الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "الفكر"

بين شريكين ،

Share

حكى الرواة فى الزمان الغابر عن رجلين اشتركا فى متجر

وجعلا المتاع فى الدكان ليأمنا من سطوة العدوان

فاضمر الغدر شريك منهما لأخذ عدل صاحب ملتهما

اراد أن يسرق فى الظلام مضللا لأعين الامام

القم على  مسروقه رداءه علامة تهديه حيث جاءه

وفي الأثناء أقبل الصديق          وهو بوصف صاحب خليق

ظن أخاه نسي الازارا             نقله لعدله اضطرارا

أتى الخبث في ظلام الليل  لحمل كيس الصاحب الممل

ومعه الحمال كي يعينه   واتفقا عن أجرة ثمينه

وجعل الخائن في الظلام  يقلب الأعدال فى سلام

حتى اذا ما وجد الرداء اخذه وحقق الرجاءا

ورفع العدل مع الحمال كأنه بكنزه يغالي

وأدخلاه خفية للدار وانصرف الحمال فى وقار

وفتح الخائن ذاك العدلا وجده متاعه اذ حلا

فبهت الكافر واكفهرا   وقال : ويلي . قد أتيت شرا

كيف  الاقي ذلك الصديقا         إذ خنته ولم أكن صديقا

وقرع ألسن من الندامه            إذ أخطأ الصواب والسلامه

ويمم الدكان في الصباح      وكان فيه سيد الملاح

ولم يجد عدلا من الاعدال  وهام وجدا فى ارتباك الحال

وقال : ويل . ما أقول ؟ ويلي    لغيبة المسروق عند الليل

ماذا أقول اذ يسئ الظنا    وكنت خلا لأخي وخدنا

لكننى سادفع الغرامه        كي لا أرى من صاحبى ملامه

سأله الخائن مذ   رآه     عن ذلك الحزن الذي اعتراه

قال له : لا تغضبن عنا          لذلك المال الذي فقدنا

فخذه من مالي ولا تلمني      عما ترى مني من التجني

فقال : رفقا يا أخي فاني          أنا الذي ضاع الرشاد مني

اذ سولت  لى نفسي الخبيثه      ان خنت خلا بخطى حثيثه

أسالك العفو عن الجناية        والمكر شر ما له وقايه

وما له من مكره المحتال             إلا خبال ما له اعتدال

اني أرى نهاية الخديعة                خاتمة وبيلة مريعه

كما أرى خيانة الانسان       اكبر ما يروى من البهتان

عفوا اخي  مما جنت يدايا واقطع - إذا شئت - فذى يمنايا

قال اخى  كلا . وكن انيسا     فلعنة الله على إبليسا

اشترك في نشرتنا البريدية