" تتمة المحاضرة التي القاها فضلة الزعيم الاسلامى السيد احمد حسين "
٤
يوجد بعض الناس يقولون : ان النبي صلى الله عليه حارب بالسيف والرمح والسهم والقوس ، فعلينا ان نحارب بهذه السلاح . وفات هؤلاء الناس ان ذلك السلاح هو السلاح الموجود فى عصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقد قال تعالى ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ( فالله تعالى خاطبنا بالأمر باعداد ما نستطيعه من قوة مطلقا ، ومن القوة المدفع والبندقية والطيارة والسيارة وغيرها . والخيل لفظ لا يقصد هذه الخيل الحيوانية فقط فهو يشمل الدبابة والغواصة وكل ما يركب في الحرب ، وغاية مراد الله تعالى ان نعد للكفار ما تحصل به ارهابهم ، ولم يخاطبنا بان نعد فوق طاقتنا ، بل ماهو داخل في دائرة هذه الطاقة . ان الله تعالى امرنا بشيئين متحدين فى صيغة امره فقال تعالى وأقيموا الصلاة ( وقال تعالى وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ( فإذا أقمنا الصلاة واكتفينا بهذا وحده نكون غير ممتثلين تماما لاوامره تعالى ، وغير قائمين بالأصلاح المنشود . فهل المسلمون قاموا فى عصرهم هذا بالاعداد المأمور به ؟ !
ان اوربا كانت تستهزئ بالحروب الدينية الماضية وترى ان المسلمين فى هذه الحروب كانوا مجانين ، وتقرر ان المذاهب خرافات ، وان الحرب التى تنشأ عن المذهب والدين حرب سافلة ، كذلك قالوا في الحروب التى وقعت بين المسلمين والنصارى ، وبين النصارى واليهود ، وبين اليهود وبخلافهم وهاهم الان قد انقلبت بهم المادية الى الحرب لأجل المادة المحضة . ان اناس اوربا مفقودة منهم الروح كانما
خلقوا بلا ارواح ، كانما خلقوا للمادة ومن المادة وحدها ، فهم لا يسعون الا لها ولا يوجد فيهم ذو روح تعني بالتوجه لاصلاح الروح حتى من يدعى انه روحى معهم فانما يخدم الروح من طريق غير صائب ولا صحيح . ان تطاحن اوربا الحاضر ليس لغاية سامية ، انما هو لأجل الماديات التى يسمونها الاقتصاديات والتي يطلقون عليها اسم " الدفاع عن القوميات "
ان قوة الاسلام بقوة روح ابنائه ، وسعيهم في اصلاح دينهم والرجوع الى عقائد السلف الصالح ، وافكار السلف الصالح ، ونزاهة السلف الصالح ، وتعاون السلف الصالح ، واخلاص السلف الصالح لله تعالى ، لا اقول انه يجب علينا اهمال البدن ، فهذا البدن ايضا يجب التوجه الى خدمته خدمة محدودة لا تطغي على مواهب الروح . كان السلف الصالح يخدمون هذا البدن ولكن لا من حيث انه مقصود بالذات ، بل بالعرض والنطر الثانوي فما يقوم صلاح للروح الا بصلاح البدن وكيف يمكننا ان نعد القوة اذا لم نعتن بالبدن .
ان أوربا تخدع بمظاهر مدنيتها الزائفة شبابنا المسلم ، وتجعلهم يطمحون الى الرقى المادي المحض ، فينظرون ماذا عملت فرنسا ؟ ماذا عملت المانيا ؟ ماذا عملت انكلترا ، وهكذا صار الشاب المسلم يقلد اوربا فى الملبس وفي التعليم وفي كل شئ وغاية ما يتمناه ان تترقى بلاده الترقي المادي بدون التفات الى الروح والبدن ، فيجب ان يقعد المسلمون اذا قعدت اوربا ، ويسيروا إذا سارت ، ويعملوا كل شئ تعمله . . ان الواجب على الشباب المسلم الناهض ان يقتدى باسلافه ، وان يعرض عن مظاهر المدنية الزائفة ، ويسعى السعى الحثيت لاصلاح الدين ، ويعود على سيرة السلف الصالح . ان هذه هي المرة الثالثة التى يرجى فيها نهضة الاسلام عسى ربكم ان يرحمكم هنا رجاء . وهنا اشفاق : ) وان عدتم عدنا ( فاذا عمل المسلمون بدينهم الحق فعسى ان يرحمهم ربهم وان عادوا الى المادية الموبقة ، عاد ففعل بنا مثل مافعل سابقا فليعتبر أولوا الالباب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
