيول ، ارتفاع واتساع ، وفي المنطقة القائمة بغربهما انخفاض واتساع ، فقررت حكمة
الهندسة اقامة السد (الخزان) هنا ، وبذلك يمكن حصر جميع كميات مياه السيول فى منطقة واحدة فى هذا المضيق من الجبال الذى تحدث الينا أحد كبار العمال بان اسمه (الملص (١)) .. وقد حفر المهندس الارض هنا الى الاعماق حيث أقام جبلا أملس من الأسمنت المسلح بين الصدفين ، ونقر الجبلين معا من هنا وهناك الى ارتفاع ثمانية عشر مترا ، حيث يرتفع اليهما ويلصق بهما - جبل الاسمنت المسلح المنشأ بينهما ليقوم هذا العملاق الجبار الحديث بحراسة المياه المتجمعة من السيول والامطار والمحافظه عليها فى صالح هذا البلد الامين .
* اما عرض (السد الخزان) فهو ثلاثة أمتار، وطوله حول خمسة وسبعين مترا
* صنع للسد الخزان - كما أدعوه - نفق، يتسرب منه الماء بقدر الحاجة والطلب الى الناحية الغربية المنخفضة وعلى هذا النفق ستبنى جدران مسلحة قوية، وتوضع فوق هذه الجدران غرف دائرية من الابرق المسلح، لتوصل المياه الى السد مصفى نقيا من الشوائب فيما إذا أزمع الانتفاع من مياهه للشرب ، ووقاية له من عاديات التلوث والتلويث ..
وفي الخزان خمس فتحات تساوى منسوب مياه الغرف الخمس . وعلى بعد خمسين مترا شرقى السد، حيث تفيض المياه اليه ستقام صهاريج فنية ١٢×١٢ فى ارتفاع ثمانية امتار .. وذلك لاستقبال مياه السيول . وفى النفق وبين الصهاريج والغرف العلوية ستمد انابيب ضخمة حفرت لها الآن الارض، لتوصل المياه بعضها الى بعض، ومن جميعها تصل المياه الى فتحات السد الخزان التى سيخرج منها الماء بنظام فنى محكم الى الاراضى المنخفضة بغربى الخزان .
* سيتم بناء (السد الخزان) خلال ثلاثه اشهر ان شاء الله .
* فائدة هذا المشروع حفظ مياه السيول من أن تذهب هدرا . والاستفادة منها للشرب والزراعة، بدل التضرر من تدفقها على الطرق وجرفها لما يعترض طريقها اثناء اندفاقها الى عرض البحر ..
وستقام مزارع وحقول فيحاء تسقيها مياه (السد الخزان)، وستكون منها مزارع للقطن وللحبوب والفوا كه ، ونرجو أن تزرع منها غابات الشجر لتزويد النهضة الصناعية المرتقبة ، ولتلطيف الجو وتجميل المنطقة ، ولتكثير الامطار ،
ولاشك أن ذلك كله اذا تم سيقدم من الحياة العمرانية والاقتصادية ، كما انه سيخفف من حدة الحرارة بمنطقة مكة ، وسيجعلها منطقة خضراء مزدهرة بانفاس الاشجار وروائح الازاهير المنعشة .. وفي هذا كله بشرى وارهاص لانتهاء عهد الجفاف بمكة المشرفة ، ولابتداء عصر الخصب واعتدال الطقس وجماله بها ان شاء الله .
