غائلة ( * ) الحيف استمرأت الاوضاع في قلبى فبذرت فيه الحقد والوغر والضغن فانطاد بنفسته نحو التسامى الذى ينضوى تحتى وينطوى عليه ظلم بغيض وجور مقنع وحيف مغشى وباطل واه . أحاسيس تثلم المروءة غير باخعة بجرمها الذي يشق طريقا وعثاء بعباب كأداء كل هذه التأدلجيات " الزيفاكورية " علمتنى أن الحياة أقيانوس عظيم وشدتنى تجربتها للانصهار فى الافكار الآتية : - ارضاء اللفيف البشرى ودهمائه غاية لا تدرك وأن الثوب القشيب النقى ملطخ بجمل اللافهم واللاادراك وحسبى أنى مولع بالبيت الذى يقول :
" أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم انسان "
وجدت نفسى فى مطافها مأسورا فى حبائل الموت بأنات البائسين و تأوهات المدنفين وزفرات العانين وتوجعات المكلومين المحزونين وعرفت أنى حفرت لها قسرا بأسنان الاسى واللوعة وتركتها في شظف عيش . وطأت رجلاى بحرا خضما متلاطمة أمواجه فانزويت بنفسى بقدر ما اجتمع الناس فى حلقاتهم بالرغم من أنهم أخياف وتوسدت وحدة الوحشة بقدر ما توسد الشمل البشرى استكانتهم الى بعضهم وقبولهم على ملء تشدقاتهم " القاروسطية " و " العشوائية الجوفاء " . وبلغت شأوا لا يستهان به فى بلوغ منعرج الكمال للانسلاخ مما وارانى فيه صنف من الاصناف البشرية التى رضيت عن جهلها وما احسب أن جهلها راض عنها . فارتأيت أن أجعل من بوتقة الوهن سبيلا مترامية الاطراف ومن يد القصاص العصلبية يوم مولود جديد لشخصى وبمحض أفكارى المحمدية المنهج والالاهية الاقتداء قررت أن أستميل الاعداء وأحسن للاصدقاء
كما فعل " اسكندر المقدونى " وأملك القلوب كما نوه بذلك " أرسططاليس " .
شرحت صدرى لاحب غيرى وشعارى فى ذلك القول النبوية الشريفة الشهيرة " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه " . واجتثثت من أعماق هاته القولة أن لا أفكر فى يومى بل لاتمعن فى الغد الذى لا يعلمه الا الذى يرى أرجل النملة السوداء على الصخرة الصماء فى الليلة الظلماء وزادنى تشبثا بهذا قوله القدسى " ما تدرى نفس ما تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت ". ألمت بأوجه كل هذا وأضفت اليه شعارا نبويا " حب الوطن من الايمان " . نمت الليالى الطويلة واستفقت الايام العريضة وكل ما فيها يمر إذا أوكد همى تطبيق هذه الخلال الحميدة ولان البشرية المتخاذلة المنداسة تواطؤا أقبرت في مخيلتى آمالى وطعنت فيى صدرى المحتضن والمكتنز لقولتى الرسول الكريم :
" أمرت أن أحارب باللين والسيف فوجدت اللين أقطع من السيف " . و " عدل ساعة فى حكومة خير من عبادة ستين سنة " .
وخلاصة تجربتى الاجتماعية البحث : أن الحب كلمة نتاحر بها قلوب الاميين والحوائيات وجواز سفر نبلغ به مآربنا فى الفينات الحياتية التى ترتثيها أما النبل والشرف والكرامة خرافة سخيفة أنكرها البعض كما أنكر فى حقبة حسين " وجود " عنترة العبسى " . لم أكن ضعيفا ألقى العذاب جاثا له حتى أميط مبادئى القويمة الجديدة من جوهرة مخيلتى لكنى صابر فى ذلك " صبر أيوب " ومجاله " كعمام بن ياسر " ومؤمن " كبلال " فاردت أن أشيع فى الناس استماتتهم فى عملهم وانتاجهم وحفظ اقتصادهم وأؤلبهم على مبادئهم البتراء المنحلة فاستنجدت بقول الذى لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم خير الانام : " من أمسى كالا من عمل يؤديه أمسى مغفورا له " .
الى كل من فى داخل صدورهم قلوب تنبض والى كل من لا تنبض قلوبهم الى المتبصرين والمتئدين فى التفكير والى كل المشلولة أفكارهم والموصدة أبواب احساسهم الى أولئك وهؤلاء أقول دون مجاملة أو تملق : نحن بلد يفخر فى الانتماء اليه غيرنا وينشيه التحدث عنه جيراننا ويتعظ بسبله علماء الفكر والحضارة فانزوا يحفظكم الله من وسوسة أدمغتكم الثأر اللعين والكراهية الممقوته والبهتان الفاحش واعلموا يرحمكم رب السماء أننا سويا أحببنا أم كرهنا نتعايش تحت سقف واحد بأعمدة مشتركة ان فكرنا فى تهديم أى ركن سقط السقف علينا جميعا وأيدنا أنفسنا بغطتنا وتصلبنا وفقانا أعيننا بأصابعنا ثم ندم ونحن فى سفينة الهلاك بعدما كنا على شاطئ السلامة لكن ما نفع الندم فرعون قبلنا ؟
جعلنا دون ألفاظ ينصر من أصبح البيدقية اذ لن نكون فى هذا المسار ولا المسار يكون فينا ورقة تأميمنا السياسى مكشوفة وهلم بالافكار الناصعة
الحصيفة والإنسانيات الآنية والضمائر المصقولة والتجارب المتأصله العميقة تفضلو يا من ترون النور فى المسالك وتخلوا عن المبادئ الهداية اننا نرحب بكم علي دائرة النقاش النزيه الذى يرجع نفعه على المجموعة اننا لسنا ننبذكم لانكم أشبال أسودنا الذين صبروا وصابروا ورابطوا ولم يستهوهم الاغراء الاستعمارى فمنهم من قضى نحبه ومزج بدمائه التربة التى وجدتها ايها الاخ معبدة فسرت عليها الخيلاء ونسيت من أنت بل تناسيت تقاليدك ومشعل كرامة بنى وطنك المتوارين فتأقلمت بقشور الحضارات السخيف وترنمت والالفاظ "الصابادورية " فأردت أن تخلع ثوبك وتحرق عمامة أجدادك وانك ادرى ما يخلع ثوبه ويقلبه فى المتاهات الا الثعبان ومن متى نامن على انفسنا من الثعابين يا ابن آدم و يا ابنة حواء .
فتكلمت طاعنا فى أصالتك دون حرج ولا حياء وأصبحت بشعار " كاول ماركس " ترى الصلح مع من اشتروا حريتك وكرامتك بالقيود والمنافى والسحون كأبشع ما يكون والعداوة كأروع ما يكون .
قف حيث أنت واجتر ماضيك ولعمرى اننا لا ننكر على الغير مرضه المتأتى من القمع والاستماتة في وجودك هيكلا آدميا تشرئب بحنجرتك من على مئذنه الحرية لتقول ما تختزنه وما كنت تقول كل ما قلته وتتصرف فيه لو رجعت بك عجلة الزمان لايام الجحود من سنة I939 انك تعيش طليق بفضل من وسوس لك " ابن مرة " من شياطين الانس والجان أن تتطاول عليهم وتنفى وجودك من تضحيتهم بتقديمهم النفس والنفيس وبذلك تؤيد قول الرسول الكريم : " اتق شر من احسنت اليه " ان دينا فالله يقول : " وأطيعوا الله والرسول وأولى الامر منكم " .
حدق يا اخى أين تقف رجلاك واستحث ضميرك نحن فى أحوج الحاجه كى نتراحم ونلتحم لا لقهر أنفسنا بعصا الحسرة بل لنشعر الصهاينه سواء الاسرائيلين أو المجاورين أننا بناء لا ينفصل وحديد لا يصدأ ولا يجد الصدأ اليه سبيلا.
أقتل الانانية فى زفرات الشيطان التى تخامرك وتلح عليك فى المخامرة استبدل ثوب العناد وأقنعة التعنت وانصر الله حيث أنت مد رجليك على قدر الغطاء وحافظ على البيت الذى يحميك من زمجرة الرعود وأزيز الرياح وويلات المفاجآة تضمن لنفسك ولعائلتك ولا بنائك ولوطنك الاستمرارية فى رغد عيش وهناء وحبور .
والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه
محمد عبد الله جلال
