الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 2الرجوع إلى "المنهل"

تأييد العرب الشامل، فى مشكلة البريمى

Share

اذاع راديو مكة المكرمة حديثا افضى به سعادة الشيخ عبد الله بالخير سكرتير جلالة الملك المعظم والمدير العام للاذاعة والصحافة والنشر ، لمندوب الاذاعة السعودية فى الرياض على اثر عودته من زيارته لسوريا ولبنان واجتماعه بكبار شخصيات البلدين ورجال الصحافة فيهما وقد وجه سعادته الشكر الجزيل للاذاعات والصحافة العربية كلها فى هذين

القطرين الشقيقين وفي مصر والمملكة الاردنية الهاشمية على موقفهما المشرف من فضية البريمي . ومؤازرتها للبلاد السعودية فى هذا الحادث المؤسف وقال ان هذا الحادث قد برهن على مدى الوعى العربى القومى فى الامة العربية ، كما ان الحماس العربي الذي لمسته من كافة طبقات الامة العربية في سوريا ولبنان ، وما تجلى

فى الصحافة المصرية والاردنية الموقف الوطني العظيم جعلني مطمئنا على أن هذه القضية ستكون قضية الامة العربية بأسرها ، وقد جاء قرار اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية والجمعيات والاندية قد برهن الدفاع عن كل شبر من الوطن العربي الكبير ، كما ان الموقف الوطني الرائع الذي وقفته الصحافة والأحزاب

العربية والجمعيات والاندية قد برهن على أن الامة العربية تقف اليوم صفا واحدا تجاه هذا الحق المغتصب ، بل ان ذلك الموقف قد اتسعت دائرته الى جميع أرجاء العالم الاسلامي من أقصاه الى اقتصاد ، حيث تنهال فى كل يوم ألوف البقيات على ديوان جلالة الملك ، تحمل الى جلالته التأييد

والمؤازرة . . وعندما سأله المندوب هل ستلجا الحكومة السعودية الى القوة فى حل هذا النزاع ، قال سعادته : ان حكمة جلالة الملك المعظم وبعد نظره وما عرف به جلالته من الاناة والعلاقات التقليدية بين حكومة جلالته والحكومة البريطانية التى قامت مع الأسف الشديد بهذا الاعتداء تجعلنا على يقين من ان الحكومة السعودية لن تلجأ الى اى اصطدام الا اذا عجزت عن الوصول بغيره من

السبل الى حقها الشرعى فى هذه المنطقة ، والواقع ان المتبع لتاريخ العلاقات الودية بين بلاد جلالته وبين بلاد بريطانيا فى نصف القرن الاخير لا يرى فيها الا الروابط الودية والمساعدة الوثيقة القائمة على احسن الجوامع واقوى الصلات وان البلدين كانتا دائما تتصلان بروح من التفاهم والتعاون والمساعدة لتذليل كل

الصعوبات والعقبات والخلافات التى تنشأ بينهما على كل مشكل تتعرض له علاقاتهما المباشرة وغير المباشرة ، وهى السياسية التى انا واثق اتم الوثوق من ان جلالة الملك المعظم كان ولا يزال يحرص كل الحرص على استمرارها وتقويتها فى كل ما لا يمس استقلال بلاده وشعبها ومصلحته

وواجبه نحوهما ، ونحو القضايا العربية الكبرى . ولهذا كان الاسف بالغا وعاما على تخلى بريطانيا عن هذا الاسلوب باحتلالها البريمي بالسلاح ومحاولتها عدم الانصياع الى ما تقدمت به الحكوية السعودية من استعدادها لقبول اية هيئة دولية محايدة تزور مناطق الخلاف وتدرسها

وتجتمع بسكانها وحكامها لتستمع على رغباتهم وامانيهم والى حقوقهم الشرعية وتعلقهم بالبلاد السعودية ونضالهم فى سبيل الحفاظ على ذلك كما انى واثق من ان حكومة جلالته مستعدة استعدادا تاما لقبول هذه الهيئة وتسهيل مهمتها لهذه الغاية بعد اعادة الامور الى ما كانت عليه فى مدة التحكيم وقبل الاحتلال المسلح ، ومستعدة ايضا لاعادة مجرى التحكيم الذي انسحب منه الانكليز وخاصموه مع انه كان يسير فى مجراه الطبيعى

لقول كلمة الحق فى هذا النزاع الذي ارتضت الحكومتان السعودية والبريطانية سلفا قبوله والعمل بمقتضاه فى الحال . والحقيقة ان استتباب السلام والامن والهدوء فى هذا الجزء من العالم العربى متوقف على حل هذا المشكل على ضوء مبادىء هيئة الامم المتحدة وقرارات اللجنة

السياسية لجامعة الدول العربية ، ولا اظن ان الحكومة السعودية اذ تطالب بذلك يكون في موقفها شطط او تعنت او غلو ، والواقع انني كما لمست في سوريا ولبنان وفي كل الاقطار العربية الأخرى هذا الحماس القومي الزاخر نحو هذه القضية لمست فور عودتى الى بلادى اضعاف

ما تجيش به صدور اخواننا العرب والمسلمين فى كل مكان ، فالقبائل العربية السعودية كدها تبعث وفودها من كل مكان فى الجزيرة الى الرياض ونبرق الى جلالة الملك فى كل يوم ألوف البقيات واضعة نفسها فى الصفوف الاولى للدفاع عن كرامة الوطن وحقوق المواطنين المغتصبة كما ان الحماس الشعب فى البلاد السعودية عامة بلغ في هذه القضية منتهاه . ومع كل هذا فلا يزال هناك مجال كبير للحكمة والاناة . .

اشترك في نشرتنا البريدية