الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 5الرجوع إلى "المنهل"

بين التاريخ والآثار

Share

ومهما يكن فالآثار هى بقايا ظاهرة أو خفية ، تدل على أربابها ..

وهناك الآثار الالهية الدالة على جلال قدرة الخالق العظيم الذى أوجدها .. جل وعز ..

والأكوان كلها آثار الهية ، وكل صنف منها له علماء عباقرة متخصصون ، ولهم أسفار ، ومن رغب فى التعرف الى شىء من ذلك فليعد اليه فى أسفاره .

وانى بمناسبة عرض المؤلف لطائفة من آثار هذا الانسان العربى فى بلادنا ، فانى أحث القلم لشرف الكتابة فى جلاء بعض آيات الوحى ، التى تحت على الايمان الكبير،

والأسوة الحسنة والانقياد للتوسع فى كشف الآثار وبناء المجد ، وبذل الجهود فى سبيل ذلك .

وان صديقى المؤلف يشاطرنى هذا الشرف العظيم والأجر ، لأن كتابه كان الباعث لى فيما كتبت ..

والحقيقة أن الآثار ، سوء كانت آلهية أم انسانية : هى كنوز دفينة لحقائق علمية وفنية كثيرة ومجهولة ..

والأثريون هم الذين يزيحون أغشية الحقب عنها ، ويعيدون اليها تقويمها فى أجمل زيناتها ، وأفتن مباهجها ، لتفضى اليهم بأخفى أسرارها ، وتقص عليهم أحسن قصصها بقدر ما يملكون من الوسائل العلمية

الأثرية الحديثة الكاشفة ..!!

وآلات الاكتشاف أبدا فى تقدم وتجدد ، وعم الأثريات سبغها فى كل ذلك .

الأثريون المفكرون يبحثون ، عن مواطن الآثار لبلاب ..       ١ : للدرس والاكتشاف ..       ٢ : ولتوسعة المعارف الحديثة       ٣ : ولنفض غبار الأزمان عن مفاتن الفنون وحقائق العلوم السالفة ..

انظروا ص ١٢ من كتاب « بين التاريخ والآثار » ، فانكم تقرأون هذه العبارة :

« لما قطنت لحقيقة علمية كبيرة ، ساقتنى الى مزيد من الحرص على تتبع ما أمكن نتبعه من الآثار ، واستنطاقها عن ماضى الأخبار » .

ولما كان تحقيق واقع العلم اليقينى فى كل شىء وفصله عن نزوة الزيادة والنقصان . ومن لوثة التأويل والتحوير .. وعن مصيبة اقحام الريبة فى حقائقه الثابتة ، هو واجب التقدم العلمى الصافى الصاعد ، وفريضة الحرية الانسانية العالية ، وجهاد الجماعات والافراد النبلاء .. لجأت الى توجيه وحى الله فى ذلك .. ليفهم أولو البصائر من العلماء الأعلام الى أية أمجاد علمية خالدة هم مدعوون لأجل تحقيقها من قبل الله عز وجل:

. . وليظفروا بالسعادة الانسانية العليا ، وطمأنينتها الوادعة ، وطيب عيشها الرغيد، وليخلعوا وراثات العصور الغابية المفترسة ويطرحوا خبائث الأحقاد السافلة الساقطة ويسحقوا أسباب مؤامرات النهم الوحشى المدسوس فى تقاليدهم المتوارثة .

ويمحوا أشباحها السوداء المركزة فى أعصابهم .

وبلوغ ذلك والظفر به سهل الامكان اذا اخلص البشر الايمان العملى لدعوة الوحى . اذ يستحيل أن يطلب الله اليوم فى آياته ما

يستحيل تحقيقه مما يسعدون به جماعات وافرادا .

اعرض ذلك عليهم ليلمسوا الدرك الأسفل الذى انحدروا اليه بالنسبة لسمو آيات الله التى اعرضوا عنها وخسروا وخابوا .. بسبب اعراضهم .. أيما خسارة وخيبة !!

آيات الله جل وعز      ما أروع شلالات آيات الله الوهاجة الداففة من السماء ، وما أجل اطرادها على اطراد العصور ، وما أخصب ما تقدمه للانسانية جمعاء ، من جدة فى العلم ، ووقد فى الفكر، وصفاء فى الخلق وسعادة فى النفس ، واستقامة فى السلوك ، وكبت لطغيان الغرائز وشرورها الظاهرة والخفية .

وكم استمدت وتستمد الشرائع الوضعية من فيضان نور وحى الله السرمدى أقوم اتجاهاتها ، وأعلى أمجادها وأرفع مآثرها .

ولولا تأثث وراثات الغاب فى قرارة غرائزهم ، ولولا تحكمها فى توجيه أعمالهم الى الحقد الوحشى ، والأجرام المدبر - ما استطاع انسان له صبابة من فكر وعلم أن يرتكب جريمة التطاول الجاهل الأرعن على هدى وحى الله عز وجل .

التطاول الوقح الملوث بأفك التشهير ، ودس التأويل الفاسد ، ومزجه بالاساطير المنحطة واقحامه بالتخلف العلمى ليظل منفذا للهجمات ..

والبشر اذا لم يكبتوا نوازع الغاب فى تصرفاتهم ، فقلما تكترثون بما تزخر به الدنيا من آثار تسمه بأهدافهم ، وتنهض بارادتهم الى الافادة بمعارج روح السماء فيهم .

والكبت يكون بثلاث : بالارادة العالمة الحاسمة وهذا https://t.me/megallat    https://www.face

لأفذاذ العلماء الراسخين .

٢ : وبالايمان الصادق العامل وهذا لفريق المؤمنين الصادقين

٣ - وبوازع السلطان العادل الصارم .. وهذا لسائر العامة .

سواء أكانت الآثار من صنع الله الخالق العظيم الناطقة فى مجالات الطبيعة ، أم من صنع الانسان فى ماضيه البعيد الضال فى باطن الأرض ، أو القريب الشاخصة على ظهرها ..

وانت يا انسانى الحبيب ، لا بد لك من بذل الامكان ، وشحذ الفكر ، وارهاف الحواس ، وتصميم الاردة واطلاق الرياح لجوب أرجاء الأرض عامرها وغامرها ، واستنطاق معارفها القريبة والبعيدة فى آثارها لتنال شرف السمو الانسانى فى معارج وحى الله سبحانه .

انظر هذا المعراج العلمى العالى الذى نصبه الله لك فى وحيه المنزل .. فانه يصعد بك الى اسمى ما يصبو اليه الانسان الطلعة الماجد .

واحذر ان تعرض عنه فيعرض الله عنك وتطرح مع النفايات .

خذ طريقك اليه بكل قلبك وعقلك وارادتك واشواقك ..

واعلم ان حياتك فى زحمة ارادات جبارة، وصراع اطماع جشعة ، وسباق معدات جهنمية ساحقة ، وليست فى سهرة أنعام ، وضرب دفوف وكاس وطاس .

« أفلم يسيروا فى الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم . كانوا اكثر منهم ، وأشد قوة وآثارا فى الأرض ، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون » ٤٠-٨٢

ولا تخالوا - يا اخوتى الأعزاء - أن المولى يطلب الينا أن نسير فى الأرض ، ونقطع القارات للنظر بأبصارنا الى آثار الأمم البائدة

والدول الخالية ، او الى آثار قدرته جل وعز وما ابدعت فحسب ..

وانما للنظر بالعلوم الصاعدة ، والعقول النيرة ، والبصائر المتقدة أيضا . ونظر العلم والبصيرة عميق حساس وكاشف لحقائق الآثار ، يوم كانت فى زهرة صباها ، وفجر حياتها ، وشوكة سلطانها .

وهو الذى فى قدرته أن يزيح الستار عن الأسباب الصالحة التى سمت بها الى الأوج، والأخرى الطالحة التى هوت الى العاقبة الخاسرة المدمرة .

وهل من خسران أخسر ، ومن شر أفدح ممن يمتطى الرياح ويجوب القارات ليلتمس مساوىء المجون باسراف وترف ، وهو معرض عن المسيرة العلمية الصاعدة الى أعلى قمم العلم والفن والمجد والشرف والقوة والتضحية .

وهي تهيب به وتناديه : ١ - هنا العالم الحى السامى المثقف ٢ - هنا مظهر الاعجاز العلمى الصارخ . ٣ - هنا الحكمة العالية الشاملة . ٤ - هنا قول الله عز وجل :

« قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ، ثم الله ينشىء النشأة الآخرة .. ان الله على كل شىء قدير » ٢٩-٢٠

أجل هذا هو وحى الله الذى يفرض المسيرة العلمية على أولى الأبصار والبصائر من العلماء الراسخين ويدفعهم الى كشف حقائق الآثار الكونية أيا كانت من أجرام سماوية الى كائنات من الطاقات العاقلة وغير العاقلة ، الى عوالم الكرة الأرضية الحية من انسان وحيوان ونبات .

وكل ذلك من خلق الله الذى يجب أن يصل به العلم الانسانى الى معرفة كيفية بدء تكوينه .

ومعلوم أنه لو اجتمع أهل الكرة الأرضية

كافة ، وكان كل ورد منهم يملك نظر زرقاء اليمامة .. لما استطاعو أن يخترقوا أغشية الحقب ، ويزيحوا عنها الأسداف المتراكمة لينظروا كيفية بدء خلقها ، وما كانت عليه من قبل أن تتكون ذراتها وتتجمع ، وما آلت اليه من بعد ..

أضف الى ذلك التعرف الى آثار الانسان التى هى من صنع يديه . مثل سدى الصين ومأرب ، وأطلال تدمر وطيبة ، وقلعة بعلبك والأهرام ، وقصرى غمدان والحمراء .. وما أشبه ذلك مما تزخر به بقاع الأرض ظاهرا وباطنا .

وهذا هو الحق . فانه لن يستطيع النظر الى بدء خلق الكائنات وسواها .. فى عين واقعها اليقينى الذى حصل الا العلم وحده ولولا أنه فى امكان العلم ذلك لما أمر الله به فى وحيه .. فى آيات كثيرة ..

وهذا مظهر تحدى اعجاز القرآن الصارخ . وهذا التحدى الصارخ جاء عاصفا مجلجلا بينا فى وصول العلم الى اطلاق الصواريخ لاكتشاف عوالم الافلاك المتناثرة فى أبعاد الفضاء ، والتعرف اليها ، وكشف حقائقها بداية ونهاية .

وهذا الاطلاق الصاروخى الكاشف ، لا يزال يحبو ، ولما يستو قائما على قدميه .

ومتى شب وبلغ أشده ورشده بما يجد ويتوافر لديه ، من وسائل علمية تبتكر ، ومراكب فضائية تخترع ، وآلات حديثة تكتشف ..

ولو كان أهل الجاهلية وأشباههم المثقفون الشطريون ، على علم بتطورات العلم، وتقدمه وتجدده ، وعلى علم بأن الانسان فى كل يوم يعلم منه ما لم يكن يعلم من قبل .. وعلى علم بأن ما علم من معارف الكائنات ان هى الا ومضة خافتة من ظاهرها المادى ، أما طاقاتها الحية وسواها ونواميسها وأعمالها

وكل ما يتصل بها ، فانها لا تزال فى المهد .

اى لو كانوا على علم بذلك لما تصوروا واقع العلم اليقينى فى قولهم :

« ان الحياة الدنيا هى الأولى والآخرة ، وما يهلكنا الا الزمن ، وما من حياة بعد هذه الحياة ، وما يقال عنها ان هو الا ظنون واوهام .. وان كان ذلك صدقا فليأتوا بآبائنا الهامدين .. »

ومثلهم فى قولهم هذا كمثل أبى المفاليك: لما قالوا له « ان الشمس ما هى كما تشاهدها هى أكبر من الارض » عبس وبسر وقال ساخرا : العلم هو الذى المسه بكلتا يدى هاتين - ومد يديه وهو يهز رأسه ويقول :

« ائتوا بها حتى أصدقكم تصديق العلم » . وقالوا « ما هى الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ، وما يهلكنا الا الدهر ، وما لهم بذلك من علم . ان هم لا يظنون .. واذا تتلى عليهم آياتنا بينات ، ما كان حجتهم الا أن قالوا ائتوا بآبائنا ان كنتم صادقين » ٤٥-٢٥

اجل هم أهل جاهلية وأشطار ثقافة(١) لأن واقع العلم اليقينى ، أن الذرات المكونة منها الخلايا الحية ، كانت موجودة جامدة من قبل أن تنفخ فيها طاقات الحياة ذات السنن المتباينة العاملة مختلف أنواع الأحياء :

الحيوانية والنباتية : بقدرة خالقهما العظيم : على وفرة أنواعهما، وكثرة فصائلهما، وما يتبع ذلك من علوم ضاقت الأسفار بها، ولما تزل فى بدئها .. « ولو ان ما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله »

ولو لم تكن طاقات الحياة على اختلاف أنواعها والوانها طارئة على ذرات الذرات الخامدة المائتة من قبل للزم أمران أساسيان من وجهة واقع العلم اليقينى ..

الاول :    أن يكون وجود الطاقات الحية ذات السنن العاملة لكل نوع من أنواع الأحياء الحيوانية والنباتية ، مقارنا لوجود الذرات المادية المؤلفة منها الخلايا الحية منذ البدء ..

وهذا ينقصه العلم اليقينى ، لأن الأرض كانت كتلة من النار أحقابا وأحقابا .. وكانت خالية من أى لون من ألوان الأحياء ..

الثانى : اذا قلنا ان الحياة كان انبعاثها لأول مرة من ذات ذرات عناصر الخلايا لما تم تكوينها بعد أحقاب على وضعها الحى الذى هى عليه الآن ، فحتما يكون ايجادها فى الامكان بيد العلم . ما دام العلم قد استطاع أن يعرف مواد الخلايا وعناصرها وتركيبها بل ما دام قد استطاع أن يغلق الذرة نفسها ويعرف ما فى داخلها ، ويحصى كائناتها الصغيرة المشتملة عليها .

ولكن وجدنا العلم لم يستطع أن يجعل لذرات كائناته غير الحية ، حين يصنع خلاياه منها . طاقة حية عاملة تنبعث من صميمها وتعمل العمل المقصود منها ، ككل خلية طبيعية حيث نشاهدها تصنع صنعها الخاص بطاقتها الخاصة ، بيد قدرة الله عز وجل ..

مع اقتدار العلم أن يجعل كائناته الصناعية التى يقلد بها الكائنات الطبيعية هى هى : مادة وعنصرا وذرات وتركيبا وترتيبا : كحبة قمح أو عدس أو سواهما .

دع فكرة ايجاد خلايا جديدة لأحياء جديدة ، بيد العلم ، فان اخصاب الصحارى بالسراب أقرب منها ..

وكما عجز العلم أن يجعل الطاقة الحية العاملة تنبعث من ذات ذرات خلايا الصناعية عجز عن صنع طاقة حية يفيضها فيها لنفس الغرض .

وهذا برهان علمى يقينى مشاهد ملموس بأن الطاقات الحية العاملة لشتى أصناف الأحياء الحيوانية والنباتية مفاضة بيد القدرة الالهية . وهى فى الوقت نفسه برهان علمى « يقينى » مشاهد ملموس على وجودها الحق ..

وهى وحدها كافية لردع الملاحدة - ان كانوا أرباب علم وفكر وتقدير - عن أن يجحدوا الطاقة الحية العاملة فى تكوين العالمين الحيوانى والنباتى ، وانها مفاضة بيد القدرة الالهية ، وليست مفاضة عن ذات خلاياهما المادية الحالة بها ..

وهكذا نستطيع أن نقول بلسان الواقع المشاهد :

« ان العلم مع عمق بحوثه الفذة الهائلة ، واقتداره على الافادة الواسعة من تقليده كيفية تكوين الكائنات لآلاته المبتكرة فى مختلف ميادينه .. لم يستطع أن يبتكر مقلدا مقتبسا طاقة حية ذات سنن عامة يفيضها على الذرات الخامدة الخالية من أصالة الطاقة الحية العاملة التى أفاضها الله عز وجل ..

ولكن كل الذى حصل ويحصل ، فى مختبرات العلماء هو أنهم استطاعوا الافادة من البرتوبلازمات المشتملة على الطاقة الحية المصنوعة بيد القدرة الالهية ، واجراء تخميرات كيمائية على بعضها القابل لذلك .

وهذا هو الذى نسمع عنه من التخميرات الكيمائية لايجاد الحياة على ألسنة السطحيين من المثقفين الشطريين ..

وكل عمل سوى هذا هو صعود نازل الى أسفل دركات الفروض الخيالية المنسوبة الى العلم بغير توفيق واحسان داخلين فى حدود الامكان العلمى المبنى على الاقتباس والتقليد للكائنات التى خلقها الله بقدرته .

وكل من يظنون أن الأمر فوق ذلك هم فى

عمى العلم الجاهل أو المتجاهل ..

ان طاقات الحياة الحيوانية والنباتية لها خصائص سننها العاملة حسب أقدارها الأساسية .

وكل ذلك لن يكون الا بقدرة الله الخالق لكل شىء ..

ومهما يكن فان العلم أفاد من هذه الكثرة الكاثرة من اختلاف أنواع الأحياء الدنيا الحيوانية والنباتية ،

وأعمال طاقاتها ..

ولو كانت الطاقات الحية أعمالها على نمط واحد ذاتا وايجاد واعداما واعدادا وزمانا ومكانا لما أمكن للعلم أن يصل الى هذا التقدم المطرد والاكتشافات المتتابعة يوما فيوما .

والنتيجة العلمية اليقينية الحتمية المشاهدة .. هى أن الطاقات الحية التى افاضها الله فى ذات ذرات «البروتوبلازمات»  هى آية شاهدة ناطقة على جلال قدرته

ومهما يكن فالآية الكريمة عميقة الدلالات بأوسع ما يحمل العمق من معنى يدخل فى امكان التصور الانسانى .. والعلم الحديث لو نفذ من أقطار السموات والأرض فانه سيظل ماثلا بخشوع حيال معجزاتها العظيمة

وكم فى آيات القرآن المجيد من حقائق علمية عميقة عميقة مدخرة لأزمانها وحضاراتها التى عينها علم الله الأزلى ، وحددتها ارادته جل وعز ..

ولو لم يكن دأب الملاحدة الماديين السطحيين الأخذ بظنون العلم وفروضه التى يفترضها العلماء أحيانا لاذاعة الريب والالحاد وليس لها فى واقع الكائنات من حقائق واقعية يقينية - ما أمكن أن يتصور أحداث المثقفين ان القرآن المجيد كتاب الوحى الازلى

اليقينى يشتمل على آية واحدة تناقض واقع العلم اليقينى .

والعجيب ان وحى الله الأزلى يحذرنا من القاء القول على عواهنه دون تقديم البراهين الصادقة التى لا تقبل الأخذ والرد . كما يحذرنا من دراسة الآثار الطبيعية والصناعية دون أن نعتبر بما كانت عليه من جلال الصنع وزينة العمران ، وزخرف الفن ،

وبما كان عليه المشيدون لها من بسطة العلم والجسم والسلطان ، ونفوذ الكلمة وتقدم الحضارة وسموها ..

وكيف أفضى الاهمال والمجون والترف والجهل بسلائلهم الى تمزيق الكلمة والضعف والدمار حتى أصبحوا بالنظر لآثار الماضين عارا واعتبارا وانذارا بما ينزل بالمنحرفين عن سنن العلم والاخلاق والايمان من الدمار والهلاك ..

ووحى الله يرشدنا الى أن الكرة الأرضية مرت بها فى الماضى السحيق أمم أشد من هذه الأمم قوة وسلطانا وآثارا .. وأكثر عددا .. ولكن ابتلعتهم الأرض هم وآثارهم كما ابتلعت أزمانهم ..

تجدون كل ذلك مجملا في قوله تعالى : « أفلم يسيروا في الأرض، فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم ، كانوا أكثر منهم وأشد قوة فى الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون » .

ولو ان الله أشهدنا بدء الخلق لما طلب الينا السير فى الارض للتعرف الى ذلك بقوله :

« أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها . فانها لا تعمى الأبصار ، ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور » ٢٢-٤٦

اشترك في نشرتنا البريدية