9 جوان
لم أكن أدرى أن السماء سترتج وتتفرقع فجأة ملقية بشظاياها فوق رأسى المعذبة ( ! ) ، والارض ستترنح وتنشق تحت قدمى محاولة أن تبتلع أثر خطاى المتعبة على الثرى المنمق بالاحجار والاشواك .
فجأة فقدت نفسى . . فقدت وجودى . . فقدت ايماني وربى . . وفقدتك والحياة . . أتعثر فى متاهات الظلم والتعسف . . أغوص الى الاعماق فى دياجير التعنت والفشل المرير .
فجأة فقدت نفسى . . فقدت وجودى . . فقدت ايمانى وربى . . وفقدتك أنت أنت يا من فى عينيه نقشت معالم نفسى . . وفى صدره أودعت مصيرى ، حاضرى وغدى وأمسى . . ولم أزل أسأل كيف كانت النهاية ولم أصل بعد الى البداية ؟
15 جويلية
هل جربت عذاب الصمت ؟ هل شعرت يوما بمدية حادة تنغرز بين أضلعك ، تحفر . . وتحفر لتستقر أخيرا فى قلبك . . تظل هناك تفرم لحمك قطعة قطعة وأنت ترمق ذاهلا قطرات الدم القانية المنسبكة منك مع قطع اللحم المفروم دون أن ترفع يدا أو تفعل شيئا . طبعا لا . . لا إخالك يوما أحسست بالالم ، ولا
ذاق فمك مرارة الحزن والندم . فالحزن طعام المحرومين . والدمع شراب الضائعين . . التائهين فى أغوار العناء . . المنبوذين من السماء .
لكن للعذاب لذة . . وللمعاناة متعة . . متعة لا يشعر بها من يعيش فى قمقم غروره متصديا لخطر الزمن . . جاهلا معنى الشقاء .
هل عشقت يوما وانت حائر بين الموت والحياة . . لا تعرف من تكون ولا ماذا ستكون وقد لفظك الموت . لعبت لعبته كم مرة غير أن الفشل كان رصيدك المتراكم على مر السنين . . وكما لفظك الموت تجاهلتك الحياة وغفلت عنك أعين الله الرحيمة . . لو حاولت أن تفهم ذلك يا حبيبى لكنت . . ولا . .
20 أوت
شهر آخر يمر . آلام أخرى اتحملها . . وسموم أخرى لا بد أن أتجرعها وأتلذذ بطعم مرارتها . . الساعات طويلة ، مملة ، تسير متكاسلة كحمار هرم ينوء تحت عبء حمله الثقيل . المآذن تتبارى فى سمفونية عجيبة الاوزان ، طريفة الالحان فلم تعد تميز أى صوت انما حشرجات متقطعة كشخير شاة تذبح .
رمضان يسدل أستاره على الكون . تفوح رائحته فى كل المنازل . صوت المقرئ الشيخ يموء عبر الاثير كقط عجوز يحتضر (( قال من يحيى العظام وهى رميم )) تطن فى أذنى تحاصر سمعى بعناد ذبابة نهمة تحوم حول أكل حامض .
تعود ملايين الابر تنغرز فى رأسى . والاسئلة البلهاء تعذبنى : أنا . . ما أنا . . من أكون ؟ حفنة عظام مهشمة لا روح فيها ولا حياة . هيكل متحرك أذواه السقم ، ونخره الالم . تآكلت كل قطعة فيه ولا أمل فى أن يحيا يوما . هل من أمل فى بعث الحياة فى هذا الرميم الذى أحمله على عاتقى ؟ كيف يا رب بعد ان فتك بى الطاعون . . بعد ان دمرتنى السنون . . كيف أبعث الى الحياة وقد جف من عروقى اكسير الحياة .
25 سبتمبر
اليوم عيد . عجبا كم للناس من عيد ! ! كقطيع غنم متعثر الخطى ، مئات الاطفال يتسكعون فى الشوارع . قوس قزح يخرق بسط السماء . . بحر ثائر الموج يلفظ اصدافه ، يرمى بها فوق رمال الشاطئ المتسخة .
الوحش الجريح يتخبط فى صدرى . . يمزق شباك قلبى . . يحاول الانعتاق . . يهد كيانى عويله الاخرس المفجع . . أرى طفلى الذى يتخبط فى
أحشائى من الازل والذى لن يرى النور أبدا أراه يتمزق أمامى . . نشيجه يخرق أضلعى . . صراخه يدمى مشاعرى : (( لم يا أماه أهذا نصيبنا من الحياة . . متى تراه يكون عيدنا . . متى ؟
يشتد العويل . . ينفطر قلبى أسى . يفرقع حولى دوى الاشجان . لا عيد لى وأنت بعيد . لا شمس فى سمائى . . لا قمر ولا فجر فى حياتى وأنت بعيد . لا وجود وأنت صامت . . غامض . . رهيب كأبى الهول . متى تراك تتكلم لتشرق شمس العيد فى أفقى المعتم وتنطلق بسمة طفلى الحبيس فى أحشائى من الازل ؟
بوجوه مشوهة أراهم .. بتفاهة ساذجة يبتسمون . . كقطيع من الخرفان المختلفة الالوان يتزاحمون . . وأنا بجوعى وشراهتى أرنو اليهم كذئب يستعد للخطف . . شاهرا انيابه ليمزق . . ويمزق ويغرق فى يم من الدماء . . عسى الدماء تروى عطشى . . طفلى المتخبط فى احشائى من الازل . . علها تروى ظمأ الوحش الجريح المولول فى صدرى والذى سيظل يدمرنى الى الابد .
30 أكتوبر
لماذا لا يتركون الكلاب تهيم فى الطرقات بكل حرية . هل يستطيعون قتل كل الكلاب الضالة . . فالعالم مملوء بالكلاب الآدمية الضالة فى سراديب الزمن . لو فكروا يوما فى رميها بالرصاص لما وجدوا رصاصا كافيا ولا وجدوا جبا يسع جثتها النتنة .
أراها ترتعش فى ركن قصى من الحديقة ، تختفى تحت شجرة متساقطة الاوراق . . شريدة طريدة مثلى . . تشم رائحة الخطر . . دوى الرصاص يشعرها بان الموت قريب منها ، فتندس فى التراب أكثر واكثر تخفى جسمها المرتعش ، رغبة جنونية تتملكنى لو أرمى بها الى الشارع المظلم ليمزقها الرصاص ، كما يمزق وجودى تعنتك الساخر ، غير انى لا أتحرك . . أتجمد أنا وذلى وشراستى . تختنق أفاعى الشر والحقد المزدحمة بنفسى أمام طيفك المعذب المتراقص بين أعينى . أتقهقر بعجزى الى الوراء . شريدة لا ملجأ لها ولا مأوى . وأنا مثلها ضالة أبحث عن مأوى بين ذراعيك فلا ألقاه . . أحن الى مرفئى الضائع بين احضانك ولا أجده .
يعمى عينيها التراب ، تجرى لاهثة ترتمى تحت قدمى . اضع رأسى فوق جسدها المحموم وأبكى . . أبكى حقدى وقهرى وحبى الموبوء لك .
10 نوفمبر
شهر آخر يمر . لا بد أن اسير فى طريقه رغما عنى . وحيدة ، بائسة بلا أمل أن أرسو يوما على ساحل مرفأ ما .
يوم آخر أحياه . أمضغ عذابه . يعمينى سرابه . أزيز الرعد يزداد فى كل لحظة . . يختلط بعويل الوحش المزمجر بصدرى ، أريد أن أصرخ . . أرفض هزيمتى . . أرفض فشلى . . أرفض ضعفى وظلمك لى . . أناديك . . غير أن الصدى يموت فى حلقى كما تموت معالم الوجود حولى . أخرج الى الطريق المقفر . . أجلس على الرصيف المحفوف بالسأم والضجر ، أعرض وجهى لوخزات المطر . . والليل والشوق والاحزان معى . . امطرى . . امطرى . . امطرى دما . . امطرى حمما . . فليغرق الطوفان جسم الكون . . ربما تمحى مياهه سواد قدرى . . ربما تغسل أحقاد ضجرى . . علها تطهر جسدى من سموم لهفته اليك . .
أريد أن أجرى . . أذهب اليك . . غير انى اهوى على الرصيف أتمرغ فى مستنقع البؤس والملل . . دون ان اصل اليك .
20 ديسمبر
الافيون ، لم يبق أمامى الا الأفيون أشل به فكرى وأنا احاول أن امتطى جواد النسيان لاهيم فى بيداء الهوس . غير ان الجواد كان هزيلا . ترنح عند أول خطوة وهوى بى على الثرى المغروس بالشوك والصبار فينزلع جلدى ليصبح كتلك الجثث المسلوخة النازفة فى مذبح الوجود الكبير . جثث مبتورة تتصارع مع اكفانها تسمم الارض بدمها المريض وتخنق الهواء برائحتها العفنة .
هائمة فى الشارع المزدحم بالضائعين ، الباحثين مثلى عن أفيون . قدماى تغوصان فى غيار الطريق رأسى تنطح السحاب . تختطف شفتاى حفنة ضباب . أبقى أعلكها بتلذذ . أختزن فى فمى نكهة صقيعها لاجتر بقاياها فى ليالى الانتظار المسعورة . ثم لا بد أن أعود . . دوما لا بد أن أعود الى وكر الامى حيث تتصارع فوق الفراش أبالسة الاشجان . وتحت الوسادة تتناحر عذارى الحرمان .
الأفيون يفتت شرايينى . . الويسكى مر المذاق لا ينسى ابتسامتك الغامضة كابتسامة ابى الهول وهو يتحدى خمسة آلاف سنة من الصمت والصمود . أرمى الكأس من يدى . تهوى على الارض لتنكسر الى ألف قطعة .
أدوسها بقدمى الحافيتين . . تغوص فى جلدى . . تشرح لحمى الملتهب . . أرتمى بحنقى فوق الفراش . يعود ابو الهول الى غموضه وبسمته الخرساء تمزقنى بصمتها الابدى . . ولا أنسى . . لا يمكن أبدا أن أنسى .
1 جانفى
سنة جديدة أدخل غمارها وأذيالى ملطخة بوحل الاشهر الماضية . سنة جديدة اسبح فى مستنقعها الراكد ولا حبل نجاة أرقبه ولا شعاع فرحة آتية .
الايام نار تستعر ملتهمة بعناد أشلاء ليالى الممزقة ، وساعات عمرى الميتة . بين ألسنة لهيبها أجدنى أنا . يمحقنى جحيمها ، وتذرونى رياح نحسها . أحترق . . وأحترق . . والجوع واليأس وذكراك معى وصرخة محبوسة تحاول الانفلات فيبتلعها الوحش المتمرد بصدرى . وأنت صامت يا أبا الهول ، تثير ضمير الكون بغموضك . وتستفز مهجة الايام بسحر نظراتك الباردة الخرساء . بقسوة ووحشية تبتسم . ابتسامة فيها نديب وفيها عويل وفيها مكر ونقمة وتحفز رهيب ومثير . أذوب فى سحر وحشيتها . أتلاشى فى ظل قساوتها . يفقد الكون معالمه فى عتمة صمتها المتعالى الابدى .
ماذا لو تكلم أبو الهول ؟ ماذا لو ذر رمال الصحراء عن جسمه ولاذ بالفرار من الشموس المحرقة التى تخنقه وتكبت احاسيسه . لو تكلم أبو الهول فسيذوب فى ظل محياه الشامخ ضياع عمرى . ولوعة أيامى . .
14 فيفرى
مطر هزيل يقطر من مقلة السماء الحائرة كعين بغى عجوز جف من محاجرها الدمع وتساوت أمامها الافراح والاتراح . حائرة لا تعرف هل تبكى أم تستكين الى دفء حزنها الملتاع . والضباب يزحف كما تزحف التجاعيد الى وجهها المكمش الذى بصقه باحثو اللذة يخط نقطا سوداء على بشرتها الداكنة . تنمو وتنمو لتغدو سحابة تنفجر دموعا لزجة على صفحة الكون . أبكى معها . الصقيع يلفنى . . أعاصير الموت تلذعنى . . الرصاص الذى يطارد الكلاب الضالة ينغرز فى صدرى . . يروح فى صراع مميت مع الوحش الثائر فى قلبى . . لكننى لا أموت . لا يمكن أن أفنى وأنت بعيد ، رغبة جنونية تلهمنى البقاء . تسمرنى على بساط الحياة . أحبك وأريدك ورغبتى اليك أقوى من
الموت . . أشد من اليأس . . أقسى من الوجود . . وأعنف من بسمة أبى الهول الساخرة .
لعنة تطاردنى كقضاء مبرم لعين لا خلاص منه أبدا . وأبو الهول يخشى أن يتكلم . خمسة آلاف سنة ترمقه . تلجم فمه . تمتحن شموخه وجموده . تتحداه . يرتعد أمام جبروت سطوتها . الخوف يكبله . يخشى أن يهوى وآلاف الاساطير تطارده ، فيصفعها بصمته وصموده . يصفعها بهدوء بارد مصطنع كريح الموت ان هبت ليلا .
9 مارس
أخيرا نطق أبو الهول . تزحزحت صخور الصمت وبدأت تتفتت تحت وقع ضربات معول عاشقة بائسة . تقول كلاما كثيرا . تحاول أن تكون متوحشا ، لكن ابتسامتك تمر على الصدى المتنمر فتداعبه كما يداعب النسيم زهرة على وشك التفتح . نظراتك لا تستقر على شئ . شرسة حينا . ودود حينا آخر . مستكينة مرة ومشاكسة أخرى . ممزق أنت وضال مثلى . مئات الافكار تأسر رأسك المتعبة . تبعثرك بصمتك تدمرنى . ببرودتك تمزقنى . أظل أتمرغ على جمر ابتسامتك الغامضة ليالى وليالى وارتطم بجبل غرورك شهورا طويلة . . ثم لا بد ان نعود كقاطرتين انفصل بعضهما عن بعض فى سكة ما . فى طريق ما . ثم عادتا ليلتصق بعضهما ببعض وتواصلا السير فى مسيرة الغد المجهول . عادت القاطرتان تصطدمان . تجذبهما نفس السكة الملتوية . . نفس الطريق الشائكة ، ويلهبهما نفس الصراع الصامت اللانهائى .
20 أفريل
وأنا اتجرع ثانية علقم انتظارى وزيف أملى . أتسلق ظهر احلامى المحدودب . أهتم فى مذبح العالم الكبير الذى ترشح فيه الجثث الممزقة وهى تنز دما صدئا . أرى دماءها على الطريق تخط كلمات معوجة متشابهكة ، كأنها نقشت بيد ميت مبتور الاصابع . أبو الهول وان تكلم ، فلن ينحنى أبدا لرياح الصحراء الثائرة . . أحاسيس مئات القرون تجمدت فيه . خنقت صوته فلم يعد قادرا الا على تلك النظرة الغامضة يتحدى بها الدنى .
لكن لما ضممتنى اليك رغم ان شفتيك كانتا مطبقتين ، تبحثان عن مكان ما فى وجهى لتقبله ، كانت عيناك ترنوان الى بقوة غريبة . تكاد الكلمات تقفز منها عنوة كطير سجن طويلا يحاول الافلات . كانت كل قطعة فيك تتكلم . لكل منها لغة رقيقة . . قاسية . . عنيفة . . مدمرة ، تذوب رقة وحنانا مرة وتنسكب قسوة وشراسة أخرى .
كنت ألتهم شفنتيك بنهم متسول جائع ألقى أمامه بقطعة (( بفتيك )) شهية فبقى مصعوقا يخشى أن يزدردها ولا يستطيع أن يقاوم لذة التهامها . أقبلك وخيال ابى الهول يتراقص أمام أعينى . فابتسم وابتسم . احس انى اكبح جماحه ، اصفع غموض ابتسامته الساخرة . . أتحدى خمسة آلاف سنة من الكبرياء والصمود ، والترفع والشموخ . . أفند مئات الاساطير الجاثمة حوله كسرب نحل يحوم حول عش عسل . أبو الهول بين ذراعى . . يضحك . . يتكلم . . يقول اشياء كثيرة متناقضة وشرسة . تؤلمنى وتسعدنى . فجأة سكت . عادت بسمته الشامخة تركل الوجود وعادت عيناه تمتلئان ضبابا وسأما مبعثرة عمرا طويلا من الصراع والضياع ، لتخلدا الى الصمت المترفع المغرور .
16 ماى
عبثا ابحث عن معنى للوجود . عبثا أحاول أن أفهم سر الطلاسم التى تعصب بها تصرفك الاحمق . عبثا احاول ان اكتم عويل الوحش المتمرد المزمجر بصدرى المتعب . عبثا أحاول الفرار من جحيم الحياة وآلام الانتظار العالقة بكيانى الموغلة فيه كسرطان فتاك يسرى فى شرايينى ويسمم دمى دون رحمة . عبثا . . عبثا . حياتى كلها عبث فى عبث ومهزلة سخيفة يختلط خيط النهاية فيها بعقدة البداية . .
كل يجرى خلف شئ وخلف لا شئ . كل يسير يتدثر بعباءة الامل الخداع مطوق العنق بحبل الاحلام البراقة . والدرب طويل شاق أوله ألم وآخره حسرة وندم . وانا فى غمرة انهيارى لا أزال أبحث عنك . أبحث عن الطريق اليك . ابحث عن الحياة فى عينيك . أبحث عن مرفئى الضائع بين ذراعيك . غير ان الضباب يعود دوما ليغمرنى . . والاحزان تبعثرنى ، ترمينى بعيدا . . بعيدا عنك . أبقى اتزحلق فوق جبال الهموم . . أذوب . . أذوب . . أتلاشى ولا أمل فى الوصول اليك . ستقفز رمال الصحراء المحرقة . يكوينى
هجيرها . أبقى أتمرغ وسط اللهيب المستعر ، تمزقنى نظرات أبى الهول المتعالية . . تفتتنى ابتسامته الغامضة المتحدية ، وتأكلنى آلاف الاساطير المنتصرة المتناسلة على مر الاحقاب . الطيف الرهيب يزحف نحوى . يخنقنى . . تتشقق الارض الرملية الرخوة تحت تقل جسدى . هوة سحيقه تفتح فاها لتبتلعنى كتمساح جائع فتح شدقيه منظرا الفريسة . أغوص . . أغوص . أبحث عن صوتى . لا أجده . الوحش فى صدرى يكف عن العويل ، يموت قهرا . يلفظ ابنى آخر انفاسه وسط أحشائى الممزقة . تسقى دماؤه رمال الصحراء الظمأى ، وأنا أترنح فى ظلمة قبرى ، كفنى الملتهب يكتنفنى أتلاشى . . أتلاشى . . أصرخ باسمك فى سرى .
أبو الهول ما زال يرنو الى . عيناه تمزقان آخر بارقة أمل فى نفسى . تمتصان آخر نطفة للحياة فى تتركانى جثة مشوهة تنفر منها أعين الله . وتتحداها الاساطير والخرافات البلهاء .
دمائى النازفة تجتاح أقدام أبى الهول . تكتسح جسمه المتحفز الصامد على مدى العصور . رأسه البديع ينكس . تلطم الدماء وجهه الغامض المثير يغرق معى . يغرق . يتصدى للتيار الثائر . يتشبت بحبل صموده المقطوع . . يبتلعه الاعصار . . يغرق . . يغرق . . و . .
