دخلت الأخلاء سنتها الثامنة رافعة الى صديقها البشير بن سلامة بيد الاصرار على الاستمرار الواعد باقة حب نبيل... وحزمة ضوء جميل
تنتابني ريح الهوى أرتاب والريب عيند العاشيقيين صواب
ريح رخاء إذ تمر بوجدنا ترتج حين مرورها الأعصاب
يتابني شوق الهوى ، غير النفو س الحية الأشواق لا تنتاب
رهجا يشب العشق في قلبي وهل غير القلوب العاشقات شباب ؟
يا خيمة الوجد الحبال توترت مني وهل تتوتر الأخشاب؟
ولقد عشقتك والغصون رقيقة فإذا التصلب في الهوى جذاب؟
ولقد لقيت بك الرجوع معبدا ولقد لبستك والهروب خراب
ولقد أضعتك والغيوم تقشعت ولقد وجدتك والسماء ضباب
ولقد رجعت اليك فجر تمزق فتقاربت ما بيننا الاحزاب
ولقد سمعتك والصدى متقطع ، وطرشت عنك وفى لهاك عتاب
لا تعتيبي فحديث نبعك طافح بالحزن ..تطفح بالندى الاعشاب
ويجف ينبوع الندى أنى الشعا ع علي الندى من نبعه ينساب
.
أحتار بين المنبعين ، فمنبع : عينان تهمى منهما الأسراب
والمنبع الثاني : ضياء خالص ، واخترته . والإختيار عذاب
اختار من نبع الضياء مراشفى وشفاه غيرى للسراب شراب
لا بالعيون أرى السراب وإنما بعض الشفاه تلوح وهى سراب
وأنا بعيني الشراب رشفته نورا أما تترشف الا هداب ؟
لا تفلت العينان أكواب الهوى ، ولكم من الشفتين حينا تفلت الأكواب
أنا اذ سألتك يا عشيقة : أحب سواك ؟ " من شفتيك نط جواب :
- انت الذي أحببت وردا رائعا والورد مثلك عنده أحباب
أحبب كما تبغى الورود فإنها شرفاتنا إذ تغلق الأبواب
الورد يفتحنا على رحب المدى تمتد منا في الرحاب رقاب "
ما في الرحاب وجدت شبرا شاغرا الاو وأشرق فيه منا شمعة.. وكتاب
نحن الأخلاء الشموع ، لغيرنا منا يذوب الجسم.. والأ ثواب
والبعض منا لو يضيء لينفسه هل يحجب الضوء الشديد نقاب؟
وتعانق الضوء البشير عيوننا ؤكم بالعيون تعانق الأحباب.
