سكينهم
بين فم الرضيع والحلم
بين فم الجائع واللقمه
فكيف نلتقى
خلف قميصى الداخلى
فوق لحمي
تملكوا واقتسموا جسمى
مملوكهم أنا
ويجهلون من أنا
وعند كل خطوة
أحتاج للبطاقة الشخصية
فكيف نلتقي
كل وثائقى
قدمتها
كل ضرائبى
سددتها
كل مواهبى
سخرتها
فكيف لى أن اعلما
بأنني لما أزل متهما
فى ظل ياسمينة تنتظرين ؟
ألست تعرفين
يا غبيه
بأننى شخص بلا هويه
ولطخة جوفاء في لوحتك الورديه
كان اسمى القديم يشفع
كان له ظل ، وموضع
لكننى فقدته فى السوق
فهل تصدقين أننى مسروق
أم أننى عمدا أضعته
لأننى جبان
أم أننى كالآخرين بعته
لأنه كسائر الأشياء
بضاعة لها على علاتها ميزان
إن كنت لا تصدقيننى
فكيف نلتقى
بين مخدتى و بين عنقى
حبل من الحرير
وليس فى الامكان أن أغير السرير
أى العصافير أنا
إن كنت لا أطير
إن كنت فى مدينتى الأخرى
ألقى وجوههم تميع كالمسوخ
تسربت إلى عبر حائط مشروخ
أسده ويدخلون
أسكتهم ويصرخون
أرجوهم
أجثو على أقدامهم
فيضحكون
وعندما أصرخ مذعورا
يصفققون
ويهدؤون
كى يثبتوا وجودهم
من دون ضجة
لأننى عدت إلى عقلي من الجنون
أحببت يا أخت
تصورت الهوى طفلين
قسمت شعرها الضافى ضفيرتين
وشعره تركته مرخي على العينين
بسطت فى دفاترى مرجا
وأطلقت فراشتين
رسمت جدولا
دفعت فيه قاربا من الورق
وكان كافيا
لاثنين
خطيئتى تلك تركت دارنا
ليس معي سوى شهادة الكتاب
وصرة الطعام والشراب
وفوق صدرى آية الكرسي فى حجاب
لكنهم ما أن رددت الباب
حتى تلقفونى
فمزقوا شهادتى
وسرقوا زوادتى
وعندها التقينا
لا . . لا أقولها
لم يتركونا لحظة واحدة
لم يدعوا أكتافنا تمس بعضها
كانوا وراءنا وبيننا
وهكذا سرنا
جنبا الى جنب محاذرين
ننظر فى رعب الى اليدين
تنمو بها مخالب غريبه
وفي الفمين
تنبت أنياب لنا عجيبه
فكيف نلتقي
وقد صرنا إلى وحشين
لا بد يا فراشتى الحبيبه
لا بد أن نقاتل
لا بد يا فراشتى الرهيبه
