الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "المنهل"

بسم الله الرحمن الرحيم، بحر لا ساحل له .

Share

حقا إن هذه الصحافة كالخضم المتلاطم الذي لاساحل له ، فما يتقدم إنسان فيها - مهما يتقدم - إلا واعتراه شعور صادق عميق بأنه ما يزال يدرج في الساحل أو قريبًا من الساحل ...

وقد ارتاد بحر الصحافة العظيم - قبلنا - شعوب ناهضة ؛ وارتاده معها ، أو قبلها ، أو بعدها ، شعوب أخرى ، فمن سابق ومن لاحق ، ومن متقدم ومن متأخر ؛ ولكن الشعور الشامل الذي يسود الجميع أنهم ما يزالون يدرجون قريبًا من الساحل ؛ وأن هذا المحيط الطامي ليس له ساحل ! . .

واستيقظنا أخيرًا ، وشاقنا جمال البحر الساحر البديع ، فاندفعنا إلى اقتحامه وقد أنشأنا " زوارق " محدودة الطاقة والأدوات ، وألقينا بما أنشأنا في اليم الزاخر ، ونشرنا الشراع بعد الشراع ؛ ثم ألقينا بمواهبنا وبمقدراتنا في زوارقنا وقلنا لها تقدمي بنا بين خمائل هذا الروض الأنيق ، لنقتطف من ثماره كل يانع وكل طريف . . وسرنا . . وسرنا . . ثم نظرنا إلى الأمام ، ونظرنا إلى الوراء . . فهالنا - في نظرنا إلى الأمام - بُعْد الشقة بيننا وبين أدنى القوافل الساربة في عرض المحيط إلينا . . وهالنا - فى نظرنا إلى الوراء - أننا لم نتقدم ، بَعْدُ ، عن الساحل بما يقدر أو يذكر . . فهل يا ترى - نستحثّ زوارقنا لتغذّ بنا السير حتى تحقق الأمل الجميل ؟ ؟ أم أننا نستسلم لعوامل الوهن والتواكل ؟ إن منطق الحياة ليهيب بنا صارخًا : أن لاحياة مع اليأس ، وأن لا يأس مع الحياة .

اشترك في نشرتنا البريدية