حكى الرواة فى الزمان الغابر عن رجلين اشتركا فى متجر
وجعلا المتاع فى الدكان ليأمنا من سطوة العدوان
فاضمر الغدر شريك منهما لأخذ عدل صاحب ملتهما
اراد أن يسرق فى الظلام مضللا لأعين الامام
القم على مسروقه رداءه علامة تهديه حيث جاءه
وفي الأثناء أقبل الصديق وهو بوصف صاحب خليق
ظن أخاه نسي الازارا نقله لعدله اضطرارا
أتى الخبث في ظلام الليل لحمل كيس الصاحب الممل
ومعه الحمال كي يعينه واتفقا عن أجرة ثمينه
وجعل الخائن في الظلام يقلب الأعدال فى سلام
حتى اذا ما وجد الرداء اخذه وحقق الرجاءا
ورفع العدل مع الحمال كأنه بكنزه يغالي
وأدخلاه خفية للدار وانصرف الحمال فى وقار
وفتح الخائن ذاك العدلا وجده متاعه اذ حلا
فبهت الكافر واكفهرا وقال : ويلي . قد أتيت شرا
كيف الاقي ذلك الصديقا إذ خنته ولم أكن صديقا
وقرع ألسن من الندامه إذ أخطأ الصواب والسلامه
ويمم الدكان في الصباح وكان فيه سيد الملاح
ولم يجد عدلا من الاعدال وهام وجدا فى ارتباك الحال
وقال : ويل . ما أقول ؟ ويلي لغيبة المسروق عند الليل
ماذا أقول اذ يسئ الظنا وكنت خلا لأخي وخدنا
لكننى سادفع الغرامه كي لا أرى من صاحبى ملامه
سأله الخائن مذ رآه عن ذلك الحزن الذي اعتراه
قال له : لا تغضبن عنا لذلك المال الذي فقدنا
فخذه من مالي ولا تلمني عما ترى مني من التجني
فقال : رفقا يا أخي فاني أنا الذي ضاع الرشاد مني
اذ سولت لى نفسي الخبيثه ان خنت خلا بخطى حثيثه
أسالك العفو عن الجناية والمكر شر ما له وقايه
وما له من مكره المحتال إلا خبال ما له اعتدال
اني أرى نهاية الخديعة خاتمة وبيلة مريعه
كما أرى خيانة الانسان اكبر ما يروى من البهتان
عفوا اخي مما جنت يدايا واقطع - إذا شئت - فذى يمنايا
قال اخى كلا . وكن انيسا فلعنة الله على إبليسا
