الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 10الرجوع إلى "المنهل"

بمناسبة اختتام العام الدراسي, من مظاهر نهضة التعليم بالمملكة

Share

يشعر المتتبعون لحركة التعليم في هذه البلاد بروح انبعاثية تسودها ويعود سر هذه الروح الى أمور جوهرية ؛ في طليعتها يقظة لوعي القومى فى البلاد بالنسبة لما مضى ، وعناية اولى الامر بترقية مستوى التعليم ، ثم هذا النشاط الطموح المتدفق من تفكير سعادة مدير المعارف العام فضيلة الأستاذ الشيخ محمد بن مانع إلى تحفزه المحمود في نشل التعليم من السطحية الى التعميق والتسميق وفيما يلى نجمل للقراء بعض مظاهر هذه الحركة التقدمية التى بدأت تسرى فى حياتنا العلمية اليوم ، تسجيلا لحدث جديد سعيد ، وحفزا للهمم

فأولا : في مدارس الحجاز - إن الأختبارات العمومية التى اجريت في جميع مدارس التعليم به الابتدائية والثانوية وللجماعات المبتعثة الى مصر في هذا العام دلت على تقدم التعليم خطوة الى الامام ؛ فقد كان مقياس النجاح فيها أغلبيا ، والحكم للغالب كما يقولون ، وقد أكمل الدراسة العالية بنجاج ثمانية طلاب من المبعوثين الى القطر المصري الشقيق ، ستة منهم داخليون ، واثنان خارجيان .

وثانيا : في مدارس نجد - يسير التعليم فيها سيرا تقدميا ، ومن مثل هذا التقدم " مدرسة عنيزة الأبتدائية " . . كانت هذه المدرسة حتى مستهل هذا العام الدراسي المنقضي ذات خمسة فصول فقط ولم يشكل بها الفصل السادس الا في بحر السنة ، ولكنها مع ذلك أحرزت نجاحا طيبا ، فقد نجح من الفصل السادس بها جميع الطلبة الذين انتظموا فيه ما عدا واحدا منهم اكماليا فحسب

وثالثا : في مدارس الأحساء والظهران يستمر التقدم المحلى بدليل درجات النجاح التى تحصل عليها الطلاب في الامتحان العمومي الأخير .

ورابعا : هذه الكليات الأربع المزمع انشاؤها ، أنها ستكون ان شاء الله الأعمدة الأربع التي يشاد عليها صرح " الجامعة السعودية " المرتقبة لتتوج نهضة التعليم فى هذه البلاد ، والكليات الأربع هذه هي - ولاشك - قديمة سرور حميدة بالتعليم عندنا ، فستسد فراغا عظيما من هذه الناحية ، وستسمو بالتعليم من الثانوى إلى العالي ، وستكون " نقطة تحول في مجري التعليم عندنا فيتوقل الذرى عما قريب باذن الله ، وتنقل بدورها فيضان التعليم من الخارج إلى " الداخل " وحينئذ يتمتع طلابنا بقطف ثمار العلوم دانية لهم ومن حقول وطنهم وبين مسامع أهليهم وأبصارهم ، وذلك ابقى وانقى وارقى . وبعد فهذه المظاهر الأربعة ، مضافا اليها ما هو ملموس من نشاط المدارس الأهلية وقيامها بمهمتها فى الأحياء والأنشاء ، مع ما سيضاف إلى معاهد المعارف من مدارس فى المدن والدساكر والقرى والبادية فى مطلع العام الدراسي المقبل الذي أصبح على الأبواب - كل ذلك جدير بان يمثل لنا حياة علمية وعملية أجدى من ذى قبل ، فالعلم هو النور الكشاف الذي تضاء به مرافق الحياة فى جميع شكولها .

اشترك في نشرتنا البريدية