الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 10الرجوع إلى "الفكر"

بعد نصف الليل

Share

وتمشت بعد نصف الليل سكرى . .

تتمايل . .

تتثنى . .

توسع الشارع من خطواتها لحنا مرنا . .

والرياح الهوج تعوى كالذئاب . .

وظلام وضباب . .

وهى تمشى . .

بعد نصف الليل سكرى . .

اين تمضى .? . ليس تدرى ? .

وهى تجرى . .

وبها شوق ملح فى صميم القلب يسرى . .

. . انه الآن على نار ونار

وانتظار . .

يحرق السيجار فى اثر السيجار

في ظلام ليس يمحوه نهار

يشرب الكاس ويتلوها باخرى

في جحيم الانتظار

فالاسر فلاجر كى يصفح عنى

فلقد عذبته عاما وشهرا

نظرة واحدة أحيته منى

سيناجى مقلتي

بكلام حالم النبرة ساحر

ينزل الرحمة فى قلبى فيغدو مثل طائر

عشه يغفو بحضن السوسن

بعد نصف الليل اذ أطرق بابه

سوف أحييه وأحيا ليلة تعطى شبابه

ألف معنى

وأنا أسبح فى أحضانه

وأنا أشرب من ألحانه

أتثنى . .

أتمنى .

أن أكون

حلما فى قلبه المكسور يسرح

فكرة فى ظنى التائه تسبح (

وأفاقت من أمانيها العذاب . .

لترى اقدامها قد سمرت فى لهف قدام باب

يدها تطرقه . . تكسره . . تجرحه . .

الف دقه

وهى فى أية طرقه

تتمنى انه يفتحه . .

انما فى هذه الليلة لا . . . لا من مجيب

ليس فى الدار حبيب . .

) اتراه أقفل الباب ونام . .

أترى أعمته أقداح المدام

أترى وارته أكداس الظلام . .

أتراه . . . (

وتعود . .

بعد أن قد يئست حيرى تعود . .

بعد نصف الليل مع صوت الرعود . .

والرياح العاويه

كالذئاب

فى ظلام وضباب . . .

قلبها يشعله فرط التهاب

ترتمى فوق السرير

فى شهيق وزفير

وبكاء وانتحاب

فى حشاها نار ذل واكتئاب

واصطخاب

وتنام

فى ضباب وظلام . .

بعد أن قد ضيعت فى الوهم عمرا

بين امواج السراب

انها نامت ونامت فى فراش من ضباب

بعد أن قد حفرت للموعد المشبوب قبرا

ثم نامت بعد نصف الليل سكرى

اشترك في نشرتنا البريدية