الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 10الرجوع إلى "الفكر"

تحية القيروان لادباء المهرجان

Share

ما زال للشعر هاهنا ألق    وللشذى فى رحابه عبق

وللقوافى امتدادها أبدا     لها بدنيا الاشراق منطلق

وهاجة النور عقد لؤلئها     يرى بجيد الزمان يأتلق

تبهر من شذ عن طرائقها    وجاء إدا وعق من سبقوا

فجد ما لم يكن سوى بدع    يبرأ منها الخليل والخلق

فما استقامت الا على عوج   وما استقرت الا بها قلق

لم تحو الا أحوى الغثاء ولم   تستو الا وما بها رمق

يا بؤس هذا الجديد جلله     ثوب كما شاءه البلى خلق

قد همت بالشهر فى روائعه يجلى    وريا فحواه تنتشق

تسمو بنفسى أسرار نفحته     ويغمر الروح فيضه الغدق

فما شفيت الفؤاد مرتويا       وما اعترانى من صفوه شرق

فى الصدر منه تلوح وامضة    اشعاعة يمحى بها الغسق

ينبوعه الثر فى اختلاجته      من خاطرى المستفيض ينبثق

فان عنت لى يوما شوارده     فما عنانى فى صيدها أرق

لم يعينى قط حين أطلبها     لا الخب فى اثرها ولا العنق

ملكت اذ رضتها أعنتها      فهى وما قد أردت تتفق

انى هنا ألتقى بنخبتها        ومن هم فى مجالها السبق

المبدعون الالى بحلبتها      مضوا مضيا ما حدهم أفق

قد حلقوا فى العلا بأجنحة   ما أخفقوا حينما بها خفقوا

وما شوت نظرة لهم هدفا    ولا سهام بها العدى رشقوا

من مفلق كلما ارتأى حدسا   جاءت رؤاه كأنها الفلق

ومبدع لم تزل أوابده      تجتاز أقصى المدى وتخترق

يشدو بها كل من له شغف   ومن بسحر البيان معتلق

يظل فى نشوة . فمصطبح    بخمر كأساتها ومعتبق

يشرب صرفا من صفو منبعها   لا كدر شابه ولا رنق

انى بهم ألتقى على قدر     وبى من الشوق نحوهم حرق

النبل فوق الجباه مرتسم    وفى العيون الذكاء مؤتلق

واليمن باد على ملامحهم    وللرقاب الوقار يعتنق

حلوا بدار لم تؤو من قدم    الا رجالا لعهدهم صدقوا

دار بها المجد لم يزل كلفا   والامر منها من قبل ينطلق

والفخر يزهى بظل دوحته      فيها وعقد السلام متسق

على رباها الحصرى قد درجت   أقدامه ما التوت به الطرق

وفى المصلى سحنونها علقت    من سامعى فقهه به الحدق

وابن الفرات الذى قد اندفعت    جنوده للخضم تستبق

تشحذ للحق سيفه وعلى        أسوار ( بالرم ) ظل يمتشق

ومن عظيم الرجال كابن أبى الر  جال من طيب ذكرهم عبق

يا ابن رشيق قم فاستمع عجبا    أسلافنا قبل ما له سبقوا

تغريك آى لهم بفتنتها          ويستبيك الدر الذى نسقوا

أينع غرس الآداب عندهم      واخضل فى الحقل زهره الأنق

فى ملتقى ضم كل نابغة       ذى مرتقى لم ينله ملتحق

وبالذي عبدوه من سبل        يلتئم للعرب شملها المزق

فقد أشل الشقاق هيبتها       وشتتها الاشياع والفرق

تكون ان أصبحت موحدة     سلسلة أحكمت بها الحلق

بذاك تعنو لها الوجوه كما     قبل عنت حين ساد متفق

ما كان مثل الخذلان أوبقها   أو الالى من رعاتها أبقوا

ظلت خياناتهم بمعولها       تهوى فتهوى المعاقل السمق

تلك جناياتهم وما سلموا     منها فأشقوا بما جنوا وشقوا

يا أيها المجمعون أمرهم      على نضال بصدقه وثقوا

نحن لكم اخوة وان بعدت   اصقاعنا فالميول تتفق

ما كان يوما جرح يصيبكم    الا له فى قلوبنا عمق

أو حل خطب بمن بداركم   الا لقينا الذى هناك لقوا

يسوءنا ما يسوءكم ولكم    كان لنا فى الجهاد مرتفق

هذى فلسطين وهى من دمنا   وكلنا ألسن بها نطق

ترزح بالعبء فادحا ولقد    ناءت به موديا بها الرهق

وفى غد ان توحدت دولا    أمتنا يشوبها فرق

يحقق الدهر يوم منتصر     ورهط صهيون فيه ينسحق

ليطفئ الله فيه باطلهم      ولتغرب الشمس ان هم شرقوا

فنحن جند إذا الوغى استعرت  ونحن ثبت لدى اللقا صدق

فللفدائى مدفع هزج       وللأديب اليراع والورق

اشترك في نشرتنا البريدية