الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 8الرجوع إلى "الفكر"

بمناسبة أربعينية, الشاعر الكبير, مصطفى خريف, ليس " ميتا " مصطفى !!

Share

" إلى قائلى اللاشئ " م . م .

* ليس ميتا يرثى . . ذاك الذى ذابت كالشموع شغاف قلبه على محراب " الكلمة الحية المئناف " فتصاعدت كالبخور أشواق عمره من أجل تطهير " الانسان " بأشذاء الحقيقة والخير والجمال . . .

- وإن كان كذلك مصطفى  ٠ ٠٠ فلن تغيب الشمس إلا فى قصائد ذوى المقاصد " الأفقية " ، ولن تتهاطل مدامع الرثاء إلا من عيون ذوى الخيال الضبابى ، من هواة " النعى " ، وهم إلى النعى أفقر ، ومن متأبطى سجلات الموتى ، وهم إلى رفع جثثهم أحوج ٠٠ - إذن . . !

ليرتشف النظامون حبر تفعيلاتهم المفتعلة ، وليبتلع المجترون ألسنة أجدادهم الموروثة حتى لا تستحيل ذكرى " الكلمة الحية المئناف " إلى جرح يغثينا . . . - وذلك . . !

لأن الذى أحرق كالشموع أنياط قلبه على محراب الكلمة ، فتصاعدت كالبخور أشواقه من أجل تطهير " الانسان " بأشذاء الحقيقة والخير والجمال . . .                                              ليس ميتا يرثى .!!

* ليس ميتا يرثى . . . ذلك الذى لم يمرض منه إلا الجسد ، ومن قال " الوطن " و " الانسان " حتى لدى غيبوبة الأفيون والمخدرات ، دون أن يكون من " قائلى اللاشئ " . . .

- وإن كان كذلك مصطفى

فلن يموت إلا فى إدراك الذين لم يسلم منهم إلا الطين الزائل ، ومن لم يبصروا " الحياة " إلا بأبصارهم وحواسهم الترابية . . .

- إذن . . ! ليخلع الواهمون براقع حدادهم ، وليكنس الناعبون بقايا دموعهم حتى لا تستحيل ذكرى الكلمة " الحية العطرة الحالمة " إلى بئر من اليتم ، أو مستنقع من التقليد . . .

- وذلك ٠٠ ! لأن الذى لم يمرض منه إلا الجسد ، وقال " الوطن " و " الانسان " حتى لدى غيبوبة الأفيون والمخدرات ، دون أن يكون من " قائلى اللاشى " ،                                             ليس ميتا يرثى . . !

* ليس ميتا يرثى . . . ذاك الذى كان ربيعا فى شحوبه " الخريفى" ،  والتقط ألوان إبداعه من أشواق شبابنا المشبوب ، ومن معجزات " الفعل الثورى الخلاق " . . .

وليس ميتا يرثى . . . ذاك الذي تسلق بلا أقدام سلالم " الروعة " فى اخلاص فياض لهمجية المواعيد الخضر ، وصلابة الدواخل الربيعية الشابة . . .  - وإن كان كذلك مصطفى . . .

فلن يموت إلا فى قاحل الخواطر التى أكلها اليبس واعشوشب فيها الفراغ ، وفى هاوية العزائم التى شاب فيها العجز ، وفى مهجور المرافئ التى تصلب فيها الرمل وجفتها الشمس . . . - إذن . . !

ليتربع على نعش الكلمة من أغرته الطمأنينة المسطحة ، ولينكمش أمام أجنحة " الحرف " من لم يعش فى الأقاصى ، مع قوافل النور . . . - وذلك . . !

لأن الذى كان ربيعا رغم شحوبه " الخريفى" ، والتقط ألوان " ابداعه " من أحلام شبابنا المشبوب . . . ليس ميتا يرثى . . !

* ليس ميتا يرثى . . . ذلك الذى أغوى " الشمس " بالأفيون والمخدرات ، وما غوى . . . فكان اعصارا فى وجه من كبلوا " الشعاع " وداسوا تيجان " الشعب " بالأقدام  ٠ ٠ ٠

وليس ميتا يرثى . . من ثقب قلب الجماد " بحروفه " فكانت أعراقه وانياط روحه ، اكليلا لرمز الجهاد وسيول نار وحرية فى درب الانعتاق ٠ ٠ ٠ - وإن كان كذلك مصطفى ٠ ٠ ٠

فلن يموت إلا فى ذاكرة من نسوا أن من الحروف " الشهمة الحساسة " براكين ، وأن من الأفكار النيرة اللاهبة مشاعل  . . . - إذن . . !

لندع الجائعين إلى الرثاء يبتلعون أصواتهم فى صحارى الألفاظ ، ويتمددون على عربة العادة ، يذرفون مدامع الأجداد أمام " خلود الكلمة " . . . - وذلك ٠٠ !

لأن الذى أغوى " الشمس " بالأفيون والمخدرات , وما غوى . . . فكان اعصارا فى وجه من كبلوا " الشعاع " وداسوا تيجان " الشعب " ليس ميتا . . يرثى . . .

67/4/16

اشترك في نشرتنا البريدية