سأل الفتى التلميذ ، الشيخ الاستاذ : أي البعثات التعليمية أجدى لنا نفعا ، وأعظم اهمية ، فى الوقت الراهن ؟ ما كنت قاطعا امرا حتى تفتيني ! . .
قال الشيخ الاستاذ : تعلم يا بني ان البعثات التعليمية كلها خير وبركة ، فالعلم نور ، وما دخل النور في مكان الا وانجاب عنه الجهل والضعف والتواكل . . فالنور قوة ، والظلمة ضعف وموت . . ولكن البعثات التعليمية الاجدى نفعا لحاضر بلادكم اليوم على ما ارى هي البعثات التى تنشد المعرفة الصناعية لاستخراج كنوز بلادكم من معادن متوافرة ومناجم وزيوت والانتفاع بها لنهضة بلادكم داخلا وخارجا ، استهلاكا وتصديرا والبعثات العسكرية التى يتكون منها سياج الوطن المكين ، وحصنها الحصين ، فبقوة الجندي الوطني تدفع عن البلاد غوائل الأعداء وتبقى لها هيبتها الشامخة ، وبذلك يكون انتاجها متوافرا ونهوضها متطاولا . .
قال الفتى التلميذ : فانت ترى اذن ان نقتسم الخطتين انا واخي . . يكون أخي في البعثات الصناعية التى تنشد تصنيع البلاد ، وأكون انا في البعثات ؛ العسكرية التى تهدف الى تدعيم عزة الوطن ؟
قال الشيخ الاستاذ : وهو كذلك ! لقد اصبت الرأي ايها التلميذ المبارك . فالصناعة والجندية هما جناحا الوطن ، بهما يحلق ويزدهر كما يحلق الطائر
بجناحيه في اعالي الأجواء .
