ادار المفتاح فى قفل الباب ثلاث دورات ، وعبر الى السقيفة . . صففق الباب وراءه ، ثم اجتاز صحن الدار . . ودخل الى حجرته ، وضع محفظه عمله على المنضدة ، وجلس على الكرسى ؛ القى برأسه الى الوراء على متكأ الكرسى واغمض عينيه ، بقى كذلك مدة ثم فتح عينيه واستوى على الكرسى . . حملق امامه . . . الجدار ينضح بالرطوبة . . . الشمس لا تدخل الى الحجرة ، إنها تقف عند حافة القرمود الاخضر ، تطل على صحن الدار من غير ان تنزل لتلامس بلاط الارض . . جدار رفيع بناه جاره كان يحجب عنه الشمس .. ان القانون لا يمنع احدا من اقامة جدار رفيع يحجب الشمس فى وجه جاره ، ثم ما دام المطر ينزل فى صحن الدار وبإمكانه ايضا ان ينفذ الى اقصى الحجرة فلامانع من ان يقيم احد جداره على النحو الذى يروق له ، حتى ولو كان ذلك لا يعجب جاره . . . سريره مشوش لم يفرشه منذ شهر . . . فى ركن الحجرة المعتمة يستمر العنكبوت فى نسج خيوطه . . ربما وقعت بعوضة فى الفخ وربما بعوضتان وقد تقع ذبابة . . الطلاء يتساقط من الحائط ، وفى قلب الصمت يأكل الماء الخشب . . عارضة الباب منخورة الى حد يبعث على التشاؤم . . ليس للراحة قيمة . . . مرر كفه على جبينه فتحسس الغبار تحت اصابعه فلعن ذلك الشارع الاصلع الطويل الذى جاء منه . . . اى جمال فى ان يبنى الناس مدينة مثل مدينة المهدية على هذه الشاكلة . . . مدينة يشقها شارع واحد . . لا ترى فيه شجرة واحدة ، ولا مبانى جميلة ، ولا دكاكين بيع وشراء ، وإنما هكذا البيوت منخفضة السطوح ، متناكبة متشابهة مطلية بالكلس الابيض ، والشارع يتمطط كالمارد الابله هكذا بلا تساؤل . . . إن من بين اصحاب الرؤوس الصلع كثيرا ما نجد رؤوسا صلعاتها جميلة ، لكن هذا الشارع صلعة صلع موحش . . ومع ذلك فهو يشبه المدن العتيقة الكبيرة التى تنبع على جنبات النهر . . . فاذا كانوا يقولون عن هذه المدينة او عن هذه إنها هبة النهر الذى نشأت وترعرعت فيه ، فان المهدية هى هبة شارعها الاصلع العظيم . . . واذا كانت الانهار الكبيرة زمن الفيضانات تجرف معها كل شئ فهذا الشارع يزخر بأكثر ما يمكن ان يفيض به اى نهر فى العالم . . شاحنات النقل الكبيرة ، وسيارات السمك المعلبة والعربات التى تجرها الخيل ، واصحاب الدراجات ، ومن يركب على حمار ومن يمشى على
رجليه وكذلك اصحاب السيارات الجميلة والمتسولين ، وذوى العاهات مثل الاعمى والابرص والاعرج . . . إن من يسوقه الحظ لزيارة هذه المدينة لا بد له من عبور شارعها الاصلع العظيم ، ولا بد له من ان يلاقى - بنور الكسيح - فى باب المدينة . . انه يستقبل كل زائر يبتسم له عند الدخول ويبتسم له عند الخروج . . يقول لك فى الصباح اعطنى دورو ويقول لك فى المساء اعطنى دورو . . . يقولها لك بصوته الألكن المبحوح الخشن ، وقد يتعذر عليك فهمه لأول مرة ولكنك لا تلبث ان تتعوده اذا ما اكثرت من الرواح والغدو . . تجده يجلس طوال اليوم . . قدماه نافرتان عاريتان كأخشاب الزيتون المقطوعة ، عظامها بارزة واصابعها معقوفة وهى دامية مقرفة يعرضها فى وجه الشمس وفى وجهك ، ويستقبلك بها صيفا مثلما يستقبلك بها شتاء ، وهو يجلس جوار الحائط بكدرونه الاسود كالقطران وشاشيته الشاحبة المنغمسية وسط كومة من الشعر الاسود . . . هل صادف ان رأيت مرة فى حياتك جذع شجرة زيتونة عجوز . . اذا لم يحدث ان رأيت مثل ذلك ورأيت بنور فى باب المدينة فذلك هو جذع شجرة الزيتون العجوز . . . مرة اخرى مرر كفه على جبينه وتحسس ذرات الرمل الذى ما فتئ يثيرها ذلك الشارع . . . قام الى بيت الطبخ ليغسل وجهه . . . خطواته تضج وسط الصمت . . . وقف أمام البئر ، الطحلب الاخضر يتسلق عارضة البئر . . اخذ الحبل فى يده ودفع بالدلو عبر الجرارة ، فتدحرج الدلو وجعلت الجرارة تدور والازيز يتصاعد والجرارة تدور . . الصدأ يعلو الجرارة ، وفجأة انفلت الحبل من بين يديه وسقط الدلو فى البئر . . بقيت يداه معلقتين فى الفضاء ثم اسندهما الى الحافة ، وانثنى يتطلع الى باطن البئر . . وجدها ضيقة مظلمة ، ورأى الماء يلمع فبدا له كأن ميتا يطفو فوق سطح الماء . . . فى نهج الحفير كانت لهم بئر شديدة الشبه بهذه البئر . . قالت عنها امه إنها ذات مرة فى احدى ليالى الصيف ، كان قد امتنع عنها النوم وجميع من فى المنزل منغمسون فى احلامهم ، وبينما هى كذلك إذا بجرارة البئر تدور والدلو ينزل ثم يصعد ، وسمعت انصباب الماء ، ولما قامت لترى من بالبئر لم تجد احدا . . وتقول إن أباها تحدث أمامها وهى صغيرة ، انه فى ليلة من الليالى ذهب عنه النوم فسمع وهو فى فراشه صدى رنين السلاسل آتيا من قعر البئر . . وتتحدث عن أبيها عن جدها ان أباه ذكر بدوره ان مغربيا من - العزامين - كان قد جاءه ذات مرة واعلمه بأن فى البئر كنزا . . واتفقا على استخراجه لكن المغربى طلب فتى فى الثانية عشرة من عمره تكون بعينه اليمنى علامة حتى يذبحوه ويستخرجوا الكنز . . . وتساءل وهو لا يزال يتطلع الى باطن البئر أترى أصحاب هذا البئر وجدوا فيه كنزا . . ثم إنه استوى قائما والتفت الى (( الكوجينة )) وأخرج من جيبه سفارة فأشعلها . . رأى خنفساء بجانب البالوعة . فرفع قطعة من الخشب
وجدها ملقاة الى جانب البئر ، وانحنى ليقتل الخنفساء ، فاذا سفارته تنفلت من بين شفتيه وتسقط فى ثقب البالوعة ، نظر اليها فى لامبالاة ثم رجع الى الخنفساء فلم يجدها . . ظل يبحث عنها فى زوايا الحائط وفى شقوقه ووراء مصراع الباب . . هذا الباب الذى لم ينغلق ابدا وكأنه أقيم للزينة . . ورأى العنكبوت يسد عارضة الباب من الرأس حتى القدم ولم يجد الخنفساء . . رفع قطعة الخشب فى يده وجعل يهدم بيوت العنكبوت برأس الخشبة . . تطاير الغبار وتناثر على وجهه ، فتراجع الى الوراء ورأى عنكبوتة كبيرة الأرحل سوداء اللون ، تركض عبر الحائط ، فاقترب منها وضربها برأس الخشبة فأخطأتها الضربة لكنها سقطت على الارض . . رفع ساقه وهبط عليها بحذائه فلم يصبها ايضا ؛ وغابت مثلما غابت الخنفساء فى شقوق الحائط وفى زواياه ، فلم يبحث عنها ، وارجع مصراع الباب الى هيئته الاولى ثم القى بالخشبة من يده ووقف يشعل لنفسه سفارة ثانية . . أخرج العلبة من جيبه فوجدها فارغة . . دعكها بين راحتيه وقذف بها الى الارض . . ادار بصره فيما حوله فرأى فنحان القهوة فوق (( الكوجينة )) . . احس بالعطش الى القهوة وصعدت فى انفه رائحتها فاقترب من الكوجينة وجذب اليه الوابور ، ثم رفع الجرة وصب الماء فى (( الززوة )) ، ثم أخذ زجاجة الكحول فصب منها على رأس الوابور . . أخرج الوقيدة من جيبه وأخذ منها عودا . . قدحه وادناه من الكحول فانخطفت النار . . . فتش حوله عن صندوق السكر ، وتذكر أنه فى حجرة النوم على المنضدة . . ترك النار تشتعل فى رأس الوابور وذهب يجلب صندوق السكر . . خطواته تدق الارض دقا . . وقف امام المنضدة ، وجعل يرفع الاوراق من هنا ، ويبعد الكتب الى هنالك ، ويقذف بهذه الجريدة على الارض وبهذه وبالاخرى ثم وصل الى صندوق السكر فاذا هو فارغ . . . عاد يخرج من الغرفة ، وفجأة تسمر فى مكانه ، لقد سمع طرقا على الباب ، هرول نحو السقيفة وصاح بأعلى صوته : (( من ٠٠ من ٠٠ )) ثم فتح الباب لكنه لم يجد احدا . . رجع الى الوابور فوجده قد انطفأ . . اخذ ينفخ (( الطرنبة )) ، واشعل عودا آخر من الوقيد لكن الوابور لم يشتعل . . رفعه بين يديه ورجرجه فاذا هو خال من الفاز . . . فتح الزر الضاغط للهواء وارجع حقة الوقيد إلى جيبه . . نظر فيما حوله . ترى من طرق عليه الباب . . ام كان مجرد وهم . . ان تخيلات الانسان لتتضاعف كلما وجد نفسه اكثر عزلة . وقد يبلغ به الامر الى ان يسمع صوتا يهتف باسمه او يشعر ان يدا تربت على كتفه ، فيلتفت ولكنه لا يجد احدا . . لعلها عادت تطرق عليه الباب . . يبدو انها هجرته مرة واحدة . . انه لا يدرى بالضبط آخر زيارة لها . . لكن ذلك حدث منذ مدة بعيدة . . ما عاد يتذكر الآن شيئا . . كل ما فى الامر انها ذات دوم سمعت ان غريبا اكترى الدار ، وسكنها . . فجاءت تطرق عليه الباب ..
وتقول انها تتقن اعمال البيت . . تغسل الصابون ، وتطبخ الطعام ، وتكنس ، وتنظف ، وتفرش ، وتحشى الصوف . . تفعل كل ما تأمرها به . . لا ترفض طلبا مهما كان نوعه . . . وهى فوق ذلك ترضى بما تقدمه لها . . . لم يكن قد فكر فى امرأة تنظف له الدار ، لأنه لم يكن يدرى حتى ذلك الوقت ان الديار تحتاج الى التنظيف . . ولما وجد هذه المرأة مستعدة لان تقوم بمثل هذه الاعمال فسح لها المجال . . كانت تملأ الماء من البئر ، وتغسل الثياب وتنشرها ثم يمد لها مائة مليم فتقبلها منه فى صمت وتذهب فى سبيل حالها . . وذات يوم قالت له ان العنكبوت قد تكاثر وان الدار تحتاج الى التجريد . . لم يكن يدرى متى تحتاج الدار حقا الى التجريد فلما حدثته فى امر ، وافقها . . . وذات صباح وجدها فجأة أمامه تكشف عن زنودها كمن يبغى النزول الى البحر . . واخذت بيدها سعفة نخيل . . وحين همت ان تصعد على السلم . . طرفت عينه ، فزلت قدمها ، وتراقصت السعفة فى يدها كأنها فى يوم ريح ؛ فجرى نحوها ، وتلقاها بكلتا ذراعيه ، ثم اسندها الى السرير . . . لقد سقطت السعفة فجأة فجرحتها فى اعلى فخذها . . كانت اكبر منه سنا ولكنه حملها . . ولقد استنفدت قواه ومع ذلك لم يبال بالامر . . . لم يسبق له ان جرب مع امرأة فى مثل سنها . . كانت السعفة تريد السقوط ، ولم يعد له مجال للاختيار . . . شدت بعد ذلك على جرحها ولمت ثيابها ، ونزلت من السرير . . فى حين سقطت من عينه دمعة بفعل سفارته فمسحها بظهر كفه . . ولما همت بالانصراف طلبت منه دينارا كاملا ، فقدمه لها . . ومن ذلك اليوم اخذ العنكبوت يتكاثف اكثر من ذى قبل . . وفجأة بطلت زياراتها . . لم تعد تطرق عليه الباب . . كم يود لو يراها ، لكنها ليست له ومتى استطاع ان يملك شيئا فى حياته ، كل الاشياء ليست له . . هذه الدار ليست له . . والسيارات الجميلة التى يراها تمر فى الشارع ليست له . . وهذه الارض التى عاش يمنحها عمره كله ليست له . . والسماوات ، والبحار ، والجبال كلها ليست له . . وحتى تلك الفتاة الجميلة السوداء العينين التى يراها كل صباح تطل من وراء فرجة الباب هى ليست له ، وضغط على شفته السفلى حتى كاد يشطرها . . . وقع نظره على مكان الخنفساء ، ثم إنه اقترب من البئر وانحنى يتطلع الى باطنه . . لم ير شيئا فى هذه المرة . . كان الماء راكدا والسطح يلمع . . لو امكن له ان يتحصل على قنارة لاستطاع ان يستخرج اشياء كثيرة من باطن البئر هنالك كثير من الاشياء تسقط دائما فى البئر . . تلك هى القاعدة فى لعب الاطفال . . عاد من جديد يبحث عن الخنفساء فوجدها لم تعد ؛ وقف يترقب ظهورها فلم تظهر . . فتش عنها فى حفر الحائط وفى شقوقه لكن دون جدوى . . فى اركان (( الكوجينة )) كان العنكبوت يمد خيوطه ويتسلق عبر السقف . . حيثما توجهت فى هذه الدار رأيت العنكبوت فى
كل مكان . . ووقع نظره مرة اخرى على البئر وعلى مكان الخنفساء لكنه لم يعر ذلك اهتماما كبيرا . . وعاد يخرج من (( الكوجينة )) . . هذه الحياة الفارغة . . شعر بالعطش لكنه تذكر أن الدلو قد سقط فى البئر ، والجرة فارغة . . . دخل الى حجرته مثلما تعود ان يدخلها فى اوقات عزلته ويحكم اغلاق بابها بالمفتاح ، وقد يتمدد فى الفراش وتظل عيناه تبحثان فى السقف او تمتد يده الى كتاب فيظل يقلب صفحاته بغير اكتراث ولربما استهوته بعض صفحاته فيقبل عليها بشغف . . لكنه سرعان ما يتذكر نفسه ، فيضيق ذرعا بحياته ، ويحس ان شيئا يريد ان يتفجر فى أعماقه . . شيئا يبغى الخروج . . وقد يجلس الى طاولته فيسحب ورقة نظيفة بيضاء يضعها امامه بعناية ، ويأخذ القلم فيكتب على الورقة البيضاء جملة او جملتين او ثلاث جمل يقرؤها بصوت عمال ويعيد قراءتها وعندما لا تروقه يجر فوقها سطرا اسود بالقلم الاسود وقد يعيد التجربة مرة اخرى فاذا فشلت القى بالقلم من يده وتناول الورقة فقعفصها بين راحتيه وضغط عليها ثم يقذف بها ارضا ويشعل لنفسه سيفارة او يتمدد على الفراش وتظل عيناه تبحثان فى سقف الحجرة . . ولا يدرى كيف تتسلل يده بعد ذلك تحت السروال وتتسع عيناه ، وتتعلق نظراته بالسقف ويسيل منه العرق فيشرق بريقه . . وعند ذلك ينقلب على وجهه ويدفن رأسه فى الوسادة ، وقد تأخذه سنة من النوم ثم يستيقظ ولا احد يسأل عنه لا احد يطرق عليه الباب . . وقف وسط الحجرة . . ووقع نظره على فراشه فرآه مشوشا متروكا . . . لو أن امرأة نزلت توا من هذا الفراش لوجدت قطعة من ثيابها هناك على طرف السرير ، وقطعة اخرى على الكرسى ولاصبحت اشياؤها تعيش معك ، تشاركك الغرفة وتقتسم واياك كل شئ ، ولكت رائحتها تعبق فى كل مكان . . وعرت فى ذهنه صورة تلك الفتاة الجميلة السوداء العينين التى يراها كل صباح تطل عليه من وراء فرجة الباب . . . وقف امام المنضدة وامتدت يده الى جريدة قديمة فقرأ : ان حرب الستة أيام كانت بمثابة التجربة القاسية ، فبقدر ما شعر العربى من الاهانة التى لحقته بسبب هذه الحرب بقدر ما صمم على محو ذلك العار . . الفتح تقود المعركة فى ارض فلسطين فجأة تحققت المعجزة وطفا الشعب الفلسطينى الى السطح ، وهبت حركة التحرير الوطنى منتصبة وبدت تفاهة منظمات غوث اللاجئين وغيرها . . وفجأة اكتشفنا فلسطين . . القى بالجريدة من يده ثم رفع حقة - الباستى فالدا - فتناول منها حبة وضعها فى فمه . . ان مذاقها لاول مرة يكون حلوا ، ولكنها دائما تعقب فى الفم طعما مرا . . لكنه مدمن على طعم المرارة . . . خرج من الغرفة . . خطواته تقرع الارض قرعا رتيبا . . قطع صحن الدار وهم ان يجتاز السقيفة لكنه فجأة عرج على (( الكوجينة )) ودخل الى المرحاض ثم فحج ساقيه ووقف يبول . . كان العنكبوت يسد كامل زوايا المرحاض من اسفل الى
اعلى . . وود لو يحمل تلك الخشبة ويهدم كل اوكار العنكبوت . . لكنه لم يجرؤ على الدخول وحده فى معركة مع العنكبوت . . . لا يستطيع الانسان أن يفعل شيئا بمفرده . . . لا بد لكل بيت من امرأة تجرده من العنكبوت والا أصبحت البيوت كلها مهددة . . لأن العنكبوت سيتضخم لا محالة ، وسنصبح كلنا مهددين بالوقوع فى شباكه . . . عاد يخرج من " الكوجينة " واتجه نحو السقيفة . . فتح باب الدار ، وخرج . . صفق الباب وراءه . . ثم وضع المفتاح فى قفل الباب واداره ثلاث دورات ثم وضع المفتاح فى جيبه وابتعد عن الدار .
